يُشتق زيت الخشخاش من بذور نبات الخشخاش، المعروف باسم Papaver somniferum. وقد قام البشر بزراعة هذا النبات منذ آلاف السنين واستخدموه في العديد من الأغراض المتنوعة.
تشتهر نباتات الخشخاش في إنتاج الأفيون الذي يُستخدم بصورة شرعية في صناعة العقاقير مثل المورفين والكودايين، أو بصورة غير شرعية في إنتاج المخدرات الأفيونية.
ما هو زيت بذور الخشخاش المستخدم؟
قد ترى زيت الخشخاش يُباع في أماكن مختلفة، بداية من متاجر المنتجات الطبيعية إلى متاجر المستلزمات الفنية وحتى متاجر الطعام والمنتجات الغذائية.
وغالباً ما يُستخدم الزيت في صناعة الورنيش والدهانات والصابون.
يمكن أن يختلف محتوى الزيت وقيمته وفقاً نوعية البذور اعتماداً على لونها ومكان نشأتها؛ إذ تأتي بذور الخشخاش في مجموعة متنوعة من الألوان المختلفة، بما في ذلك الأبيض والأصفر والأزرق.
يتم إنتاج زيت بذور الخشخاش باستخدام طريقة العصر على البارد.
وكما يوحي اسمها، فإن العصر على البارد يستخدم الضغط لتحرير الزيت من البذور، ويتم إجراؤه بدون حرارة لمنع الزيت من فقدان قيمته وفوائده عند التعرُّض لدرجات عالية من السخونة.
تاريخ زيت الخشخاش
تم ذكر البذور في نصوص العصور الوسطى القديمة من مختلف الحضارات. وبحسب موقع Style Craze يشير أحد هذه النصوص من الحضارة المصرية الفرعونية القديمة إلى أن بذور الخشخاش كانت تُستخدم على أنها مهدئات.
حضارة أخرى من العصر البرونزي زرعت البذور لاستخدامها في خليط الحليب والأفيون والعسل لتهدئة الأطفال الباكين.
على الرغم من ذلك، فقد تم استخدام بذور الخشخاش لفترة طويلة للمساعدة في النوم وتعزيز الخصوبة في الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب في حضارات مختلفة.
القيمة الغذائية لزيت الخشخاش
بذور الخشخاش غنية بالمنجنيز، وهو عنصر مهم لصحة العظام وتجلط الدم. أيضاً يساعد هذا المعدن الجسم على الاستفادة من الأحماض الأمينية والدهون والكربوهيدرات التي يستهلكها في نظامه الغذائي اليومي.
كما أن زيت الخشخاش يحتوي على نسبة عالية من النحاس، وهو معدن ضروري لصنع النسيج الضام ونقل الحديد في الجسم.
يشير موقع WebMD للصحة والطب إلى أن زيت بذور الخشخاش يحتوي بشكل خاص على دهون أوميغا 6 وأوميغا 9، وكميات صغيرة من حمض ألفا لينولينيك أوميغا 3 الدهني الأساسي،
عادةً ما تربط الأبحاث بين الأنظمة الغذائية الغنية بهذه الدهون وتحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ومع ذلك، فإن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من أوميغا 6 إلى أوميغا 3 قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالالتهابات والأمراض.
على هذا النحو، يجب ألا يتم استهلاك كميات كبيرة من زيت الخشخاش أو أي زيوت أخرى غنية بالأوميغا 6 بشكل منتظم.
أخيراً، تعتبر بذور الخشخاش وزيتها مصدراً جيداً للبوليفينول – وهو نوع من مضادات الأكسدة التي قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب.
خصائص مضادة للأكسدة
مضادات الأكسدة هي مركبات تساعد على تحييد أنواع الأوكسجين التفاعلية. ويتم إنتاج أنواع الأوكسجين التفاعلية كجزء من عملية التمثيل الغذائي الطبيعي.
لكن في بعض الأحيان، يمكن أن تتلف الخلايا، مما قد يؤدي إلى حالات مثل السرطان أو مرض السكري.
وقد وجد بحث علمي أُجري عام 2013 بحسب موقع Healthline للصحة والطب، نشاطاً قوياً مضاداً للأكسدة لزيت بذور الخشخاش.
كذلك وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2009 أن زيت الخشخاش يحتوي على ألفا وجاما توكوفيرول. وهي مضادات أكسدة وأشكال طبيعية من فيتامين هـ المفيد لصحة الدم والدماغ والبشرة.
زيت الخشخاش للعناية بالبشرة والشعر
تشمل الأحماض الدهنية الرئيسية في زيت الخشخاش العديد من المركبات التي تساهم في العناية بالبشرة والشعر وتعزيز صحتهما بدون الحاجة لاستخدام المستحضرات الصناعية.
- حمض اللينوليك: يحتوي زيت الخشخاش على كميات من هذا الحمض المهم للحفاظ على حاجز الماء في الجلد. ولا يمكن أن ينتجه جسمك – بينما يجب تناوله في النظام الغذائي للاستفادة منه.
- حمض الأوليك: قد يلعب حمض الأوليك دوراً في التئام الجروح. يمكن أن يزيد أيضاً من امتصاص الجلد للمركبات الأخرى الموجودة معه.
- حمض البالمتيك: حمض البالمتيك هو أحد الأحماض الدهنية المشبعة الأكثر شيوعاً في الجسم، والموجود أيضاً في الجلد. هذه الأحماض الدهنية موجودة بالفعل في بعض مستحضرات التجميل.
على سبيل المثال، يمكن العثور على حمض اللينوليك كعامل لتكييف الجلد أو الشعر، ويمكن استخدام حمض الأوليك كمرطبات، ويمكن العثور على حمض البالمتيك في أنواع مختلفة من الصابون والمنظفات.
الوقاية من الأمراض القلبية
أهم فائدة لبذور الخشخاش هي الوقاية من أمراض القلب؛ إذ تحتوي البذور على حمض اللينوليك الضروري لصحة القلب. كما أن الحديد والفوسفور في البذور يحافظان على صحة العظام. المعدنان ضروريان للحفاظ على العظام والعضلات.
تحتوي بذور الخشخاش أيضاً على الكالسيوم والمغنيسيوم اللذين ينظمان نشاط الدماغ ويساعدان في نمو الخلايا العصبية. كما يمكن لمستخلص البذور أيضاً في زيت الخشخاش أن يعالج الأرق.
الآثار الجانبية المحتملة لزيت الخشخاش
على الرغم من ندرتها، فقد تم الإبلاغ عن الحساسية من بذور الخشخاش. إذا كان لديك رد فعل تحسسي أثناء استخدام زيت بذور الخشخاش موضعياً، فتوقف عن استخدامه على الفور.
ومن أعراض الحساسية الأكثر شيوعاً عند استخدام الزيت: القشعريرة، تورم في الحلق أو الوجه، السعال أو الصفير أثناء التنفُّس، صعوبة في التنفس، وأعراض الجهاز الهضمي مثل التقلصات والغثيان والإسهال.
من الممكن أيضاً أن يؤدي الاستخدام الموضعي لزيت بذور الخشخاش إلى تهيج الجلد؛ لذا يجب اختبار القليل من زيت بذور الخشخاش على البشرة قبل وضع كميات أكبر.