على ضفاف وادي نهر أومو بالقرب من الحدود الكينية الإثيوبية، تقطن قبيلة كونسو الإفريقية، والتي فضلت العيش بعيداً عن التطور التكنولوجي والعلمي الذي يشهده العالم.
فقد عاشت قبيلة كونسو منعزلة لفترة طويلة بين مرتفعات وجبال وادي أومو، للاحتماء ضد أى عدوان على أفرادها، ويتمسك أفرادها بتقاليد غريبة؛ مثل التعري، وتوارث الزوجات، وتقديس الرقم تسعة، أمّا أصحاب الكرش في كونسو فلديهم مكانة خاصة!
قبيلة كونسو تعتمد في عيشها على الزراعة وتربية الحيوانات
تعيش قبيلة كونسو في إثيوبيا محصورة في حيّزٍ جغرافي لا تقل مساحته عن 1000 كيلو متر مربع. لا تذكر المصادر التاريخية شيئاً عن أصل هذه القبيلة، لكن الاعتقاد الراسخ بحسب passion ethiopia tours، أنهم استوطنوا منطقة جبلية صغيرة في أقصى جنوب غرب إثيوبيا، منذ حوالي 5000 عام، حاملين معهم ثقافة العصر الحجري السائدة والتقنيات الزراعية التي لا تزال مستعملةً عندهم حتى اليوم.
يعتمد اقتصاد كونسو على الزراعة المكثفة على المنحدرات الجبلية. وبشكلٍ أساسي، تعدّ الذرة الرفيعة المحصول الأساسي عند قبيلة كونسو، كما يزرعون القطن والبن، إلى جانب تربية النحل بطرق متواضعة.
تحافظ كونسو على ماشيتها في إسطبلات صغيرة، ويقوم أفراد كونسو، بإطعام ماشيتهم باليد، كما يستخدمون كلاً من الحليب ولحوم الماشية ولحوم الأغنام والماعز كغذاء رئيسي لهم، ليس هذا وحسب، بل عند قبيلة كونسو حتى فضلات الحيوانات تعدّ غذاء لهم.
وتعتمد قبيلة كونسو في اقتصادها أيضاً على التجارة، فينظم أفراد كونسو سوقين كل أسبوع، لبيع منتجاتهم من جهة، وشراء حاجياتهم من ملح الطعام، والسكر وغيرها من الأطعمة والمستلزمات من جهة أخرى، وذلك حسب الموسوعة البريطانية.
صاحب البطن الكبير حظّه كبير عند قبيلة كونسو
يحرص رجال قبيلة كونسو، بشكل خاص، على تناول الأطعمة التى تزيد من الوزن، وتساهم فى السمنة ويفتخرون بالحجم الكبير والبطن الكبيرة، فالرجل الذى يمتلك هذه المواصفات يحوز مهابة الناس واحترامهم، وتكون له فرصة أكبر في حكم القبيلة أو نيل منصبٍ بها.
لذلك يحاول الجميع في قبيلة كونسو، أن يكون ضخم البطن؛ ومن أجل ذلك يتناولون حبوب الذرة في أطعمتهم، إلى جانب مشروبات تخمير نبتة "سرغوم" الشبيهة بالذرة، ولحاء الأشجار؛ حتى ينتفخ البطن، إلى جانب شربهم اللبن والدم كغيرهم من قبائل مشابهة في القارة الإفريقية.
أما نساء قبيلة كونسو فيتزينّ بالسكسك، والنحاسيات من حلقات وأشكال متعددة، ويضعن على شفاههن السفلى قطعاً مستديرة من الأخشاب لفرد الشفاه وتكبيرها، بينما يعمد الرجال إلى التزيّن بأشكال غريبة أشبه بحيوانات بيئاتهم، ويلونون أجسادهم بألوان مختلفة.
يتزوجون صغاراً وعندهم جبال نيويورك
يتزوج أفراد قبيلة كونسو مبكراً؛ إذ إن الشاب في كونسو يتزوج في سن 15 سنة فقط، كما أنه يحق للرجل في قبيلة كونسو أن يتزوج أكثر من زوجة، لكنّ الأغرب من ذلك، هو أنّ الأبناء يتوارثون الزوجات عقب وفاة أبيهم!، جعلت هذه التقاليد قبيلة كونسو خالية من العوانس.
وما يميز وطن كونسو، هو كثرة المرتفعات التي تأخذ أشكالاً غريبة، كما توجد في قبيلة كونسو، جبالٌ تسمي "نيويورك" وهي تشبه إلى حدٍ ما ناطحات السحاب المتواجدة في مدينة نيويورك الأمريكية.
يقدسون الرقم 9 وينحتون صورة الميت تخليداً له!
لدى قبيلة كونسو اعتقادات خاصة بالموت، تقع ضمن العادات والتقاليد الغريبة للقبيلة، فيعتقد أفراد قبيلة كونسو أن الموتى بعد موتهم ينتقلون إلى حياة جديدة خاصة بهم؛ إذ يقومون بنحت صورة الميت، ويضعونها في المنازل ويعلقونها في الطرقات تخليداً للميت.
كا أنهم يعتقدون أنّ الرقم تسعة مقدس، فحاكم كونسو عند وفاته يبقى محنطاً في غرفته، ولا يدفن حتى يمرّ تسعة أعوامٍ وتسعة أشهر وتسع أيامٍ على وفاته.
تحوّلت قبيلة كونسو إلى قبلة سياحية هامة في إثيوبيا؛ إذ سُجلت المواقع الأثرية لكونسو ضمن المعالم السياحية الأثرية على مستوى العالم، وفق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".