حقق العلماء تقدماً "واعداً" نحو تطوير لقاح عالمي مضاد لفيروس كورونا المستجد؛ لمواجهة متغيرات الفيروس ونزلات البرد في آن واحد، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الأربعاء 27 يوليو/تموز 2022.
حيث اكتشف باحثون بمعهد Francis Crick في لندن أنَّ منطقة معينة من البروتين الشائك لـ"سارس-كوف-2″، الفيروس المُسبِّب لفيروس كورونا، هدف جيد لجرعة شاملة مضادة للفيروس يمكن أن توفر الحماية ضد جميع متغيرات "كوفيد-19" ونزلات البرد.
الباحثون قالوا إنَّ تطوير لقاح يحمي من عدد من فيروسات كورونا المختلفة يمثل تحدياً كبيراً؛ لأنَّ هذه العائلة من الفيروسات لها العديد من الاختلافات الرئيسية، وتتحور باستمرار؛ مما يؤدي عامةً إلى حماية غير كاملة ضد الإصابة مرة أخرى. هذا هو السبب في أنَّ الناس يمكن أن يصابوا بنزلات البرد عدة مرات، وأيضاً بأنواع مختلفة من فيروس "سارس- كوف-2".
كيف يعمل اللقاح المضاد لـ"كورونا"؟
قال العلماء البريطانيون إنَّ تطوير لقاح عالمي مضاد لكوفيد يحتاج إلى تحفيز الأجسام المضادة التي تتعرف على مجموعة من هذه الفيروسات وتحييدها؛ مما يمنع الفيروس من دخول الخلايا المضيفة والتكاثر.
الباحث الأول المشارك في الدراسة، كيفن نج، من معهد Francis Crick، أوضح: "منطقة S2 من البروتين الشائك لـ(سارس-كوف-2) هدف واعد للقاح محتمل مضاد لفيروس كورونا، لأنَّ هذه المنطقة أكثر تشابهاً في فيروسات كورونا المختلفة من منطقة S1. وهي أقل عرضة للطفرات، وبالتالي فإنَّ اللقاح المُوجَّه لهذه المنطقة سيكون بالتأكيد أقوى".
كما قال الباحثون إنه حتى الآن، لم يُنظَر إلى منطقة S2 من البروتين الشائك على أنها أساس محتمل للتلقيح.
جورج كاسيوتيس، الباحث المراسل وقائد المجموعة الرئيسي في معهد Francis Crick، أوضح قائلاً: "إنَّ التوقعات بشأن اللقاح الذي يستهدف منطقة S2 هي أنه يمكن أن يوفر بعض الحماية ضد جميع فيروسات كوفيد الحالية والمستقبلية".
أضاف كاسيوتيس: "هذا يختلف عن اللقاحات التي تستهدف منطقة S1 الأكثر تنوعاً والتي على الرغم من فعاليتها ضد المتغيرات المطابقة المصممة ضدها، فهي أقل قدرة على استهداف المتغيرات الأخرى أو مجموعة واسعة من فيروسات كورونا".
تابع الباحث: "لا يزال هناك كثير من الأبحاث التي يتعين إجراؤها، بينما نواصل اختبار الأجسام المضادة التي تستهدف S2 ضد فيروسات كورونا المختلفة والبحث عن الطريق الأنسب لتصميم واختبار لقاح محتمل".
لقاح عالمي لـ"كورونا" ونزلات البرد
بينما سيواصل الباحثون عملهم في دراسة إمكانات تطوير اللقاح الشامل الذي يستهدف منطقة S2 من البروتين الشائك، وكيف يمكن دمجه مع اللقاحات المرخصة حالياً.
حيث قال نيخيل فوكنر، باحث أول مشارك، وهو أيضاً من معهد Francis Crick: "رغم أنَّ لقاح S2 المحتمل لن يوقف إصابة الناس بالعدوى، فإن الفكرة وراءه هي أنه سيهيئ نظام المناعة لديهم للرد على عدوى فيروس كورونا في المستقبل".
أضاف: "نأمل أن يوفر هذا حماية كافية للبقاء على قيد الحياة بعد الإصابة الأولية التي يمكن خلالها تطوير مزيد من المناعة الخاصة بهذا الفيروس بعينه".
بينما قالت البروفيسورة بيني وارد، الأستاذة الزائرة في الطب الصيدلاني بكلية كينغز لندن، التي لم تشارك في الدراسة، إنَّ تطوير لقاح عالمي لفيروس كورونا المستجد "يمكن أن يحل مشكلة الموجات الجديدة التي لا نهاية لها من الأمراض التي تسببها متغيرات ذات حساسية منخفضة للقاح".