أنقذت عملية زرع قلب جزئية باستخدام أنسجة حية، يُعتقد أنها الأولى في العالم، مولوداً جديداً.
حيث وُلِد أوين مونرو في أبريل/نيسان 2022 في مستشفى جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا الأمريكية، وكان يعاني من حالة قلبية تهدد حياته. لكن بعد أربعة أشهر من جراحة الزرع الجزئي، يقول والداه إنه يتعافى بشكل جيد.
طفل مصاب بالجذع الشرياني
عقب ولادة أوين، شخصه الأطباء بأنه مصاب بالجذع الشرياني؛ مما يعني أنَّ اثنين من الأوعية الدموية التي تدخل قلبه مدمجان معاً، بحسب المنظومة الصحية لجامعة ديوك. كما حدث تسرب في أحد الصمامات الموجودة في قلبه. وأُبلِغ والداه أنه بحاجة إلى عملية زرع، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Independent البريطانية في تقرير لها الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول 2022.
من جانبها، قالت الأم تيلر مونرو، في مقطع فيديو للمنظومة الطبية لجامعة ديوك "فور علمنا بالوضع، وأنَّ الوقت لن يسع الانتظار لعملية نقل قلب كامل- لأنه كان يعاني بالفعل من إخفاق في القلب؛ لم يكن أمامنا الكثير من الخيارات حقاً. وكان الوضع كذلك: إذا حدث شيء ما، فسننعشه ونأمل في الأفضل".
في سياق ذي صلة، قال رئيس قسم جراحة القلب للأطفال بالمستشفى، الدكتور جوزيف توريك، في مقطع الفيديو، إنَّ الأمر عادة ما يستغرق نحو ستة أشهر للعثور على قلب لطفل في هذا العمر.
أضاف: "على الرغم من أننا أدرجناه على قوائم المحتاجين لعملية زرع قلب طبيعي، كنا نشك في أننا سنصمد إلى هذا الحد".
في حين اختار الوالدان المضي قدماً في عملية زرع القلب الجزئي باستخدام الأنسجة الحية. وأشار الدكتور توريك إلى أنه إذا لم يكن النسيج حياً، فلن ينمو مع أوين، لكن هذا النسيج الحي يمكن أن يطيل حياته بينما نموه بداخله.
أضاف الدكتور توريك: "من المهم أن يخضع هؤلاء الأطفال لعملية واحدة فقط، إذا كان ذلك ممكناً. إنَّ إجراء جراحة قلبية واحدة يمثل عبئاً كبيراً على العائلة وعلى الطفل، ناهيك عن إجراء العديد من جراحات القلب على مدار العمر".
استخدام أنسجة من قلب متبرع
فيما استُخدِمت أنسجة من قلب المتبرع أثناء العملية. ولم يستطِع الأطباء استخدام قلب المتبرع لإجراء عملية زرع كاملة؛ لأنَّ العضلات لم تكن سليمة، برغم أنَّ الصمامات في حالة جيدة. وقال الطبيب إنَّ أوين تمكن من مغادرة المستشفى بعد أسابيع قليلة من العملية.
تابع الدكتور توريك: "كلا الصمامين، بعد مرور أربعة أشهر ونصف الآن من الجراحة، ينموان. وصارا مؤهلين تماماً. ولا يحدث تسرب بهما على الإطلاق". وأوضح أنه لا يبدو أنَّ هناك أية آثار جانبية ضارة، ووصف الأب مونرو جراحة الزرع الجزئي بأنها "معجزة".
في حين قالت الأم: "حقيقة أنه بخير، بل مزدهر، تعطي الكثير من الأمل للأطفال في المستقبل الذين يتعين عليهم الخضوع لهذا الأمر. جميع أطبائه سعداء للغاية بتحسن حالته".
وفقاً لشبكة CBS News الأمريكية، قال الطبيب الذي أجرى الجراحة لأوين، الدكتور مايكل كاربوني، الأستاذ المساعد في قسم طب الأطفال في كلية الطب بجامعة ديوك، إنَّ "ما يميز هذا الإجراء هو أنَّ هذا الابتكار لن يطيل فحسب عمر الأطفال، بل يستخدم أيضاً قلباً مُتبرَّعاً به لا يمكن زرعه بالكامل".