تمكن باحثون من تطوير أجنّة اصطناعية بواسطة الخلايا الجذعية، دون الحاجة إلى استخدام الحيوانات المنوية أو البويضات، ونمت هذه الأجنة في رحم اصطناعي لمدة ثمانية أيام، وفق ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022.
الصحيفة قالت إن من شأن هذا التطور أن يفتح الباب أمام خلق أعضاء بديلة للبشر، بينما وصفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نتائج البحث الذي نشر في مجلة Cell العلمية بأنها "خرق" علمي، وقال باحث غير مشارك لواشنطن بوست إنها "ستغير قواعد اللعبة".
حسب موقع مجلة "Cell" المتخصصة، فإن هذا الإنجاز العلمي أشرف عليه عالم الأحياء الخلوية الإسرائيلي، البروفيسور يعقوب حنا، بمشاركة باحثين عرب من بينهم طالب الدكتوراه الغزاوي شادي طرزي، وطالبة من الرملة، إلى جانب طالب من المكسيك.
كيف نجح الباحثون في ذلك؟
من خلال مجموعة من الخلايا الجذعية الجنينية، ابتكر العلماء في معهد "وايزمان" للعلوم أجنّة اصطناعية تشبه إلى حد بعيد أجنة الفئران الحقيقية، حيث احتوت على قلوب نابضة بدائية، ودورة دموية، وأنسجة دماغية بدائية، وأمعاء. ونمت الأجنة في رحم اصطناعية، وتوقفت عن النمو بعد ثمانية أيام، وهي مدة تقارب ثلث حمل الفئران.
حيث تم إنشاء حضانات خاصة لتوفير الظروف المواتية لنمو هذه الأجنة، وهي عبارة عن زجاجات بها سائل يعطي الأجنة جميع العناصر الغذائية والهرمونات والسكريات التي تحتاجها.
قال عالم الأحياء الخلوية، البروفيسور يعقوب حنا، من معهد وايزمان للعلوم، إنها المرة الأولى التي يتم فيها "إنشاء جنين متقدم من أي نوع من الخلايا الجذعية وحدها".
كما أضاف حنا، الذي قاد البحث، أن المحاولات السابقة لم تؤدِ إلا إلى تكيسات أريمية، أي الهياكل التي تتشكل في التطور المبكر للثدييات. وتحتوي الكيسة الأريمية على جزء ضئيل من الخلايا التي يزيد عددها عن مليون خلية في الأجنة.
علق قائلاً: "إنه أمر رائع… لم تكن هناك حيوانات منوية ولا بويضة ولا رحم، لكننا تمكنا من تكوين أجنة من الخلايا الجذعية وحدها حتى ثمانية أيام، ثلث فترة حمل الفأر، بقلب ينبض".
الجلد والدم لصناعة هياكل شبيهة بالجنين
رغم أن أجنّة اصطناعية لفأر تتشابه كثيراً مع أجنة الفئران الطبيعية، فإنها لم تكن متماثلة تماماً، ولم يتم زرعها، ولم يحدث أي حمل في فئران طبيعية، وفقاً لحنا.
فيما يتوقع أنه في المستقبل سيتبرع المرضى بالجلد أو خلايا الدم لتصنيع هياكل شبيهة بالجنين، والتي بدورها يمكن أن تنتج الخلايا اللازمة لنمو الأعضاء.
بينما كان المعهد ذاته قد تمكن، في مارس/آذار 2021 ، من تطوير أجنّة اصطناعية مكونة من 250 خلية إلى أجنة فئران بأعضاء مكتملة التكوين باستخدام أرحام اصطناعية.
حيث أوضح حنا أن "الفرق بين هذا البحث وما حققناه الآن هو مصدر الأجنة"، ففي الدراسة السابقة كانت أجنة طبيعية أتت من الفئران، ونشأت من خلال بويضات مخصبة بالحيوانات المنوية، الآن الأجنة مصنوعة فقط من الخلايا الجذعية".
كما قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تزايد تشابه النماذج المصطنعة مع الأجنة الحقيقية يثير مسائل أخلاقية، لأنه يمكن في المستقبل خلق جنين اصطناعي بشري كامل.
قال ألفونسو مارتينيز أرياس، عالم الأحياء التطورية في جامعة بومبيو فابرا في برشلونة، والذي لم يشارك في البحث، لواشنطن بوست: "هذه علامة بارزة في فهمنا لكيفية بناء الأجنة لنفسها"، ووصف تجربة أجنّة اصطناعية بأنها "تغير في قواعد اللعبة".