قال باحثون إن مومياء غامضة لامرأة مصرية قديمة، ربما كانت حاملاً عندما ماتت، من المحتمل أن تكون مصابة بالسرطان.
حيث تشير التشوهات في جمجمة المومياء إلى وجود ورم كبير خلف العين اليسرى، ولكن يلزم إجراء مزيد من الاختبارات؛ للتأكد من أن الورم كان سرطانياً.
مومياء مصرية مصابة بالسرطان
كذلك، ومن المحتمل أن المومياء غير العادية، التي أُطلق عليها اسم "السيدة الغامضة"، جاءت من مدينة طيبة المصرية القديمة (الأقصر حالياً). يعود تاريخها إلى حوالي القرن الأول قبل الميلاد.
فوجئ الباحثون في مشروع وارسو للمومياوات في بولندا، وبعد فتح تابوت حجري مؤخراً لأول مرة، بالعثور على بقايا أنثى غير معروفة بالداخل. سرعان ما بدأوا في تحليل الجثة بحثاً عن أدلة حول سبب وضعها في نعش شخص آخر، وذلك وفق تقرير موقع Live Science الأمريكى يوم الخميس 21 يوليو/تموز2022.
كذلك، وفي أبريل/نيسان 2021، أصدر باحثون من المشروع دراسة تزعم أن الأشعة المقطعية للسيدة الغامضة كشفت عن بقايا جنين داخل رحمها، مما يجعلها أول مومياء حامل معروفة في العالم. قدر الفريق أن المرأة توفيت في حوالي الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل.
أما في يناير/كانون الثاني 2022، وصفت ورقة متابعة من الفريق البولندي كيف كان الجنين مُحنَّطاً مثل بيضة داخل المومياء. ومع ذلك، تساءل بعض الخبراء عما إذا كانت المومياء حاملاً على الإطلاق، واقترحوا أن الجنين المتحجر قد يكون في الواقع حزمة تحنيط مشوهة، وُضِعّت في الجسم لتحل محل الأعضاء التي أُزيلَت أثناء عملية التحنيط.
الإصابة بالسرطان في البلعوم الأنفي
الآن، أعلن فريق البحث نفسه أن السيدة الغامضة من المحتمل أن تكون مصابة بسرطان البلعوم الأنفي، الذي يؤثر على الفم، وتجويف الأنف والقصبة الهوائية، وفقاً لمدونة (تفتح في علامة تبويب جديدة) بواسطة باحثين في مشروع وارسو للمومياوات. تستند الادعاءات الجديدة إلى التشوهات الموجودة في جمجمة المومياء، لكن النتائج لم تُراجَع أو تؤكَّد من خلال الاختبارات الكيميائية.
من جانبها، أخبرت مارزينا أواريك-زيلكي، عالم الآثار وعالم الأنثروبولوجيا في جامعة وارسو الطبية والمدير المشارك لمشروع وارسو للمومياوات، موقع Live Science في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن الباحثين أدركوا لأول مرة وجود سرطان محتمل بعد إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لجمجمة السيدة الغامضة، والتي كشفت عن ثقب بحجم 0.27 بوصة (7 ملم) خلف محجر العين اليسرى. وتشير هذه الفجوة غير العادية إلى أن ورماً أو آفة قد نمت هناك، وأجبرت العظم المحيط على الابتعاد عن بقية التجويف.
في المقابل، قد يكون الثقب قد تولَّد بسبب كيس أو نتج عن مرض الكريبرا المداري، وهي حالة ناتجة عن فقر الدم، أو نقص الحديد (وهو أمر شائع عند الحوامل)، والذي يمكن أن يغير سطح تجويف العين، كما قالت مارزينا، التي أضافت أن التشوهات الطفيفة الإضافية التي تصيب عظام تجويف الأنف والفك والجيوب الأنفية، تجعل السرطان هو السبب الأكثر احتمالاً.
معرفة سبب التشوهات
عادةً يكون من المستحيل معرفة سبب هذه التشوهات من جمجمة بهذا العمر بالضبط. ولكن نظراً لأن السيدة الغامضة كانت محفوظة جيداً، فإن آثار الأنسجة الرخوة لا تزال تتشبث بعظامها.
حيث يسمح هذا النسيج للباحثين بإجراء اختبارات نسيجية شبيهة بتلك المستخدمة في اختبار السرطان اليوم، لتحديد ما إذا كانت السيدة الغامضة مصابة بالسرطان، وكشفت دراسات مماثلة عن أدلة على وجود أنواع أخرى من السرطان في المومياوات، كما قالت مارزينا. ويتوقع الفريق الحصول على نتيجة نهائية بحلول نهاية العام.
كذلك، وإذا كانت هذه التشوهات ناتجة في الواقع عن السرطان، فقد يكون هذا المرض هو الذي قتل السيدة الغامضة. وقالت مارزينا: "كان من الممكن أن يكون السرطان هو السبب المباشر لوفاتها"، لكن من الصعب الجزم بذلك. وأضافت أنه من المحتمل أيضاً أن يكون للحمل دور في وفاتها.