أعلنت أوكرانيا، الجمعة 1 يوليو/تموز 2022، انتصارها في نزاع قديم مع روسيا في مجال الطهي، بعد أن وضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) حساء تقليدياً يُصنع من الشمندر (البنجر) على قائمتها للتراث الثقافي الأوكراني الذي يتعين حمايته.
اليونسكو، التي يقع مقرها في باريس، قالت في بيان إنها وضعت حساء "البورش" الذاخر بالخضراوات على قائمة التراث الثقافي الذي يحتاج إلى "حماية عاجلة"، بسبب الخطر الذي يواجهه وضع الحساء كعنصر من عناصر الثقافة الأوكرانية جراء الغزو الروسي.
متحدث باسم اليونسكو في باريس، قال إن الوضع الجديد يعني أن أوكرانيا يمكنها الآن التقدم بطلب للحصول على أموال خاصة لتمويل مشاريع لتعزيز وحماية الحساء.
من جانبه، كتب وزير الثقافة الأوكراني أولكسندر تكاتشينكو على تويتر: "انتصرنا في حرب البورش".
أما موسكو فانتقدت وضع حساء "البورش" ضمن التراث الأوكراني الذي يجب حمايته كمثال على "النزعة القومية المعاصرة لكييف"، ويحظى الحساء بشعبية أيضاً في روسيا.
بحسب الرواية الأوكرانية، تم التطرق إلى أكلة تحمل هذا الاسم للمرة الأولى سنة 1548 في مذكّرات مسافر أوروبي، اشترى حصّة منها في سوق في كييف، وقد وصلت هذه الشوربة إلى روسيا في فترة لاحقة مع وصول الأوكرانيين إليها.
في تصريح سابق لها، قالت أولينا شتشيربان، وهي عالمة إثنيات ومؤرّخة أوكرانية، إنها لا تستسيغ وصف البورش بـ"الطبق الروسي"، وربطه بالثقافة الروسية في الخارج، ومضت قائلة: "لغتنا وثقافتنا ومأكولاتنا مختلفة".
تلفِت المؤرّخة، التي نظمّت طوال سنوات مهرجاناً مخصصاً لحساء "البورش"، وفتحت متحفاً صغيراً حول "البورش" وسط البلد، إلى أنه خلافاً للفرنسيين أو الإيطاليين، فإن الأوكرانيين "غير ملمّين بتاريخهم ولا يفتخرون كثيراً" بأطباقهم المحلية.
من جهتها، تقول روسيا إن الحساء طبق وطني موجود في بلدان عدة بينها روسيا، وكانت الحكومة الروسية قد قالت سابقاً في حسابها الرسمي على تويتر إن الحساء "أحد أشهر الأطباق الروسية، وأكثرها استطابة".
يُشار إلى أن اعتبار "اليونسكو" حساء "البورش" أوكرانياً يأتي في وقت تواصل فيه روسيا هجومها على أوكرانيا، الذي بدأ في فبراير/شباط 2022، والذي أدى إلى تدهور كبير في العلاقات بين روسيا والدول الغربية.