أجرى باحثون سلسلة من التجارب لاكتشاف أفضل طريقة لتهدئة الأطفال الباكين، ومساعدة آبائهم على النوم، وعمدوا إلى تصوير الآباء وهم يحتضنون أطفالهم، ويحملونهم، ويهزونهم في عربات الأطفال ويرقدونهم، وتوصلوا إلى الاستراتيجية المُثلى لتهدئتهم، أو على الأقل إلى واحدة من أفضل من الطرق الأخرى.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول 2022/ إن الفريق الذي سجل بحثه في مجلة Current Biology، أوصى الآباء بأن يحملوا طفلهم الباكي، ويمشوا به لمدة خمس دقائق- دون أي توقف مفاجئ أو تغييرات مفاجئة في الاتجاه- ثم يجلسون ويحملونه لمدة خمس أو ثماني دقائق ثم يرقدونه مرة أخرى.
يقول الدكتور كومي كورودا، من مركز ريكين لعلوم الدماغ في مدينة سايتاما اليابانية: "ثبت أن البكاء المفرط، خاصة أثناء الليل، مصدر رئيسي لتوتر الوالدين. وهذه الطريقة التي تبلغ مدتها 15 دقيقة تقريباً تستحق التجربة قبل أن يشعر الوالدان بالقلق على الطفل".
هذه الفكرة مستمدة من الأبحاث التي أُجريت على الثدييات التي لا تجيد صغارها الاعتناء بنفسها عند ولادتها مثل القطط والكلاب والفئران والسناجب، وبطبيعة الحال، البشر.
إذ تشير دراسات إلى أن الصغار حين تحملهم أمهاتهم، يصبحون أكثر انقياداً، وهو تأثير يسمى "استجابة النقل". فالحيوانات غالباً تحرك صغارها لتجنب خطر وشيك، وربما تطورت هذه الاستجابة مع تحسن معدلات بقاء النسل.
استعان الباحثون بتسجيلات فيديو وأجهزة مراقبة قلوب الصغار لتصنيف أربع طرق مختلفة لتهدئة الأطفال أثناء البكاء: حمل الطفل أثناء الجلوس، أو وضعه في سرير، أو حمله أثناء المشي، أو هزّه في عربة أطفال أو ما شابه.
متى يقل بكاء الأطفال؟
حسب البحث، لم يقلّ البكاء إلا حين كان الأطفال في حالة حركة، إما عند هزهم أو حملهم. أما الجلوس الثابت مع الطفل أو وضعه في سريره فلم يساعدا في وقف البكاء.
كما قال الباحثون إن الأطفال بعد حملهم لمدة خمس دقائق، توقف جميع الأطفال الباكين عن البكاء ونام نصفهم تقريباً. ولكن المشكلة لا تنتهي هنا بالنسبة للآباء؛ إذ استيقظ حوالي ثلث الأطفال مرة أخرى فور عودتهم إلى الفراش.
لمعرفة ما دفع الأطفال إلى الاستيقاظ، فحص العلماء بيانات مراقبة القلب. وأظهر هذا الفحص أن معدل ضربات قلب الأطفال يرتفع أحياناً بدرجة تكفي لإيقاظهم عند انقطاع اتصالهم الجسدي بالوالدين.
كما أن محاولة إرقاد الطفل برفق لم تُحدث أي فرق. وما ساعد فعلاً كان الجلوس مع الطفل النائم لمدة خمس إلى ثماني دقائق بعد المشي به حتى سقط في مرحلة أعمق من النوم.
رغم أن هذه الطريقة أنجح من البقية، فلا يزعم العلماء أنها الحل السحري للآباء المحرومين من النوم. فالبحث الذي أُجري على 21 رضيعاً في اليابان وإيطاليا "استكشافي"، ونتائجه تحتاج إلى مراجعة من دراسات أكبر.
إذ قال جيانلوكا إسبوزيتو، أستاذ علم النفس التنموي والمشارك في البحث بجامعة ترينتو: "الأطفال قد لا ينامون لأسباب مختلفة جداً؛ فلو كان الطفل يعاني آلاماً في المعدة، فلا أظن أن هذا سيفيد كثيراً. وللأسف سيظل كثير من الآباء محرومين من النوم.. وهذا جزء من ضريبة الأبوة والأمومة".