في أقصى جنوب الجزائر، تقع مدينة سيفار الغامضة، والتي تحتوي على أكبر مدينة كهفية في العالم، حيث تضم آلافاً من المنازل المتحجرة، بمساحة تقدر بـ89342 كيلو متراً مربعاً. ويعود تاريخها إلى آلاف السنين.
لفّت مدينة سيفار، الكثير من الألغاز ورويت عنها الكثير من الأساطير التي نُسجت حول النقوش الغربية التي تحويها كهوفها، ووصفت ببرمودا البر، نظراً لصعوبة التجوّل بها دون دليلٍ، وذلك بسبب كثرة المتاهات التي تحتويها، كما أنّ في مدينة سيفار رسوماتٌ يُعتقد أنّها من إنجاز الجن أو الفضائيين!
سيفار أكبر مدينة كهوف بالعالم
في قلب سلسلة جبال طاسيلي ناجر، وعلى الحدود الجزائرية الليبية، تقع مدينة سيفار الجزائرية، الملقبة بـ"مدينة الأحجار"، والتي تُعدُّ أكبر مدينة كهفية في العالم.
تضم مدينة سيفار، والتي تُعرف بأنها أكبر متحف مفتوح لفن ما قبل التاريخ في العالم، على عشرات الآلاف من الرسومات والنقوش واللوحات الصخرية التي أُعيد اكتشافها في الخمسينيات من القرن الماضي، من قبل المستكشف الفرنسي الشهير وعالم ما قبل التاريخ هنري لوت بحسب موقع geo.
وصل عدد تلك الرسومات والنقوش إلى 15 ألف صورة ومنحوتة، تعود إلى 6 آلاف عام قبل الميلاد، وتستمرّ حتى القرون الأولى من عصرنا.
هذه اللوحات، التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 12 ألف عام، تصور في الغالب حيوانات ومشاهد الصيد أو الحياة اليومية التي تشهد على أن هذا المكان المعادي لم يكن دائماً صحراء غير مأهولة.
تمثل اللوحات الأكثر استثنائية احتفالات غامضة، ناهيك عن مخلوقات مبهمة ذات أشكال غريبة ومظاهر حيّرت العلماء كونها خارج كوكب الأرض، أشهرها "الإله العظيم"، "الرامي الأسود"، "المريخ"، "الرؤوس المستديرة"، "العربات"، "السباحون ذوو الأبواق" و"النساء ذوات الأقنعة"، بحسب the outsiders travel.
وفسّر بعض علماء الآثار الذين زاروا مدينة سيفار، تلك الرسومات والنقوش، بأنها تزيد من صحة نظرية "الفضائيين القدامى"، التي تزعم قيام كائنات من خارج الفضاء، بزيارة كوكب الأرض في فترات ما قبل التاريخ.
ويوجد أيضاً في مدينة سيفار شجرة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وهي غير موجودة في العالم والوحيدة الموجودة في الصحراء.
ويتراوح عمر هذه الشجرة ما بين ألفي إلى 3 آلاف سنة.
ويتواتر أهل المنطقة عدة روايات وأساطير حول المدينة التي لقبت بـ"برمودا البر"، نظراً لصعوبة التجوّل بها دون دليل.
ومن ذلك أنّ الساحر البريطاني الشهير، آليستر كراولي، كان الرجل الوحيد الذي تمكن من دخول المدينة والتجول بها والخروج منها سالماً.
سميّت سيفار على اسم نوعٍ من التمر، وسكنها الجن والفضائيون!
أما أصل تسمية سيفار، فقد اختلف فيه كثيراً، لكن الرواية الأقرب للحقيقة حسب سكان المنطقة، فتعود إلى التمر الأصفر المنتشر في النيجر، بحيث كانت المدينة عبارة عن جبالٍ بها أحجار صفراء، تشبه التمر الأصفر، ومن هنا جاء اسم سيفار الذي أطلق على المدينة الحجرية.
وتختلف الروايات حول أصل المدينة وتشكلها الأول، حيث يقدر عمرها بحوالي 20 ألف سنة، ويعزى للظروف المناخية من رياح وسيول السبب في نحتتها وجعلها في الشكل المعروف حالياً.
بينما تذهب الروايات الشفوية المتناقلة بين سكان الطاسيلي ناجر، إلى أن هذه المدينة من صنع الإنسان، وعرفت حضارات متقدمة كما تضيف هذه الروايات بأن الفضائيون القدامى زاروا المدينة وسكنها حتى الجن، وهو ما يفسّر به البعض الرسومات الغريبة التي عثر عليها في المدينة، والتي تمثل في بعضها مخلوقاتٍ فضائية، كما اشتهرت المدينة أيضاً بإسم مدينة " الجن والفضائيين".
سيفار مدرجة في لائحة اليونسكو للتراث والطريق إليها بالحمير
تم إدراج مدينة سيفار على لائحة التراث العالمي منذ عام 1982، وذلك بعد إضافة منظمة اليونسكو، منطقة طاسيلي ناجر في الجزائر إلى اللائحة، كون مدينة سيفار مصنفة ضمن المنطقة نفسها.
ورغم ذلك فإن القلّة من السيّاح من يذهبون إلى سيفار، نظراً لبُعدها الجغرافي من جهة، وصعوبة الوصول إليها من جهة أخرى، فيجب على الزائر لمدينة سيفار أن يتسلق الجبال، ويمرّ عبر منحدرات ضيقة للوصول إلى المدينة العجيبة.
حالياً، يعمل الجيش الجزائري على حمايتها، ويمنع الدخول إليها دون مرشدٍ سياحي، خشية الضياع في متاهتها.