أثارت أسماك قرش "سائرة" ذهول العلماء الذين اكتشفوها على ساحل بابوا غينيا، إذ بإمكان هذه الأسماك الضئيلة السمراء المرقطة بالأسود، أن تسير من خلال زعانفها في المياه الضحلة على الشاطئ الصخري.
موقع LiveScience الأمريكي قال الخميس 28 يوليو/تموز 2022، إن هذا المخلوق هو "قرش الكتاف"، واسمه العلمي "Hemiscyllium ocellatum"، وهو فريد من نوعه بين أنواع القروش الأخرى في قدرته على المشي على البر.
فورست غالانت، عالم الحفاظ على البيئة والأحياء، كان قد نشر مؤخراً مقطع فيديو نادراً لهذه الأنواع الاستثنائية، في برنامج خاص جديد لأسبوع القرش على قناة ديسكفري بعنوان "جزيرة القروش السائرة".
كان العلماء قد اكتشفوا هذا النوع من أسماك القرش في بابوا غينيا في مايو/أيار 2022، وقال غالانت بالبرنامج: "هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي نوثق فيها نوعاً من أنواع قرش الكتاف في بابوا. وهذا مذهل بدرجة لا يمكن وصفها".
"قروش الكتاف" التي ينمو طولها إلى نحو متر، تسبح في الشعاب المرجانية الضحلة لاصطياد سرطان البحر واللافقاريات الأخرى، وهي طعامها المفضل، وحين ينحسر المد، تسعد بالتسكع في برك المياه الصخرية الضحلة ومضغ هذه المخلوقات.
من جانبه، قال غافين نايلور، مدير برنامج فلوريدا لأبحاث القرش بمتحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي في غينزفيل، إن قروش الكتاف يمكنها السير مسافة 30 متراً أو أكثر على الأرض الجافة.
والزعانف التي تسير عليها هذه الأسماك ليست الشيء الوحيد الذي يمكّنها من ذلك؛ فهذا النوع يمكنه الاستمرار في العيش حين يكون الأوكسجين شحيحاً، ويقضي نحو ساعة على البر بنَفَس واحد.
هذه القدرة تساعد قروش الكتاف أيضاً على البقاء في المياه محدودة الأوكسجين بالبرك الصخرية الضحلة.
بحسب الموقع الأمريكي فإن أحد الأسئلة الكبرى التي يتطلع العلماء إلى الإجابة عنها هو: كيف يمكن لهذه القروش التي لا تتمتع بدرجة كبيرة من التنوع الجيني أن تنتج أسماكاً تختلف هذا الاختلاف الكبير في مظهرها؟
إذ تختلف أنماط الرُّقطات التي تتميز بها قروش الكتاف لدرجة أنه لا توجد سمكتان متشابهتان تماماً، ويرى نايلور وعلماء آخرون أن قروش الكتاف يمكنها تغيير أنماط ألوانها حسب الرغبة، وقال: "لم نثبت ذلك بعد، لكننا نظن أنه يحدث".