حظر منتزه "ريدوود" الوطني في ولاية كاليفورنيا بأمريكا اقتراب الزوار من "هايبريون" التي اعتمدتها موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول شجرة حية في العالم، وفرضت غرامة مالية كبيرة على من يخالف الحظر.
شبكة CNN الأمريكية قالت، الإثنين 1 أغسطس/آب 2022، إن المتنزه أصدر بياناً الأسبوع الماضي، قال فيه إن أي شخص يُضبط بالقرب من الشجرة سيتعرض لعقوبة تصل إلى الحبس ستة أشهر وغرامة قدرها 5000 دولار.
هذه الشجرة المستقرة في عمق المنتزه دون مسارات تؤدي إليها، تواجه تدهوراً بيئياً خطيراً من الباحثين عن الإثارة، والذين يزورونها منذ عام 2006، حين عثر عليها عالمان من علماء الطبيعة.
يبلغ طول الشجرة وهي من نوع الأشجار السكوية الشاطئية (سيكويا دائمة الخضرة) 115.92 متر، واسمها مشتق من الأساطير اليونانية؛ إذ كان هايبريون أحد الجبابرة ووالد "إله الشمس" هيليوس و"إلهة القمر" سيلين.
أضاف البيان أن "المسار المؤدي لهايبريون تغطيه نباتات كثيفة تتطلب مجهوداً هائلاً للمرور منها والوصول إلى الشجرة".
لفت البيان أيضاً إلى أنه "ورغم هذه الرحلة الشاقة، أدت شعبيتها المتنامية بفضل المدونين وكتاب الرحلات والمواقع الإلكترونية إلى تدمير البيئة المحيطة بهايبريون. وأنت أيها الزائر عليك أن تقرر إن كنت ستشارك في الحفاظ على هذا المشهد الطبيعي الفريد، أم ستشارك في تدميره؟".
من جانبه، قال ليونيل أرغيلو، رئيس الموارد الطبيعية بالمتنزه، لموقع San Francisco Gate الإخباري، إن خدمة الهواتف المحمولة وتحديد المواقع محدودة في المنطقة، ما يعني أن إنقاذ أي زوار تائهين أو مصابين سيكون غاية في الصعوبة.
فضلاً عن التآكل والأضرار التي أصابت قاعدة الشجرة، فثمة مشكلات ثانوية ناتجة عن تدفق الزوار، وبحسب أرغيلو: "انتشرت القمامة، وكان الناس يتركون وراءهم ورق الحمام المستهلك والفضلات البشرية، وهذا ليس سلوكاً حميداً".
تُشير الشبكة الأمريكية إلى أن الزوار البشر ليسوا الخطر الوحيد الذي يهدد هذه الأشجار العملاقة، إذ تثير حرائق الغابات قلقاً متنامياً في المتنزهات الوطنية في كاليفورنيا.
في العام 2021 اتخذ المسؤولون في متنزهات سيكويا وكينغز كانيون الوطنية تدابير صارمة لحماية بعض أكبر الأشجار في العالم من الحرائق.
يُشار إلى أن شجرة الجنرال "شيرمان" التي تعتبر أكبر شجرة في العالم -وفقاً لكثافتها وليس ارتفاعها، لأنها أقصر من هايبريون- لُفت بـ"مادة مقاومة للحرائق مصنوعة من الألومنيوم" تشبه ورق القصدير للحفاظ على سلامتها أثناء حريق مجمع KNP المدمر.
