على مدار 4 أجيال، في منطقة أرتوكلو بولاية ماردين جنوب شرقي تركيا؛ لم تتوقف عائلة محمد ديدي عن صناعة الصابون الطبيعي؛ الذي تشتهر به الولاية التركية.
لكن عائلة ديدى لها طريقتها الخاصة في صنع الصابون من زيت الزيتون وقطران العرعر؛ ليتشكل في النهاية واحد من أشهر أنواع الصابون في المنطقة والعالم، وهو صابون البيتيم.
هذا الصابون تحديداً هو النوع المفضل لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، الذي زار ماردين قبل 15 عاماً، وتعرّف على أهل المدينة وشهرتها في صناعة الصابون، ومن بينها عائلة محمد ديدى.
ومنذ ذلك الحين لا تتوقف طلبات الأمير البريطاني لشراء صابون البيتيم، الذي يرسَل إلى السفارة البريطانية كل 3 أشهر، كما يحكي ديدى، ومن ثم يرسَل إلى قصر باكنغهام.
ويتابع التاجر محمد ديدى، ابن مدينة ماردين، أنه على الرغم من مرور سنوات عديدة، إلا أن "الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني؛ لا يتوقف عن طلب الصابون من عندنا، بعد أن لفت صابوننا نظره حين زار تركيا منذ 15 عامًا".
ويضيف ديدي أن صابون ماردين، الذي يرسَل للأمير تشارلز، وصل إلى سمع الصحافة الإنجليزية التي كتبت العام الماضي: "قصر باكنغهام تفوح منه رائحة صابون ماردين".
وبحسب ديدى؛ يفضل الأمير تشارلز عموماً هذا الصابون العشبي المصنع من العرعر وزيت الزيتون، الذي يحتوي على العديد من الأعشاب.
ويضيف التاجر التركي أنه يرسل إلى قصر باكنغهام كل 3 أشهر شحنة مكونة من 3 أنواع من الصابون، في ظل الفوائد العديدة التي يؤديها صابون البيتيم للشعر والبشرة، بجانب رائحته الفواحة والثقيلة.
وأضاف ديدى أن صابونهم جذب انتباه الباحثين في الجامعات التركية؛ بسبب مساعدته على علاج بعض الأمراض؛ حتى إن بعض الباحثين طلب منا تسجيله كبراءة اختراع. ويتابع ديدي أنهم حالياً يوزعون متنجاتهم لقرابة 400 صيدلية فردية.
ويقول محمد ديدى: إنه وعلى الرغم من أن شهرة الصابون التركي تعود لولاية سيرت جنوب شرقي البلاد؛ إلا أن الصابون المصنوع من قطران اللوز والملينجيك والعرعر تعود ملكيته لماردين فقط.
وتملك هذه الأنواع من الصابون معدل شفاء مرتفعاً من الأمراض الجلدية؛ حتى إنه أصبح موضع بحث في الجامعات التركية، كما يروي محمد ديدي.
ويوضح ديدي أن العديد من رجال الدولة التركية والفنانين والأساتذة يطلبون صابون البيتيم من عندهم في ماردين.
صابون البيتيم
ويصنع صابون البيتيم من زيت الفستق البري وزيت الملينجيك، ويعالج هذا الصابون الأمراض الجلدية، مثل الأكزيما والفطريات، كما أن له عاملاً مهماً في منع قشرة الرأس وتساقط الشعر، بحسب صحيفة حرييت التركية.
ويُعرف صابون البيتيم في تركيا والمنطقة القريبة منها باسم "صابون بوتان"، ويعد عاملاً مهماً في تغذية الشعر وجعله ناعماً ومنع تساقطه، كما أنه يعطي قوة طبيعية للشعر الأبيض؛ ما يجعله يتحول إلى اللون الأسود.
ويعد الموطن الأصلي للصابون هو منطقة ماردين بوتان، وتمتد هذه المنطقة من ماردين إلى منطقة جيزر في شرناق، ويعرف باسم Siirt؛ لأنه ينتج من منتجات طبيعية تماماً، ولا توجد له أية آثار سلبية جانبية؛ لعدم استخدامه أية مواد كيميائية.
وبحسب دراسات تركية؛ يحتوي صابون البيتيم على خصائص مطهرة ومضادة للجراثيم، ويمكن استخدامه لجميع أنواع الأمراض الجلدية.