اهتزت لوحة الموناليزا لكنها لم تصب بسوء، الأحد 29 مايو/أيار 2022، عندما حاول أحد زوار متحف اللوفر تحطيم الزجاج الذي يحمي اللوحة الأكثر شهرة في العالم قبل تلطيخ سطحه بالقشدة في حيلة دعائية على ما يبدو متعلقة بالمناخ.
وكالة رويترز أوضحت أن الجاني كان رجلاً متنكراً في زي سيدة عجوز قفز من على مقعد متحرك ليهاجم الزجاج.
بينما كتب مصور مقطع فيديو لما بعد الحادث يظهر فيه أحد العاملين في متحف اللوفر وهو ينظف الزجاج: "ربما هذا مجرد جنون بالنسبة لي.. يقوم بعد ذلك بتلطيخ الزجاج بالقشدة، ويرمي الورود في كل مكان قبل أن يتصدى له الأمن". ولم يتسن الحصول على تعليق من متحف اللوفر.
حيث أظهر مقطع فيديو آخر نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي نفس الموظف وهو ينتهي من تنظيف اللوحة، بينما يزيل عامل آخر مقعداً متحركاً من أمام تحفة دافنشي.
قال الرجل، الذي كان يضع شعراً مستعاراً، في مقطع فيديو آخر بينما كان يتم اقتياده بعيداً عن المتحف مع المقعد المتحرك "فكروا في الأرض، الناس يدمرون الأرض"، في إشارة إلى أن الدافع وراء الحادث كان يتعلق بالبيئة على الأرجح.
أثناء اقتياده، كان المعتقل المطرود يصرخ بالفرنسية ويقول: "هناك أشخاص يحاولون تدمير الكوكب.. فكر بالأرض. فكر فقط"، كاشفاً بعبارته عن غايته مما فعل، وهي لفت النظر عالمياً إلى اعتداءات بيئية بالآلاف تتعرض لها الأرض يومياً من سكانها غير المبالين.
تاريخ الهجوم على لوحة الموناليزا
الهجوم على لوحة الموناليزا ليس الأول، لأن تاريخها حافل بالكثير من محاولات التشويه، منها إلقاء أحدهم في خمسينيات القرن الماضي "حامض كبريتيك" عليها، فتأثرت أطرافها فقط.
كما قام بوليفي برشقها بحجر، فيما رشتها امرأة بطلاء أحمر أثناء عرضها في 1974 بطوكيو، لم يصل الطلاء إليها، وبعدها ألقى سائح روسي كوبا من الشاي في صيف 2009 عليها، بلل لوحها الزجاجي فقط.
أما أشهر اعتداء في تاريخ لوحة الموناليزا، فحين تمكن الإيطالي Vincenzo Peruggia الراحل في 1925 بعمر 44 سنة، من سرقتها في 21 أغسطس/آب 1911 من حيث كان يعمل بمتحف اللوفر نفسه، وأخفاها معه طوال 3 أعوام.
لكن تم اعتقاله وحُكم عليه بالسجن 12 شهراً فقط، بسبب تسليمه اللوحة للسلطات الفرنسية حين هددت بقطع العلاقات مع إيطاليا، وكانت الأخبار المؤرشفة الآن قدّرت سعرها ذلك الوقت بـ 100 مليون دولار.