أوقفت الخطوط الجوية الفرنسية اثنين من الطيارين، بعد شجارهما داخل قمرة القيادة أثناء رحلة لطائرة من نوع إيرباص بين جنيف وباريس، وفق ما ذكرته وكالة "Bloomberg" الأمريكية، السبت 27 أغسطس/آب 2022، نقلاً عن وسائل إعلام محلية.
إذ قالت صحيفة "لا تريبيون" الفرنسية إن أفراد الكابينة سمعوا ضوضاء في قمرة القيادة، وتدخلوا لحل النزاع بين الطيار ومساعده على متن الرحلة، التي جرت خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، ولم يتم الكشف عنها إلا السبت، بحسب ما أكدت متحدثة باسم الخطوط الجوية الفرنسية.
أضافت المتحدثة أن الحادث تم حله بسرعة وسارت الرحلة بشكل طبيعي، مشيرة إلى أن الطيارين ينتظرهما قرار من الإدارة بشأن "سلوكهما غير اللائق تماماً".
كما قال مكتب الطيران المدني إنه لم يتم إخطاره بالحادث؛ لأنه لم تكن هناك عواقب على الرحلة التي حطت بسلام في باريس.
الكشف عن حادث الشجار بين الطيارين يأتي بعد أيام من كشف تقرير عن سلوكيات الإهمال بين الطيارين في الخطوط الجوية الفرنسية، أنَّ طائرة ركاب تابعة للشركة كانت محظوظة؛ لتفاديها التحول إلى كرة نارية عندما تجاهل القبطان إجراءات السلامة القياسية بشأن تسرب الوقود.
استشهد مكتب التحقيقات والتحليل التابع لوزارة الطيران المدني الفرنسية بحادث رحلة إلى باريس من برازافيل، عاصمة الكونغو، باعتباره واحداً من سلسلة من القواعد التي تجاهلتها أطقم الخطوط الجوية الفرنسية، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 24 أغسطس/آب 2022.
الصحيفة البريطانية أوضحت أن كابتن طائرة إيرباص A330 فشل في اتباع الإجراءات القياسية، وأغلق أحد المحركين بعد تسرب طنّين من الوقود إلى الجناح المُوصَّل به.
تحولت وجهة الطائرة، التي كانت تقل 260 راكباً، إلى نجامينا، عاصمة تشاد، حيث نفذت هبوطاً خطيراً. كانت مكابحها حمراء ساخنة قبل أن يتوقف المحرك بسبب الوقود المتسرب. ولم يكن الطاقم على علم بأنَّ المدرج قصير جداً بالنسبة لمثل هذه الطائرة الكبيرة.
كما ذكر تقرير مكتب التحقيقات والتحليل: "توقف المحرك… وتجاهل الفريق ذلك عمداً. وتسبّب هذا القرار في خطر نشوب حريق، وأدى إلى انخفاض كبير في سلامة الرحلة، لأنَّ الحظ وحده هو ما جنّب الطائرة الاشتعال".
من بين الأسباب التي قدّمها الطيارون لعدم إيقاف تشغيل التوربينات النفاثة، في رحلة ديسمبر/كانون الأول 2020، الرغبة في عدم إزعاج طاقم الطائرة وعدم الرغبة في إيقاف تشغيل محرك يعمل.
إذ قال مكتب التحقيقات والتحليل، وهو إحدى وكالات السلامة والحوادث الجوية الرائدة في العالم، إنها لا تريد وصم الخطوط الجوية الفرنسية، لكنها أشارت "بعد عدد من التحقيقات الأخيرة إلى أنَّ أفراد الطواقم التي شملتها… لم يتخذوا بعض الإجراءات على النحو الواجب".