قالت السلطات في دول آسيوية إنَّ أعداداً غير معروفة، بينهم مئات التايوانيين، احتُجزوا وأُجبروا على العمل في شبكات الاتصالات الاحتيالية، بعد الوقوع ضحايا لعمليات تهريب البشر في جنوب شرق آسيا.
صحيفة The Guardian البريطانية أوضحت الثلاثاء، 23 أغسطس/آب 2022، أن قوات الشرطة في تايوان والصين وهونغ كونغ وماكاو وفيتنام أطلقت عمليات كبيرة لإنقاذ مواطنيها وتوقيف عصابات الاتجار.
عروض عمل وهمية
يستهدف المهربون، الذين يرتبط العديد منهم بعصابات جرائم منظمة معروفة، الشباب الآسيوي في الغالب عبر الشبكات الاجتماعية، ويقدمون لهم عروض عمل جيدة، وإقامة في دول مثل كمبوديا وتايلاند وميانمار ولاوس.
لكن عند الوصول تؤخذ جوازات سفرهم وغالباً ما يباعون لمجموعات مختلفة ويُجبَرون على العمل في مكاتب تُنفِّذ عمليات احتيالية عبر الهواتف أو الإنترنت.
يبدو أنَّ أكبر مجموعات من الضحايا تأتي من فيتنام وتايوان. وتقول سلطات تايوان إنها سجّلت ما يقرب من 5000 مواطن سافروا إلى كمبوديا ولم يعودوا، وفق ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
كما قالت الشرطة إنها حددت هوية 370 منهم على الأقل محتجزين رغماً عنهم، لكن الضحايا قالوا إنَّ عدد الضحايا من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
"رجال عصابات" وليس وكلاء سفر
قالت يو تانغ، وهي امرأة تايوانية شابة لم ترغب في نشر اسم عائلتها، لصحيفة The Guardian، إنَّ امرأة تايوانية اتصلت بها عبر فيسبوك، في أبريل/نيسان، ووجدتها في مجموعة للأشخاص الباحثين عن عمل.
عُرِض على يو تانغ العمل في الخارج في مراكز الاتصال أو المساعدة للألعاب عبر الإنترنت وصناعات الكازينو. عندما أعربت عن شكوكها، عرضوا دفع ثمن رحلة العودة ووافقوا على مقابلتها شخصياً.
أضافت يو تانغ: "لم أصدقهم لكن بعد ذلك التقينا علناً"؛ حيث بدا الرجل الذي قابلها "طبيعياً". ووافقت على تولي الوظيفة، واستقبلها في المطار أفراد مختلفون، بالإضافة إلى العديد من الأشخاص الباحثين أيضاً عن عمل.
قد قابلهم مرة أخرى في مطار بنوم بنه في كمبوديا آخرون، الذي "قالوا إنهم وكلاء سفر، لكنهم يشبهون رجال العصابات". وأخذ هؤلاء الوكلاء جوازات سفر المجموعات بحجة تنظيم بطاقات الهاتف، لكنهم لم يعيدوها.
قالت يو تانغ إنَّ جميع سجلات المحادثات مع المُتاجِرين مُحِيَت من هواتف الضحايا، ونُقِلوا إلى بلدة سيهانوكفيل في كبموديا، حيث قيل لهم إنهم سيعملون في عملية احتيال عبر الهاتف.
تدخل الشرطة لإنقاذ الضحايا
في اليوم التالي، وصل ضباط من الشرطة والجيش إلى الموقع لأخذ الضحايا. وزعمت أنَّ رئيسها عرض عليهم أن يدفع لهم "للتظاهر بعدم حدوث أي شيء"، لكنهم رفضوا. وعادت إلى تايوان منذ ذلك الحين.
كما أعربت يو تانغ عن اعتقادها أنَّ العديد من التايوانيين ما زالوا محاصرين في كمبوديا بعدد أكبر مما أكدت السلطات، مشيرة إلى أنها شاهدت ما لا يقل عن 50 آخرين محتجزين في المكتب نفسه الذي نُقِلَت إليه، وأنَّ المنطقة كانت مليئة بالمباني المماثلة.
أضافت: "كلما طالت مدة بقائهم هناك سمعوا ورأوا أشياء أفظع، وزاد شعورهم بالخوف".
بينما ذكرت شرطة هونغ كونغ، الأسبوع الماضي، أنَّ 5 أشخاص اعتُقِلوا، فيما شكّلت السلطات فريق عمل لمساعدة أكثر من 30 ضحية تعرفت عليها.
فيما قالت الصين إنها تعمل مع السلطات الكمبودية لإنقاذ الضحايا، ومنهم 60 قاصراً أُنقِذوا مؤخراً، بعضهم من العبودية الجنسية.
كما قال نائب رئيس الشرطة الوطنية الكمبودية، الجنرال تشاي سيناريث، إنَّ سلطات بلاده كشفت عن العديد من المخططات غير القانونية عبر الإنترنت التي تستهدف العمال الأجانب، واعتقلت مئات الأشخاص من الصين وتايوان.