أعلنت فرقة "الإندي روك" الأمريكية Big Thief، الخميس 9 يونيو/حزيران 2022، إلغاء عرضَين موسيقيين كان من المقرر إقامتهما في تل أبيب، بعد أن واجهت الفرقة انتقادات لاذعة من المعجبين الذين حاكموا الفرقة إلى تصريحات سابقة لها في ذمِّ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والاعتراض عليه، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وكانت الفرقة أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها ستقدم عرضَين في تل أبيب يومي 6 و7 يوليو/تموز، وهما عرضان كان من المقرر أولاً إقامتهما في عام 2020، لكن بعد عدة أيام من الانتقادات اللاذعة عبر الإنترنت، تراجعت الفرقة عن إقامة حفلتيها، واعتذرت عن "الاستخفاف والسذاجة في بيانها الأصلي".
وجاء في بيان الفرقة: "نؤكد أننا معارضون للاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية والقمع المنهجي للشعب الفلسطيني، وأننا نؤمن بحق جميع الفلسطينيين في نيل حريتهم الكاملة وتقرير مصيرهم".
وكانت الفرقة أعلنت، الأسبوع الماضي، عن عروضها في تل أبيب، وحمل منشورها التسويغات نفسها التي أوردتها الفرقة في بيانها قبل عامين؛ إذ كتبت الفرقة أنها ستعزف في تل أبيب؛ لأنها مسقط رأس عازف الجيتار بالفرقة ماكس أوليرتشيك.
كما أضافت في بيانها أنها "تدرك الجانب الثقافي لحركة مقاطعة إسرائيل [وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها] BDS، لكنها عاجزة عن تبيُّن "الموقع الأنسب للاندماج في المقاطعة"، أو أين يكمن "الموقف الأخلاقي السامي" في هذا السياق.
واختتمت الفرقة منشور التسويغ لحفلاتها في إسرائيل بالقول إنها ستتبرع بأرباح العرض لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية للأطفال الفلسطينيين، وتعزيز المساعي المشتركة من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يعملون من أجل "مستقبل أفضل".
لكن هذا المنشور أعقبته انتقادات شديدة للفرقة عبر الإنترنت، وإعراب الكثيرين من عشاق الفرقة عن خيبة أملهم في الفرقة، لا سيما محاولتها المنتحلة لتسويغ قرارها.
كانت فرقة Big Thief قدمت من قبل حفلاً موسيقياً في تل أبيب في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
مع ذلك، أوضحت الفرقة في بيانها الثاني الذي أعلنت فيه عن إلغاء حفلاتها في إسرائيل أنها عندما زعمت سابقاً أنها لا تعرف "أين يكمن الموقف الأخلاقي السامي"، كانت تقصد الإشارة إلى إقامة حفل في إسرائيل على الرغم من الدعوات للمقاطعة الثقافية، وليس الإشارة إلى أنها لا تعرف موقفها من الاحتلال الإسرائيلي.
فيما أضاف البيان: "نحن نقر بأن منشورنا السابق انطوى على نقاط كُتبت بطريقة ملتبسة، واستخفاف بأهمية هذا النقاش ومكانته… لكن نيتنا من الرغبة في تقديم عرض في تل أبيب، التي وُلد فيها ماكس [عازف الفرقة] وترعرع ويعيش فيها حالياً، نبعت من اعتقادٍ لدينا بأن الموسيقى يمكن أن تكون علاجاً يشفي، لكننا ندرك الآن أن العروض التي اعتزمنا إقامتها لا تعبِّر عن نيتنا التعبير المرجوَّ".
واعتذرت الفرقة بالقول: "نحن نعتذر لكل من آذيناهم بما انطوى عليه بياننا الأصلي من استخفاف وسذاجة حيال إقامة عروضنا في إسرائيل، ونأمل في أن يتفهم أولئك الذين كانوا ينوون الحضور قرارنا بإلغاء العروض".
من جانب آخر، لقي قرار الفرقة بالمقاطعة استحساناً شديداً من "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" (PACBI). وقالت في بيان: "نحن نُحيي شجاعة فرقة Big Thief وتلبيتهم لأصوات المظلومين. ونثمِّن أيضاً الموقف الصريح لغالبية جماهير الفرقة والذي يتمسك بالدعم الأخلاقي لحركة مقاطعة إسرائيل".