الشامات الحمراء، أو الأورام الوعائية الكرزية (cherry angiomas)، هي شامات جلدية شائعة يمكن أن تتطور في معظم مناطق الجسم عند الرجال والسيدات من مختلف الأعمار.
تُعرف أيضاً باسم الأورام الوعائية الشيخوخية أو بقع "كامبل دي مورغان"، نسبة للطبيب الأول الذي تناول أسباب الشامة الحمراء الجلدية وصفاتها.
عادة ما يتم العثور على تلك الشامات الحمراء لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 30 عاماً أو أكبر. وهي تُعدّ تجمعاً من الأوعية الدموية الصغيرة داخل ورم وعائي كرزي يعطيها مظهرها الأحمر في شكل نقطة صغيرة على سطح الجلد.
عادة لا يكون هذا النوع من الحالات الجلدية مدعاة للقلق، ولكن في بعض الحالات المحددة، أو عندما يصيب الشامة الحمراء نزيفاً أو تغيراً في شكلها وحجمها، فقد يشير هذا لحالات صحية خطيرة، من بينها سرطان الجلد، وهو ما يستلزم الحصول على متابعة طبية متخصصة على الفور في هذه الظروف.
فيما يلي نستعرض أسباب ظهور الشامة الحمراء في الجلد، ومتى ينبغي استشارة الطبيب وتلقي الرعاية الصحية اللازمة منعاً للمضاعفات الخطيرة.
كيف تبدو الشامة الحمراء؟ وما أسبابها؟
غالباً ما يكون الورم الوعائي الكرزي أحمر اللون ودائري الشكل أو بيضاوياً، وهو في العادة صغير الحجم يتراوح من نقطة محددة إلى حوالي نصف سم في قُطره.
تبدو بعض الأورام الوعائية الكرزية ناعمة وملساء على الجلد تماماً، بينما يظهر البعض الآخر منها مرتفعاً قليلاً وبارزاً. وهي غالباً ما تنمو على الجذع والذراعين والساقين والكتفين من الجسم.
وحتى الآن لم يتم التحقق بعد من السبب الدقيق للإصابة بالشامات الحمراء، ولكن قد يكون هناك عامل وراثي يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بها.
علاوة على ذلك، فقد تم ربطها بالحمل، والتعرض للمواد الكيميائية، وبعض الحالات الطبية، ونتيجة لتغيرات المناخ.
وبحسب موقع Healthline للصحة والطب، يبدو أيضاً أن هناك صلة بين الأورام الوعائية الكرزية والعمر أو التقدم في السن وأعراض الشيخوخة.
غالباً ما تبدأ الشامة الحمراء في الظهور على الجسم عندما يبلغ الشخص 30 عاماً، ويبدو أنها تزداد في الحجم والعدد مع تقدم العمر.
وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن أكثر من 75% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 75 عاماً يمتلكون واحدة أو أكثر من الشامات الحمراء في منطقة ما من الجسم، بحسب مجلة American Family Physician.
طرق علاج الشامات الحمراء
بشكل عام، ليس هناك حاجة لعلاج الورم الوعائي الكرزي، أو الشامات الحمراء في الجسم. ولكن قد يكون لديك هذه الخيارات التالية بحسب موقع Medical News Today للصحة والطب، إذا كنت تريد إزالتها لأسباب تجميلية.
1- الكي الكهربائي
تتضمن طريقة العلاج الجراحية تلك أن يتم حرق الورم الوعائي باستخدام تيار كهربائي يتم توصيله بواسطة مسبار صغير.
2- الكي البارد
تتضمن الجراحة بالكي البارد أن يتم تجميد الورم الوعائي بالنيتروجين السائل. هذه البرودة الشديدة سوف تدمر الشامة الحمراء في الجلد.
وتُعرف هذه الطريقة بأنها إجراء سريع وسهل نسبياً.
غالباً ما تحتاج إلى جلسة علاج واحدة فقط حتى تنجح الجراحة بالكي البارد، وعادةً ما يتم رش النيتروجين السائل لمدة 10 ثوانٍ فقط على السطح المصاب. كما لا يحتاج الجرح إلى عناية كبيرة بعد ذلك.
3- الإزالة بالليزر
يتضمن هذا النوع من الجراحة استخدام ليزر صبغ نابض (PDL) للتخلص من الشامات الحمراء.
وPDL هو ليزر أصفر مركز يعطي حرارة كافية لتدمير الآفة أو النتوء الجسدي الغريب. وتُعد هذه الطريقة سريعة ويتم إجراؤها في العيادة الخارجية، مما يعني أنك لن تضطر إلى البقاء في المستشفى بعدها.
اعتماداً على عدد الأورام الوعائية التي تعاني منها، قد تحتاج إلى ما بين جلسة إلى ثلاث جلسات علاجية.
ويمكن أن تسبب هذه الجراحة كدمات طفيفة يمكن أن تستمر حتى 10 أيام.
متى ينبغي استشارة الطبيب
في حال لاحظت حدوث أي تغيير في شكل الشامة الحمراء لديك، يجب تحديد موعد مع الطبيب المتخصص على الفور. إذ من المهم أن يتم فحص أي نوع من الآفات أو النمو الجلدي الغريب خاصة عندما يتغير مظهره أو إذا كان التشخيص غير معروفاً بالنسبة لك.
في هذه الحالة سيتمكن الطبيب من استبعاد الحالات الخطيرة، مثل سرطان الجلد.
وقد يقرر طبيبك إجراء خزعة، والتي تتضمن إزالة وفحص عينة صغيرة من المنطقة أو الآفة بأكملها، لتشخيص أو استبعاد الحالات الأخرى.