نبات الزعرور هو شجيرة مزهرة في عائلة الورد، وتشمل العديد من الفصائل والأنواع شائعة الاستخدام نتيجةً لشهرتها بالعديد من الفوائد والخصائص الطبيعية الصحية.
إذ تُستخدم أوراق الزعرور والتوت والزهور للنبتة كدواء في الطب البديل وممارسات العلاج بالأعشاب المتوارثة عبر الحضارات القديمة، مثل الصين والهند وفي المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ومنذ مئات السنين، استخدم الناس الزعرور كعلاج عشبي لمشاكل الجهاز الهضمي، ومشاكل القلب، وارتفاع ضغط الدم. وقد كان التوت الخاص بنبات الزعرور جزءاً أساسياً من الطب الصيني التقليدي منذ عام 659 ميلادياً على الأقل، وفقاً لمجلة Nutrients للصحة والغذاء.
نبات الزعرور في الطب البديل
تحتوي نبتة الزعرور على مواد كيميائية تسمى مركبات الفلافونويد، والتي لها تأثيرات مضادة للأكسدة، وهو ما يجعله من النباتات الطبيعية التي قد تساهم في تحسين الدورة الدموية والتأثير على تدفق الدم من القلب.
كذلك يستخدم الناس الزعرور بشكل شائع لعلاج آلام الصدر وفشل القلب ومشاكل الدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم والقلق والعديد من الحالات الأخرى، فيما يلي نستعرض أبرز تلك الاستخدامات التي دعمها العلم والأبحاث.
1- غني بمضادات الأكسدة
يعتبر الزعرور مصدراً غنياً للبوليفينول، وهي مركبات قوية مضادة للأكسدة تساهم في تحييد الجزيئات غير المستقرة التي تسمى الجذور الحرة في الجسم، والتي يمكن أن تضر بصحتك العامة عندما تكون موجودة بمستويات عالية.
يمكن أن تأتي الجذور الحرة من بعض الأطعمة. يمكنك أيضاً الحصول على مستويات أعلى منها نتيجة التعرض للسموم البيئية مثل تلوث الهواء ودخان السجائر.
وتساهم مركبات هذا النبات في الوقاية مما يلي وفقاً لدراسة منشورة بموقع PubMed عام 2021 الماضي:
- بعض السرطانات.
- داء السكري من النوع 2.
- الربو.
- بعض الالتهابات.
- المشاكل القلبية.
- شيخوخة الجلد المبكرة.
2- خصائص مضادة للالتهابات
الزعرور قد يكون له خصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تحسن صحتك العامة وتحميك من تدهور الجسم. وقد وجدت الأبحاث أن الالتهاب المزمن مرتبط بالعديد من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 والربو وأنواع معينة من السرطان.
ففي دراسة أجريت على الفئران المصابة بأمراض الكبد، نشرتها مجلة Chemico-Biological Interactions، قلل مستخلص الزعرور بشكل كبير من مستويات المركبات الالتهابية في الجسم، مما أدى إلى تقليل التهاب الكبد وإصابته.
وفي إحدى الدراسات مركب موجود في أوراق نبات الزعرور للفئران التي تعاني من أمراض الجهاز التنفسي، ووجدوا أنه قلل من إنتاج الجزيئات التي تسبب الالتهاب وقلل من استجابة خلايا الدم البيضاء للالتهاب.
تشير هذه النتائج الواعدة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات وأنبوب الاختبار إلى أن المكمل الغذائي الذي يحتوي على مستخلصات نبات الزعرور قد تقدم فوائد مضادة للالتهابات للبشر.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحوث في هذا الشأن.
3- الزعرور لخفض ضغط الدم
في الطب الصيني التقليدي، يعد الزعرور أحد أكثر الأطعمة الموصى بها شيوعاً للمساعدة في علاج ارتفاع ضغط الدم.
وبالفعل، وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الزعرور يمكن أن يكون بمثابة موسع للأوعية الدموية، مما يعني أنه يمكن أن يريح الأوعية الدموية الضيقة ويؤدي إلى خفض ضغط الدم.
وقد وجد الباحثون وفقاً لموقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، أن أولئك الذين يتناولون 500 ملغ من مستخلص نبات الزعرور يومياً قل لديهم ضغط الدم الانبساطي – وهو الرقم السفلي لقراءة ضغط الدم.
4- قد يقلل الكوليسترول في الدم
تشير بعض الدراسات إلى أن مستخلص الزعرور قد يحسن مستويات الكوليسترول في الدم بفضل محتواه من الفلافونويد والبكتين. والبكتين هو نوع من الألياف التي تشارك في استقلاب الكوليسترول.
وتلعب مستويات الكوليسترول غير المتوازنة في الدم -وخاصة ارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض الكوليسترول الجيد- دوراً في تصلب الشرايين أو تراكم الترسبات في الأوعية الدموية.
إذا استمرت الترسبات في التراكم، فقد تسد الأوعية الدموية تماماً، مما يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، بحسب موقع Very Well Health للصحة العامة.
5- الزعرور لتحسين الهضم
استخدم الناس مستخلصات الزعرور لعدة قرون لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي، وخاصة عسر الهضم وآلام المعدة والانتفاخ.
إذ يحتوي توت نبات الزعرور مثلاً على الألياف الغنية بالفوائد، والتي ثبت أنها تساعد على الهضم عن طريق تقليل الإمساك وتعمل كمواد حيوية مثل الموجودة في الزبادي، وتُدعى بروبيوتيك.
والبريبيوتك هي الأطعمة التي تغذي وتعزز بكتيريا الأمعاء الصحية، والتي تعتبر حيوية للحفاظ على صحة الهضم.
وقد وجدت إحدى الدراسات القائمة على الملاحظة التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من بطء الهضم أن كل غرام إضافي من الألياف الغذائية التي يستهلكها الأشخاص كان مرتبطاً بانخفاض 30 دقيقة في الوقت بين حركات الأمعاء.
6- مشروب الزعرور لعلاج القلق والتوتر
لطالما بحث العلماء في فوائد الزعرور كعلاج جديد محتمل لاضطرابات القلق. وفي دراسة قديمة أجريت على 264 شخصاً يعانون من القلق، أدى مزيج من مستخلص الزعرور والمغنيسيوم وزهرة الخشخاش إلى خفض مستويات القلق بشكل ملحوظ مقارنةً بالعلاج الوهمي.
ومع ذلك، ليس من الواضح ما هو الدور المحدد الذي لعبه الزعرور تحديداً في علاج القلق، لكن المزيج أثبت فاعلية كبيرة في تهدئة المشاركين بصورة عامة، وفقاً للبحث المنشور بمجلة Current Medical Research and Opinion، عام 2004.
كما اتضح أن للزعرور آثاراً جانبية قليلة مقارنة بالأدوية التقليدية المضادة للقلق. وهذا أحد أسباب استمرار العلماء في البحث فيه كعلاج محتمل لاضطرابات الجهاز العصبي المركزي مثل القلق والاكتئاب.
الآثار الجانبية المحتملة
لم يتم الإبلاغ عن العديد من الآثار الجانبية من تناول الزعرور، وفقاً لموقع WebMD للمعلومات الطبية والصحة العامة.
ومع ذلك، أكثر الآثار الجانبية التي أبلغ عنها الناس بعد تناول أحد مشتقات النبات هي التعرُّق، والصداع، والشعور بالنعاس، والخفقان، والطفح الجلدي الخفيف، وبعض التأثيرات المعدية المعوية.
وفي حين أن هذه الأعراض لا تهدد الحياة بالضرورة، تأكد من التحدث مع طبيبك المتخصص إذا واجهت أياً من هذه الأعراض.