ربطت دراسة جديدة بين بعض الأطعمة التي يتناولها الإنسان وبين التدهور المعرفي الذي يصيبه، إلى جانب الأضرار الأخرى التي يمكن أن تلحق به من وراء هذا النوع من الأطعمة.
صحيفة The Independent البريطانية، قالت الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022، إن الأطعمة التي أشارت إليها الدراسة هي "الأطعمة فائقة المعالجة"، مثل الحساء والصلصات والوجبات الجاهزة.
قُدِّمَت الدراسة يوم الإثنين 1 أغسطس/آب 2022، في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر 2022، وتتبعت 10 آلاف برازيلي على مدار عقد كامل، وكان ما يزيد قليلاً عن نصف المشاركين في الدراسة من النساء أو البيض أو المتعلمين في الجامعة، وكان متوسط الأعمار 51 عاماً.
كانت دراسات سابقة قد ربطت بين أطعمة مثل النقانق والبطاطس المقلية والصودا والبسكويت والكعك والأطعمة الممتعة الأخرى من ناحية، والحالات الصحية مثل السمنة ومشاكل القلب والدورة الدموية والسكري والسرطان من ناحية أخرى، لكن الدراسة الحديثة أضافت التدهور المعرفي إلى تلك القائمة.
شبكة CNN الأمريكية ذكرت أن الدراسة الجديدة وجدت أن تناول هذه الأطعمة قد يُسهم في التدهور المعرفي العام، بما في ذلك في أجزاء من الدماغ مرتبطة بالقدرة على معالجة المعلومات واتخاذ القرارات.
تُعرَّف الأطعمة فائقة المعالجة من خلال الدراسة على أنها "تركيبات صناعية للمواد الغذائية (زيوت ودهون وسكريات ونشا وبروتينات معزولة) تحتوي على القليل من الأطعمة الكاملة أو لا تحتوي على أغذية كاملة، وعادةً ما تشتمل على المنكهات والملونات والمستحلبات وإضافات أخرى".
الدراسة وجدت أن كلاً من الرجال والنساء الذين تناولوا الأطعمة "فائقة المعالجة" كان لديهم معدل انخفاض معرفي عالمي بنسبة 28% أسرع من أولئك الذين لم يتناولوا تلك الأطعمة. ولدى هؤلاء أيضاً معدل انخفاض أسرع بنسبة 25% في وظائفهم التنفيذية مقارنة بأقرانهم الذين لم يتناولوا الأطعمة فائقة المعالجة.
من جانبه، قال رودي تانزي، أستاذ علم الأعصاب في جامعة هارفارد ومدير وحدة أبحاث الوراثة والشيخوخة في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، لشبكة CNN: "بينما نحتاج إلى مزيد من الدراسة والتكرار، فإن النتائج الجديدة مقنعة تماماً وتؤكد على الدور الحاسم للتغذية السليمة في الحفاظ على صحة الدماغ وتعزيزها وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض الدماغ مع تقدمنا في السن".
وفقاً للدراسة، فإن ما يصل إلى 25 إلى 30% من إجمالي مدخول السعرات الحرارية في البرازيل يأتي من الأطعمة فائقة المعالجة، فيما تصل هذه النسبة في الولايات المتحدة إلى 58%، بينما تبلغ في المملكة المتحدة 57%.
خلصت الدراسة أيضاً إلى أن "الأشخاص الذين استهلكوا أكثر من 20% من السعرات الحرارية اليومية من الأطعمة المصنعة، لديهم انخفاض أسرع بنسبة 28% في الإدراك العالمي وانخفاض أسرع بنسبة 25% في الأداء التنفيذي مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا أقل من 20%".