ابتكر العلماء حبات طماطم معدلة وراثياً تحتوي كل منها على كمية بروفيتامين د3 -سلف فيتامين د- تُعادل بيضتين أو ملعقةً كبيرة من التونة.
من المقرر أن تبدأ تجارب الطماطم في الهواء المفتوح داخل حقلٍ بالمملكة المتحدة في شهر يونيو/حزيران 2022 وقد تزوَّد في حال نجاحها بمصدرٍ غذائي مهم جديد لفيتامين د. وفق ما قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية يوم الإثنين 23 مايو/أيار 2022.
تعديل الطماطم وراثياً
في حين يُعاني ما يتراوح بين 13% و19% من البريطانيين من انخفاض معدلات فيتامين د، وهو الفيتامين اللازم من أجل الحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات. ويُعتبر التعرض لأشعة الشمس مصدرنا الأساسي للحصول على هذه المغذيات، حيث تُحوّل أشعة الشمس بروفيتامين د3 إلى نسخةٍ أنشط من فيتامين د حتى تستفيد منها أجسامنا.
يقول غاي بوبي، أستاذ علم البيئة في جامعة ساوثهامبتون: "إن تعديل الطماطم وراثياً لمراكمة بروفيتامين د3 بمعدلات أعلى من الإرشادات الغذائية الموصى بها قد يؤدي لتحسين صحة العديدين، خاصةً مع سهولة الوصول إلى الطماطم على نطاقٍ واسع واعتبارها جاهزةً للتناول على الفور".
من ناحية أخرى، جرت زراعة نباتات الطماطم بإجراء تعديلات بسيطة على الجينات الموجودة باستخدام تقنية تعديل يُطلق عليها اسم التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد (أو كريسبر-كاس9). وأوضحت جي لي، التي قادت البحث من مركز John Innes Centre بمدينة نورتش: "تعتبر هذه التقنية أشبه بملقاط جزيئي يمكنك استخدامه في اقتطاع جزءٍ صغير للغاية من الجين، وذلك لتعزيز سمةٍ مرغوبة في النبات بطريقة أسرع من عملية التكاثر التقليدية، وبدون تدخل أي حمض نووي غريب من الأنواع الأخرى".
في حين قد تركّز اهتمامهم في هذه الحالة على إنزيمٍ يوجد في نباتات الطماطم ويقوم بتحويل بروفيتامين د3 إلى كولسترول عادةً. وعدّل الباحثون هذا الإنزيم ليتمكنوا من سدّ مساره، مما يؤدي إلى تراكم بروفيتامين د3 داخل ثمرة الطماطم وأوراقها.
احتساب كميات بروفيتامين د3 في الطماطم
احتسب العلماء كمية بروفيتامين د3 الموجودة في ثمرة طماطم واحدة- عند تحويلها إلى فيتامين د3- ليجدوا أنها ستعادل المستويات الموجودة في بيضتين من الحجم المتوسط أو 28 غراماً من التونة. لكن تحويل هذه الكمية إلى فيتامين د3 يحتاج إلى تعريض ثمرة الطماطم لضوء الأشعة فوق البنفسجية، أو زراعتها في الهواء الطلق، وهو الأمر الذي يخطط الباحثون لتجربته خلال التجارب الميدانية المقبلة. ونُشِرَ البحث في دورية Nature Plants العلمية.
فيما قال الأستاذ غيديون هيندرسون، كبير المستشارين العلميين في وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية: "نحن أمام مثالٍ رائع على استخدام تقنيات التعديل الوراثي لإجراء تغيير محدد للغاية على المحاصيل".
بينما قالت الأستاذة كاثي مارتن، التي أشرفت على الدراسة في مركز John Innes Centre، إن الدراسة أظهرت الإمكانات المحتملة لاستخدام التعديل الوراثي في تعزيز الخواص الغذائية لمختلف الأطعمة. كما تستطيع نفس الآلية إدخال تعديلات مماثلة على مختلف أنواع الطماطم الممتازة. وأردفت: "يعني هذا أن بمقدور الشركات إدخال سماتٍ جديدة على محاصيلها المستنبتة والمحمية ببراءات اختراع. ومن المحتمل أن تنجح هذه الآلية أيضاً مع المحاصيل الباذنجانية مثل الفلفل الحلو، والفلفل الحار، والبطاطس، والباذنجان".
أوضحت كاثي أيضاً أن المزارعين قد يتمكنون مستقبلاً من بيع أوراق أو ثمار الطماطم غير الناضجة لشركات تصنيع المكملات الغذائية، من أجل معالجتها وتحويلها إلى حبوب فيتامين د.