شهدت أعلى محكمة في مدينة نيويورك الأمريكية، الأربعاء 18 مايو/أيار، مرافعات قضائية بين المحكمة ومحامية جماعة مدافعة عن حقوق الحيوان تضغط من أجل إطلاق سراح الفيلة هابي من حديقة حيوان برونكس.
مؤسسة "نانهيومن رايتس بروجيكت" ومقرها فلوريدا، طالبت المحكمة باعتبار الفيلة الآسيوية البالغة من العمر 51 عاماً شخصاً، حسب قانون "هابياس كوربس" في نيويورك.
وقالت المؤسسة إن هابي ينطبق عليها قانون "هابياس كوربس" الذي يمنع الاعتقال التعسفي، ويتيح للأشخاص المحتجزين بشكل غير قانوني أو من ينوب عنهم الاستفسار عن سبب احتجازهم.
اعتبار "هابي" شخصاً
ولا يعرّف قانون "هابياس كوربس" في نيويورك "الشخص"، وقالت المؤسسة إنه يجب الاعتراف بهابي شخصاً. ومن المفترض أن تتناول جلسة محكمة الاستئناف هذه القضية، بعد أن انحازت محكمتان أدنى درجة إلى حديقة حيوان برونكس، التي تؤكد أن هابي تحظى برعاية جيدة.
وبدا القضاة متشككين في حجج المؤسسة المعنية بالدفاع عن حقوق الحيوان، إذ تساءل البعض عن سبب تطبيق قانون "هابياس كوربس"، بينما تسعى المؤسسة إلى نقل هابي إلى محمية بدلاً من حديقة حيوان.
وبدا قضاة آخرون قلقين من أن توسيع بعض حقوق الأفيال القانونية يمكن أن يتمخض عن عواقب غير مرغوب فيها.
وهنا تساءلت القاضية جيني ريفيرا: "هل هذا يعني أنني لا أستطيع الاحتفاظ بكلب؟"، لترد مونيكا ميلر، محامية المؤسسة، بأنه لا يوجد دليل على أن القدرات المعرفية للكلاب هي نفسها التي تتمتع بها الفيلة.
قدرات معرفية مثل البشر
وفقاً لدراسة أجريت عام 2006، اجتازت هابي اختبار "مرآة التعرف على الذات"، الذي يعتبر مؤشراً على الوعي الذاتي. وتجادل المؤسسة بأن هذا من بين العديد من القدرات المعرفية التي تشاركها هابي مع البشر.
وقالت ميلر للقضاة السبعة: "هابي مستقلة بذاتها بالدليل العلمي، الأفيال تحيي بعضها بعضاً بعد أن تطرد عدواً… إنها حقاً كائن مميز وفريد".
وقالت حديقة حيوان برونكس، التي تديرها جمعية الحفاظ على الحياة البرية، إن المؤسسة تستغل هابي دونما اكتراث بحالتها. واستجوب القضاة كين مانينج، محامي حديقة الحيوان، بشأن ما إذا كان قانون "هابياس كوربس" ينطبق على حيوانات الحديقة إذا كان هناك دليل على أنها محتجزة في ظروف غير مناسبة.
وقال مانينج إن ذلك ممكن، لكن حيوانات الحديقة "تخضع لقواعد صارمة"، ووضع هابي موافق للقانون.
وقالت مانينج: "يجب أن يكون هناك احتجاز تعسفي؛ حتى يتسنى تطبيق قانون هابياس كوربس.. وهنا لا يوجد احتجاز غير قانوني".
عمرها 51 عاماً
وفشلت جهود سابقة لمنح الشخصية القانونية للحيوانات، ومنها الشمبانزي. بينما لم تحدد محكمة الاستئناف متى ستصدر قرارها.
والفيلة الآسيوية البالغة من العمر 51 عاماً، مودعة في حديقة الحيوان الكائنة بمدينة نيويورك منذ عام 1977. وتبقيها سلطات الحديقة بعيداً عن الأفيال الأخرى في حظيرة مساحتها فدان واحد منذ 2006 تقريباً، وفقاً لسجلات المحكمة.
وقبل أربع سنوات، بدأت مؤسسة "نانهيومن رايتس بروجيكت" في مطالبة محاكم نيويورك بنقل هابي لإحدى محميتين للأفيال في الولايات المتحدة، قائلة إن الفيلة "مسجونة" دون سند من القانون.