وُصِف فريد ويست في الصحف البريطانية بأنه "التجسيد البشري للشر"، حيث كان القاتل المتسلسل يستغل الفتيات والنساء الضعيفات من أجل شهواته الجنسية، بمساعدة زوجته على مدار 20 عاماً.
إذ شارك فريد وروزماري ويست، الزوجان السفَّاحان، تلك العملية البشعة، وقاما باغتصاب وتعذيب وقتل عدد غير معروف حتى اليوم من النساء.
تواصلت جرائمهما البشعة في الخفاء على مدى أعوام طويلة، إلى أن اقتيدت الشرطة البريطانية إلى "منزل الرعب" للزوجين، في 25 شارع كرومويل، غلوستر، حينما اكتشفوا جثثاً في حديقة المنزل وفنائه.
وقد عُثر في نهاية المطاف على 12 جثة، ويُعتقد أن هناك مزيداً من الجرائم لم يتم اكتشافها بعد. فما هي قصة القاتلَين المتسلسلَين الذين اجتمع زواجهما على المحبة وهواية قتل السيدات بعد اغتصابهن؟
من هو فريد ويست؟
وُلد فريد في بلدة ماتش ميركل الصغيرة في هيرتفوردشاير.
وبحسب موقع Criminal Minds لقصص القتلة والمجرمين، كان فريد هو الثاني من بين ستة أطفال لوالتر ستيفن ويست، وديزي هانا هيل.
ومن خلال تصريحات فريد الخاصة خلال محاكمته لاحقاً، كانت الاعتداءات الجنسية بمختلف أنواعها شائعة في أسرته.
إذ ادعى أن والده أقام علاقات جنسية مع بناته وعلَّمه البهيمية (ممارسة الجنس مع الحيوانات). كما يُشتبه أيضاً في أن والدة فريد بدأت في الاعتداء جنسياً عليه عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وفقاً لرواياته التي لم يتم التوثُّق من مدى صدقها أبداً.
واختتم فريد آنذاك تصريحاته الصادمة بأنه لاحقاً كان هو السبب في حَمل إحدى شقيقاته الصغيرات.
لاحقاً عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، أُدين بالتحرش بفتاة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، رغم أنه لم يقضِ أي عقوبة بالسجن؛ لأن طبيبه قال إنه يعاني من نوبات صرع.
بعد ذلك، تم إرساله للعيش مع أخته الكبرى، وتبرأت منه باقي عائلته. إلى أن التقى في شبابه بكاثرين كوستيلو، فكانت الزوجة الأولى لويست وضحيته الثانية.
من هي روزماري ويست؟
عندما كانت روزماري مراهقة، انفصل والداها وهي في سن الـ16، حينها انتقلت للعيش مع والدها الذي كان يعاني من الفصام وجنون العظمة، وكان شديد العنف، حتى أنه اعتدى عليها جنسياً بشكل متكرر وعلى أختها الكبرى.
التقت روز بفريد عندما كانت تبلغ 15 عاماً فقط، بينما كان هو يكبرها بـ12 عاماً، ولديه ابنتان صغيرتان من زواجه الأول.
وبالرغم من معارضة أسرتها، هربت الفتاة لتمارس البغاء مع فريد في منزله، وقد تزوجت منه في نهاية المطاف، وأنجبت 8 أطفال، 3 من زوجها، والباقون من عملائها في الدعارة التي اتخذت من منزلهما مقراً لها.
العثور على جثث الضحايا في فناء "بيت الرعب"
أثار اعتقال سفاح غلوستر المتسلسل فريد ويست وزوجته أحد أكبر تحقيقات الشرطة في التاريخ الجنائي البريطاني.
فالرجل الذي عُرف فيما بعد أنه نشأ في أسرة مليئة بحوادث العنف الجنسي والمنزلي، تم اعتقاله وهو يبلغ من العُمر 52 عاماً، في 25 فبراير/شباط عام 1994، مع زوجته الثانية روز.
وبحسب صحيفة Independent البريطانية، تم ضبط المجرمَين فريد وروزماري ويست من قِبل المحققَين اللذين كانا يحققان في اختفاء ابنة القاتلين المراهقة، هيذر، التي كانت قد شوهدت آخر مرة على قيد الحياة في سن الـ16 عام 1987.
بعد الاعتقال بيوم، عثرت الشرطة باستخدام حفارات صغيرة على رفات هيذر مدفونة تحت فناء في الحديقة الخلفية لمنزل ويست في 25 شارع كرومويل في بلدة ويست كانتري، المقر الذي أصبح يُعرف فيما بعد باسم "بيت الرعب".
في غضون أيام، تم العثور على جثتين أُخريين في الحديقة، تعود إحداهما لشيرلي آن روبنسون، التي كانت في الثامنة عشرة من عمرها، وكانت حاملاً وقت اختفائها. والأخرى للمراهقة الشابة أليسون تشامبرز.
عدد هائل من الضحايا
في 5 مارس/آذار من ذات العام، عثرت الشرطة التي استخدمت أجهزة استشعار إلكترونية متخصصة على مجموعتين أُخريين من الرفات البشرية في قبو في شارع كرومويل.
وبعد يوم واحد، تم العثور على جثة سادسة في منطقة القبو.
في 7 مارس/آذار، أعلن الباحثون الجنائيون عن اكتشاف جثة سابعة في منطقة القبو أيضاً. كما أعلنت الشرطة عن خطط لبدء الحفر في مواقع أخرى.
تم اكتشاف 9 جثث في نهاية المطاف في شارع كرومويل فقط، بينما تم العثور على جثث أخرى في منزله القديم في ميدلاند رود، واكتُشفت اثنتان أُخريان في حقول ليتر بوكس وفينجبوست في كيمبلي بالبلدة نفسها.
بحلول الوقت الذي انتهى فيه الحفر في يونيو/حزيران عام 1994، اتضح أن ويست وزوجته قتلا ما لا يقل عن 12 فتاة وامرأة بين عامي 1967 و1987، تراوحت أعمارهن بين 8 أعوام حتى منتصف العشرينات، وكان ذلك بدافع من رغباتهما الجنسية، فبعد اغتصاب الضحية بالتناوب أو بشكل جماعي، كانا يقومان بقتلها ودفنها لإخفاء آثار الجريمة.
الضحية الأولى: الزوجة الأولى
تزوج ويست من كاثرين كوستيلو عام 1962، عندما كانت حاملاً بطفل من رجل آخر، وهي تشارمين التي أنجبتها عام 1963.
وُصفت كاثرين بأنها "امرأة قاسية ومتلاعبة"، إذ انفصلت عن فريد ويست عام 1969 وسط تقارير عن العنف والاعتداء الجنسي، حتى فقد الأصدقاء والعائلة الاتصال بها في عام 1971.
تم العثور على رفات السيدة البالغة من العمر 26 عاماً وقت قتلها في حقل في كمبلي.
روزماري قتلت ابنة زوجها لأنها "مزعجة"
كانت تشارمين في الثامنة من عمرها عندما اختفت عام 1971. من المفهوم أنها كرهت زوجة أبيها روزماري، التي كانت تعتبرها "فتاة صغيرة متمردة".
قتلت روزماري ابنة زوجها، بينما كان فريد في السجن بتهمة سرقة إطارات السيارات. وعندما تم إطلاق سراحه على خلفية تأدية عقوبة تلك الجريمة، دفن جثتها تحت نافذة المطبخ في منزل الزوجين في ميدلاند رود ، في جلوستر.
قتلا ابنتهما المراهقة لكي لا تشي بهما!
كانت هيذر ويست الطفلة الأولى لفريد وروزماري ويست من زواجهما الطويل الممتد 20 سنة كاملة.
ولدت في جلوستر في 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 1970. وقد أظهر مقتلها عمق الشر الذي كان الزوجان مستعدين للانزلاق إليه.
كانت تبلغ من العمر 16 عاماً عندما قُتلت عام 1987.
وبحسب إذاعة BBC البريطانية، كانت هيذر هي الضحية الأولى التي تم العثور على جثتها في 25 شارع كرومويل عند منزل القاتلين المتسلسلين، ويُعتقد أنها كانت آخر ضحية لهوس القتل المرضي لدى الزوجين.
وقال جيفري وانسال، كاتب السيرة الذاتية عن قصة حياة السفاح فريد ويست، إنها كانت "متمردة وصعبة، ورفضت التعاون مع خطط والديها".
ويُعتقد أنها كانت تهدد والدها بالذهاب إلى الشرطة، وهو في رأيه سبب مقتلها.
الشابة كانت قد أنهت لتوها امتحانات المرحلة المدرسية النهائية، عندما فُقدت ولم يعد لها أي أثر. لم يُبلغ والداها قط عن "اختفائها".
الحُكم على الزوجين القاتلين
بعد أن تكشّفت أعداد الضحايا في القضية، حاز الزوجان على اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية، التي اعتبرت علاقتها من أغرب وأبشع العلاقات الزوجية في العالم.
وعلى أثر وضوح الأدلة ضدهما، وتوقع أن يتم تأكيد الحكم بالمؤبد مدى الحياة على القاتلين المتسلسلين في نهاية المطاف، قتل فريد ويست نفسه قبل تقديمه للمحاكمة أثناء حبسه بأحد سجون مدينة برمنغهام البريطانية.
لكن زوجته روز أُدينت بارتكاب 10 جرائم قتل من العدد الإجمالي للجرائم في عام 1995، وحُكم عليها بالسجن المؤبد حتى الموت.
وبحسب موقع Radio Times البريطاني، تبلغ روز اليوم 68 عاماً، وهي نزيلة في سجن "إتش إم" في ويست يوركشاير بإنجلترا.
وبالرغم من الأحكام في القضية، كان هناك دائماً اعتقاد قوي بوجود العديد من الضحايا الذين لم يتم اكتشافهم بعد، والتي تخلَّص منها الزوجان في مواقع أخرى مجهولة.