تتلقى جرذان تدريبات لإرسالها إلى مواقع حطام الزلازل، وهي ترتدي حقائب ظهر صغيرة بها أجهزة استقبال صوت، وذلك بهدف مساعدة فرق الإنقاذ من الوصول والتحدث إلى الناجين.
صحيفة The Telegraph البريطانية نشرت تقريراً السبت 4 يونيو/حزيران 2022، أشارت فيه إلى أن سبعة فئران قد دُرِّبَت على ذلك حتى الآن، واستغرق الأمر أسبوعين لتمرينها على السرعة.
بحسب الصحيفة، تُستخدَم نماذج أولية لحقائب الظهر التي تحتوي على ميكروفون في الوقت الحالي؛ حيث تُرسَل الفئران إلى حطام وهمي.
من جانبها، قالت عالمة الأبحاث الدكتورة دونا كين، 33 عاماً، التي تعمل في المشروع: "ستتمكن الفئران من اقتحام المساحات الصغيرة للوصول إلى الضحايا المدفونين تحت الأنقاض"، مضيفة: "لم نخض مواقف حقيقية بعد، فلا زلنا نعمل في موقع حطام وهمي".
وتُدرَّب القوارض أيضاً على الاستجابة للصفير الذي يعيدها إلى القاعدة، وهي تتمتع بذكاء شديد لدرجة أنها لم تفجر لغماً أرضياً مطلقاً، كما أنَّ خفة حركتها تجعلها مثالية للاستخدام في مناطق الكوارث.
ذكية وعملية جداً
وقالت الباحثة دونا: "إنها مثالية للبحث والإنقاذ"، مضيفة أنَّ هذه "الحيوانات الاجتماعية" يمكنها "العيش على أي شيء".
كما أضافت: "تتمتع الجرذان ببراعة الصمود في البيئات المختلفة؛ مما يوضح مدى ملاءمتها لأعمال البحث والإنقاذ"، مشيرة إلى أن"هناك مفهوماً خاطئاً عنها بأنها قذرة وغير صحية، لكننا نعتني بها جيداً".
وأُرسِلَت الباحثة دونا كين إلى تنزانيا، شرقي إفريقيا، لمدة عام واحد للعمل مع منظمة غير ربحية APOPO على مشروع "Hero Rats- الفئران الأبطال".
وستعمل القوارض من الميدان عند إرسالها إلى تركيا المُعرَّضة للزلازل للعمل مع فريق بحث وإنقاذ.
كانت الدكتورة دونا كين مهتمة في الأصل بسلوك الرئيسيات، لكنها صارت مفتونة بمدى السرعة التي يمكن بها للفئران التعلم والتدريب.
إجمالاً، يعمل الباحثون على تدريب 170 جرذاً على مشروعات، منها ما هو مرتبط بالألغام الأرضية والسل. ومن المأمول أن تتمكن الجرذان من شم مرض البروسيلا، وهو مرض معدٍ يصيب الماشية.
أوضحت الباحثة: "نحن المنظمة الوحيدة التي تعمل مع هذا النوع، وهناك منظمات أخرى تدرِّب الكلاب".
وتابعت: "نأمل أن تنقذ الأرواح، والنتائج واعدة حقاً".