قد تسبب السكتة الدماغية وحتى مشاكل نفسية وسلوكية.. ما لا تعرفه عن مخاطر المنشطات وهرمونات كمال الأجسام

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/10 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/10 الساعة 15:24 بتوقيت غرينتش
مخاطر المنشطات وهرمونات كمال الأجسام \ شتر ستوك

بدافع الفوز في التحديات أو المنافسات والمباريات، أو للحصول على شكل أفضل، وإرضاء رغباتهم الشخصية في الحصول على قوام أكبر وأضخم، يتناول الرياضيون غالباً عقاقير تحسين الأداء بشكل دائم للحصول على نتائج سريعة.

لكن استخدام عقاقير تحسين الأداء أو (المنشطات) وهرمونات كمال الأجسام ينطوي على مخاطر كثيرة، وأضرارها خطيرة، لا تقتصر على صحة القلب والخصوبة، بل تشمل تأثيرات على السلوك والصحة النفسية.

تعرّف معنا في هذا التقرير على أنواع هذه الأدوية وطريقة عملها، وكيف يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة.

صورة تعبيرية \ شترستوك

"الستيرويدات" تؤدي لتغيرات هرمونية وسلوكية خطيرة

يأخذ بعض الرياضيين شكلاً من أشكال الستيرويدات -يُعرف بالستيرويدات الابتنائية- الأندروجينية أو المنشطات لزيادة كتلة عضلاتهم وقوتها.

ويعتبر الهرمون المنشط الستيرودي الرئيسي الذي ينتجه الجسم هو التستوستيرون، الذي يعزز بناء العضلات، كما أنه مسؤول عن سمات الذكور، مثل شعر الوجه والصوت الخشن.

يأخذ بعض الرياضيين هرمون التستوستيرون لتعزيز أدائهم الرياضي. وغالباً ما تكون الستيرويدات الابتنائية التي يستخدمها الرياضيون عبارة عن تعديلات تركيبية لهرمون التستوستيرون.

وهناك فئة خطيرة بشكل خاص من الستيرويدات الابتنائية، هي ما يُسمى بالعقاقير المصممة أو المنشطات الاصطناعية التي تم إنشاؤها بطريقة غير مشروعة، بحيث لا يمكن اكتشافها بواسطة اختبارات الأدوية الحالية. إنها مصممة خصيصاً للرياضيين، وليس لها استخدام طبي معتمد، لهذا السبب لم يتم اختبارها أو الموافقة عليها من قِبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، وتمثل تهديداً صحياً للرياضيين.

أما عن السبب الذي يجذب الرياضيين لتناول هذه العقاقير أو حقن أنفسهم بها، فإلى جانب زيادة حجم العضلات قد تقلل الستيرويدات الابتنائية من تلف العضلات الذي يحدث أثناء التمرين الشاق، ما يساعد الرياضيين على التعافي من الجلسة بسرعة أكبر، وتمكينهم من ممارسة التمارين بقوة أكبر وبشكل متكرر.

أما المخاطر فهي جسدية وسلوكية

لكن بالمقابل للستيرويدات الابتنائية آثار جانبية جسدية خطيرة، فقد يصاب الرجال بما يلي:

  • الصدور البارزة
  • انكماش في الخصيتين
  • العقم
  • تضخم غدة البروستاتا

أما بالنسبة للنساء:

  • صوت أعمق وأخشن
  • تضخم البظر
  • زيادة شعر الجسم
  • الصلع
  • اضطرابات في الدورة الشهرية

وقد يعاني كل من الرجال والنساء من ظهور حب الشباب الشديد، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب الأوتار وتمزقها وتشوهات وأورام الكبد،وزيادة الكوليسترول الضار وانخفاض الكوليسترول الجيد. بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بمشاكل القلب والدورة الدموية. 

ولا تقتصر مخاطر هذه العقاقير على صحة الجسم، بل تؤثر على الصحة النفسية والسلوكيات، إذ تتسبب في ظهور الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب وازدياد السلوكيات العدوانية والغضب.

ويجدر بالذكر أن تناول الستيرويدات الابتنائية الأندروجينية لتحسين الأداء الرياضي يُحظر من قبل معظم المنظمات الرياضية، وهو أمر غير قانوني.

صورة تعبيرية \ شترستوك

هرمون أندروستينديون يزيد من مخاطر السكتات الدماغية وأمراض القلب

الأندروستينديون هو هرمون تفرزه الغدد الكظرية والمبيضان والخصيتان، ويتحول عادة إلى هرمون التستوستيرون وشكل من أشكال هرمون الاستروجين في كل من الرجال والنساء.

تروج مجلات الرياضيين وكمال الأجسام لقدرة هذا الهرمون على السماح للرياضيين بالتدريب بقوة أكبر والتعافي بسرعة أكبر، لكن الدراسات العلمية تدحض هذه الادعاءات، وتؤكد أن الأندروستينيون التكميلي لا يزيد من هرمون التستوستيرون، وأن عضلاتك لا تزداد قوة مع استخدامه، كما يشير موقع WebMD للطب والصحة.

يسبب هرمون الأندروستينيون ظهور حَبّ الشّبَاب وقلة إنتاج الحيوانات المنوية وتقلص الخصيتين وتضخم الثديين عند الرجال.

أما عند النساء، فقد يسبب خشونة الصوت والصلع الذكوري.

كما يمكن أن يتلف القلب والأوعية الدموية، ويزيد مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى الجنسين.

هرمون النمو البشري قد يسبب الإصابة بالسكري وضغط الدم

هرمون النمو البشري هو هرمون له تأثير ابتنائي يأخذه الرياضيون لتحسين كتلة العضلات وأدائها. ومع ذلك لم يظهر بشكل قاطع أنه يحسن القوة أو القدرة على التحمل.

يتوفر هرمون النمو البشري فقط بوصفة طبية، ويتم إعطاؤه عن طريق الحقن، لكن الكثير من الرياضيين يأخذونه من دون متابعة طبية وبكميات تفوق المسموح به.

تتراوح التأثيرات الضائرة المتعلقة بهرمون النمو البشري في شدتها، وقد تشمل ألم المفاصل وضعف العضلات واحتباس السوائل.

وقد تتسبب أيضاً بالإصابة بداء السكري ومشاكل في الرؤية وضعف تنظيم الجلوكوز وارتفاع ضغط الدم، وفقاً لموقع Mayoclinic.

هرمونات كمال الأجسام
صورة تعبيرية \ شترستوك

الإرثروبويتين قد يسبب الانصمام الرئوي

الإرثروبويتين هو نوع من الهرمونات المستخدمة لعلاج فقر الدم لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى الحادة، إذ يزيد من إنتاج خلايا الدم الحمراء والهيموغلوبين، وهو البروتين الذي ينقل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم.

يحسن تناول إرثروبويتين من حركة الأوكسجين إلى العضلات؛ لذلك يستخدم الإيبوتين، وهو شكل اصطناعي من إرثروبويتين، بشكل شائع من قِبل لاعبي كمال الأجسام، بهدف زيادة تحمُّل العضلات وإيصال الأوكسجين لها بشكل أفضل.

لكن تناول هذا الهرمون قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وانسداد أحد الشرايين في الرئة، أو ما يُعرف بـ(الانصمام الرئوي).

مدرّات البول قد تُسبب الجفاف الشديد

مدرات البول هي الأدوية التي تُغير التوازن الطبيعي للسوائل والأملاح (الشوارد) في الجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى الجفاف.

ولأن فقدان الماء يمكن أن يؤدي إلى تقليل الوزن يلجأ اللاعبون الرياضيون لتناول مدرات البول، كما أنها قد تساعدهم على اجتياز اختبارات الأدوية عن طريق تخفيف تركيز بولهم، لإخفاء أثر تناولهم للهرمونات والعقاقير الأخرى.

لكن تناول مدرات البول بأي جرعة، حتى الجرعات الموصى بها طبياً، فقد يعرض الشخص للإصابة بالجفاف وتشنجات العضلات والدوخة ونقص البوتاسيوم وانخفاض ضغط الدم وفقدان التوازن وفي حالات 

شديدة الموت.

الكرياتين قد يكون آمناً ولكن..

يتناول العديد من الرياضيين المكملات الغذائية بدلاً من عقاقير تحسين الأداء، أو بالإضافة إليها، لأنها من دون وصفة طبية كمساحيق أو حبوب. 

يعتبر الكرياتين من أكثر المكملات شيوعاً بين الرياضيين، وهو مركب طبيعي ينتجه جسمك، ويساعد عضلاتك على إطلاق الطاقة.

ورغم أن الكرياتين يساعد العضلات على إنتاج المزيد من الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP)، الذي يخزن وينقل الطاقة في الخلايا، وقد يفيد في رفع الأثقال أو الركض السريع، ولكن لا يوجد دليل على أن الكرياتين يعزز الأداء في الرياضات الهوائية أو رياضات التحمل.

يعتبر استخدام الكرياتين بالجرعات الموصى بها من قبل الشركات المصنعة آمناً، ولكن لا توجد دراسات تبحث في الفوائد طويلة المدى ومخاطر مكملات الكرياتين.

كما تشمل الآثار الجانبية المحتملة لتناول كميات كبيرة من الكرياتين تقلصات المعدة وتشنجات العضلات وزيادة الوزن، التي من المرجح أن تكون نتيجة لاحتباس الماء أكثر من زيادة كتلة العضلات.

المنشطات
صورة تعبيرية \ شترستوك

المنشطات تضر أكثر مما تنفع

يستخدم بعض الرياضيين المنشطات لتحفيز الجهاز العصبي المركزي، وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.

كما أنها تقلل الشعور بالتعب، وتزيد القدرة على التحمل، وتقمع الشهية وتزيد اليقظة.

وتشمل المنشطات الشائعة الكافيين والأمفيتامينات. وغالباً ما تحتوي مشروبات الطاقة، التي تحظى بشعبية بين العديد من الرياضيين، على جرعات عالية من الكافيين والمنشطات الأخرى.

ورغم أن المنبهات يمكن أن تعزز الأداء البدني فإن لها آثاراً جانبية يمكن أن تضعف الأداء الرياضي، بما في ذلك:

  • العصبية والتهيج، ما يجعل من الصعب التركيز في المباراة.
  • الأرق، والذي يمكن أن يمنع الرياضي من الحصول على قسط من النوم.
  • تجفيف.
  • الإدمان الذي يجعل الرياضيين يحتاجون إلى كميات أكبر لتحقيق التأثير المطلوب، لذلك سيأخذون جرعات أعلى بكثير من الجرعة الطبية المسموحة.

وقد تشمل الآثار الجانبية الأخرى:

  • خفقان القلب
  • فقدان الوزن
  • الارتعاش
  • ارتفاع ضغط الدم الخفيف
  • الهلوسة
  • السكتة الدماغية
  • النوبة القلبية ومشاكل الدورة الدموية الأخرى
تحميل المزيد