تستمر سيارات الأجرة الجوية لدى الشركات المصنعة في التحطم والاشتعال خلال المراحل التجريبية، دون أن يقتل أو يصب أي شخص من هذه الحوادث، في حين تستعد أمريكا للمصادقة على عدد منها بحلول 2024، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية الجمعة 30 يوليو/تموز 2022.
الوكالة الأمريكية أشارت إلى أن إحدى النماذج الأولية لسيارة أجرة جوية قد عانت من خلل في البرمجة وفقدان السيطرة؛ ما جعلها تسقط في حقل، بينما ظن حاسوب سيارة أخرى أنها على الأرض؛ ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي أثناء الطيران وسقوطها على الرصيف، فيما اشتعلت النيران في بطاريتي سيارتين أخريين.
تأتي محاولات الشركات في إنتاج "سيارات الأجرة الجوية" من أجل تطوير عائلة جديدة من آلات الطيران لنقل الأشخاص والبضائع عبر المدن المزدحمة بالمرور استثمارات بمليارات الدولارات وتعهدات واسعة.
لكن وفقاً لمراجعة Bloomberg لتقارير ذات صلة يعود تاريخها إلى عام 2018، تعرضت بعض أكبر الشركات في مجال الطيران لحوادث أثناء اختبار هذه السيارات، بينها شركة بوينغ وفرعها Aurora Flight Sciences، وقسم طائرات الهليكوبتر Bell التابع لشركة Textron، ورائدة سيارات الأجرة الألمانية Lilium NV.
ولم يُقتَل أو يُصَب أي شخص في هذه الحوادث، ويقول المدافعون عن هذه التكنولوجيا إنَّ الحوادث هي علامة صحية على أنَّ الصناعة تكسر الحدود التقليدية.
لكن المركبات الجديدة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، أو ذات الإقلاع العمودي، تستخدم تقنيات مبتكرة لم تُختبَر في الخدمة الروتينية، ويقول بعض خبراء السلامة إنَّ هذا يعني أنَّ الطريق إلى موافقة الحكومة والقبول العام لن يكون سهلاً.
أمريكا والمصادقة على عدد من الطائرات
ورغم الحوادث المتكررة، تستعد إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية للمصادقة على عدد قليل من الطائرات الجديدة لنقل الأشخاص في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2024.
إذ قال القائم بأعمال المدير بيلي نولين، في خطاب ألقاه في يونيو/حزيران، إنَّ إدارة الطيران تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف، لكن سيُحدَّد التوقيت بناءً على أمان التصاميم الجديدة.
في السياق، أوضح جون هانسمان، الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي شارك في تأليف ورقة بحثية عن التحديات التي تواجه المركبات الجديدة ذات الإقلاع العمودي التي تعمل بالطاقة الكهربائية: "هذا أصعب مما يفهمه الناس عموماً. أنت تأخذ أحدث ما توصلت إليه التقنية لمستويات أعلى في أبعاد متعددة في نفس الوقت".
أبرز الحوادث
ومن أبرز الحوادث التي وقعت أيضاً كانت في منشأة اختبار عن بُعد بالقرب من قرية جولون في كاليفورنيا في 16 فبراير/شباط، حيث قال ثلاثة أشخاص مطلعين على الحادث لوكالة Bloomberg إنَّ أحد المكونات المادية للمركبة المكونة من ستة مراوح انكسر في الجو.
بينما قال اثنان من الأشخاص إنَّ التحطم قد لا يهدد خطط الشركة طويلة المدى؛ لأنَّ الطائرة كانت تعمل بسرعات أعلى بكثير من الحد الأقصى الذي ستطير عليه عند دخولها الخدمة، وهو 322 كيلومتراً في الساعة. وأظهر مسار رحلة من موقع ADSBexchange.com LLC أنها كانت تسير بسرعة 439.3 كيلومتر في الساعة قبل اختفائها.
مخاطر الحرائق
وقعت حوادث الاصطدام وغيرها التي تعرضت لها هذه الطائرات حديثة العهد لأسباب متنوعة؛ من الإخفاقات في هياكل ألياف الكربون إلى الأعطال في التفاعلات بين الإنسان والحاسوب. وتسلط هذه الحوادث الضوء على بعض تحديات التصميم مع التكنولوجيا.
في 22 يناير/كانون الثاني 2020، دمر حريق نموذجاً أولياً لطائرة ركاب تعمل بالطاقة الكهربائية وتتسع لتسعة ركاب تابعة لشركة Eviation Aircraft في ولاية أريزونا.
وقالت الشركة، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنَّ الحريق بدأ في بطارية أرضية ليست جزءاً من حزمة الطاقة الرئيسية للطائرة.
رهانات مستقبلية
بالرغم من ذلك، لم تمنع هذه الحوادث الشركات الكبرى من المطالبة بالاستثمار في شركات سيارات الأجرة الجوية الناشئة، أو طلب طائرات لا تزال غير معتمدة. وقد ارتبطت شركتا FedEx و United Parcel Service لخدمات الشحن، بشركات السيارات ذات الناشئة وشركات الطيران الكبرى، بما في ذلك American Airlines Group، و United Airlines Holdings، اللتان وضعتا أيضاً رهانات عالية على الصناعة.
لكن تقريراً صدر في مايو/أيار عن مكتب المساءلة الحكومي حول آفاق سيارات الأجرة الجوية التي تعمل بالطاقة الكهربائية، قال إنَّ أحد أكبر التحديات التي تواجه الصناعة والمنظمين هو ضمان الشراء من الجمهور.
وذكر تقرير مكتب المساءلة الحكومية: "إنَّ قبول عمل أعداد كبيرة من هذه المركبات على مقربة شديدة من الأشخاص والمباني سيتطلب جهوداً متضافرة من جانب الصناعة والحكومة لإظهار سلامة هذه الطائرات من خلال عرض عمليات آمنة وموثوقة".