في مساء ذلك اليوم، تمكّن تريسي إدواردز (32 عاماً) من الفرار من شقة القاتل المتسلسل جيفري دامر، بالوقت المناسب، قبل أن يبدأ بالتنكيل به وقتله بعد أن قيّده بالأصفاد.
حدث ذلك في ليل 22 يوليو/تموز 1991؛ تزامناً، كانت إحدى جارات المجرم اتصلت بالشرطة وأبلغت عن رؤيتها فتى أسود يخرج من بيت دامر راكضاً، وعن أنها تشكّ في الأنشطة التي يُمارسها دامر داخل شقته، خصوصاً لناحية الأصوات التي تصدر في ساعاتٍ متأخرة من الليل.
ولحسن الحظ، صودف وجود إحدى دوريات الشرطة في المنطقة. تلقت البلاغ وتمكنت من العثور على الفتى الهارب، تريسي إدواردز، الضحية التي لم يستطع جيفري دامر قتلها أو التنكيل بها؛ كما اعتاد أن يفعل على مدى 13 عاماً، اغتصب وشوّه فيها 17 رجلاً وصبياً منذ العام 1978.
كان اتصال الجارة أساسياً، ومع العثور على الضحية الهارب تريسي إدواردز في تلك الليلة، تمكن الشرطة أخيراً من اعتقال دامر ومحاكمته، فكانت نهاية تلك الأنشطة الدموية التي أرعبت أمريكا لسنوات.
اليوم، وبعد أكثر من 30 عاماً، خرج محامي الدفاع السابق للناجي تريسي إدواردز، ليُعلن أن ما واجهه إدواردز كان بشعاً جداً ومدمّراً؛ جاء ذلك بعدما بدأت منصة نتفليكس بعرض المسلسل الوثائقي الجديد Monster :The Jeffrey Dahmer Story.
ضحية جيفري دامر تعاطى المخدرات وشرب الخمر
وفي مقابلةٍ مع قناة "فوكس نيوز ديجيتال"، قال المحامي بول كسينسكي إن الأحداث المأساوية "دمرت حياة موكّلي". وأضاف مؤكداً: "لن يتمكن من استرجاع حياته مرّة أخرى بعد ذلك. تعاطى المخدرات وشرب الخمر بإفراط، ولم يكن لديه منزل".
وخلال اللقاء ، أشار المحامي كسينسكي إلى أنه لا يعرف مكان وجود موكّله الحالي وأضاف: "لا أعرف كيف، أو ما الذي كان بإمكانه فعله، لإعادة الأمور إلى حالها مرة أخرى. ضاعت حياته".
في المشهد الافتتاحي من وثائقي نتفليكس حول جيفري دامر، نُشاهد ماذا حصل في ليلة 22 يوليو/تموز 1991. ولكن، رغم ذلك، يؤكد المحامي أن ما يظهر على الشاشة لا يوضّح حقيقة ومدى رعب الناجي.
ووفقاً لكيسينسكي، فإن موكله تريسي إدواردز "شمّ رائحة الموت عندما دخل شقة دامر". وتابع: "كانت ليلة مرعبة من البداية. كيف وضع دامر رأسه على صدر إدواردز، حتى يتمكن من سماع دقات قلبه، ثم قال له: سأضطر لأكل قلبك".
اعتقاداً منه أنه عانى من اضطراب ما بعد الصدمة، قال المحامي إن إدواردز "كان يرفض تذكر ما حدث له أو حتى التحدث عنه"، مضيفاً أنه "كانت هناك دعوى مدنية تتعلق ببعض الضحايا ضدّ جيفري دامر" العائلات. لم يشارك قط في ذلك. إيماني الشخصي هو أنه لم يفعل ذلك لأنه كان عليه أن يتذكر ما حدث".
تجدر الإشارة إلى أن محامي إدواردز هو آخر شخص تحدث نيابةً عن ضحايا دامر والناجين منه، بعدما كانت عائلة الضحية إرول ليندسي (19 عاماً) انتقدت سلسلة نتفليكس: كيف تصوّر دامر، وكيف أنها "أعادت الصدمة" إلى تجاربها.