لا شكَّ أنّ السؤال الأشهر الذي يتداوله الناس عند الحديث عن لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي، هو ما إذا كانت ابتسامتها حقيقية أم مصطنعة، لكنَّ من شاهد اللوحة وأمعن في تحليلها سيجد سؤالاً آخر لا يقل أهمية عن موضوع الابتسامة، وهو: هل لدى الموناليزا حاجبان؟ سيما أنّ منطقة الجبهة تبدو خالية من الشعر تماماً على نحو غريب.
هل كان حاجبا الموناليزا مرسومين وفقاً لمعايير الجمال الإيطاليّة؟
إذا زرت يوماً ما متحف اللوفر الباريسي، حيث تُعرض لوحة الموناليزا الشهيرة، فستحظى دون أدنى شكّ بفرصة لمشاهدتها عن كثب، لكنّ الإمعان فيها لدقائق أو حتى ساعات لن يكون كافياً لك، لتأكيد وجود حاجبين من عدمه! إذاً ما الذي يقوله علماء وأذكياء العالم؟
الإجابة: ربما، لكن ليس بعد.
تقول مجلة Mental Floss الرقمية الأمريكية، إنه من المنطقي جداً أن يكون دافنشي رسم الموناليزا وفقاً لمعايير الجمال المعمول بها في إيطاليا في القرن الـ16، عندما كانت المرأة تقتلع أو تحلق حاجبيها.
ومن المحتمل أيضاً أن ليزا غيرارديني، التي يعتقد الكثيرون أنها كانت نموذجاً لرسم اللوحة بتكليف من زوجها لليوناردو دافنشي، كانت تفتقر إلى الحاجبين لنفس السبب.
في عام 2007، شكّك المصور والمهندس الفرنسي باسكال كوتي في الفكرة، وباستخدام كاميرا خاصة قادرة على التقاط صورة بدقة 240 مليون بكسل، زعم كوتي أنه تمكن من رؤية خط واحد خافت جداً من شعر الحاجب على وجهها.
إذا كانت ملاحظة كوتي صحيحة، فلماذا حاجب واحد فقط؟
وقال كوتي وفقاً لموقع Fabulous Masterpieces البريطاني، إن هناك تفسيرين محتملين:
الأول: من المحتمل أن يكون دافنشي استخدم طبقة ملساء لامعة على معظم أجزاء اللوحة، ثم أضاف مزيداً من التفاصيل عليها، ما قد جعل الطبقة الخارجية ضعيفة.
الثاني: قد تكون عمليات الترميم المتكررة للوحة أزالت دون قصد بعض التفاصيل الدقيقة، بما في ذلك الرموش.
في حين قال كوتي لصحيفة The Telegraph، في عام 2007: "إذا نظرت عن كثب إلى عين الموناليزا سترى بوضوح اختفاء الشقوق حول العين قليلاً، ويمكن تفسير ذلك بتنظيف العين على يد القيّم أو المرور، ومن المحتمل أن تنظيف العين أدى إلى إزالة الرموش والحاجبين".
الموناليزا لم تكن معروفة للناس قبل سرقتها
رسم الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي اللوحة بين أعوام 1503 و1506، وانتهى من العمل عليها في عام 1519، وهي معروضة في متحف اللوفر بباريس.
يُعتقد أنها صورة النبيلة الإيطالية ليزا جيرارديني، زوجة تاجر فلورنسا فرانشيسكو ديل جيوكوندو، بينما تشتهر اللوحة بدقتها وتعبيرات الوجه التي لا يمكن تفسيرها.
شكّلت الموناليزا نقلة نوعية في تاريخ الفن، فهي تعتبر أقدم لوحة إيطالية معروفة تركز عن كثب على شخص في وضعية الجلوس في صورة نصف الطول، وفقاً لمتحف اللوفر الذي تم تركيبها فيه لأول مرة في عام 1804.
ما الذي يميز الموناليزا؟ في الحقيقة لم تكن لوحة الموناليزا معروفة من قبل عامة الناس قبل القرن العشرين، فقط الناس من الدوائر الفنية كانوا يزورونها.
ولكن في عام 1911، قام موظف سابق في متحف اللوفر بسرقة اللوحة وأخفاها لمدة عامين، كما جاء في موقع متحف اللوفر. وقد ساعدت تلك السرقة في ترسيخ مكانة اللوحة في الثقافة الشعبية منذ ذلك الحين، وعرّفت الملايين على فن عصر النهضة.
قد يهمك أيضاً: رسم أعظم لوحات بالتاريخ.. "العشاء الأخير والموناليزا" الرسام الإيطالي ليوناردو دا فينشي كان أحول!