في معظم الدول العربية والإسلامية تتمثل طقوس عيد الفطر بأداء صلاة العيد، ثم البدء بالزيارات العائلية وصلة الرحم، وتقديم أصناف معينة من الحلويات، أما الأطفال فلهم الحصة الأكبر من هذه الطقوس، إذ يرتدون ملابس جديدة ويحصلون على الكثير من النقود ويزورون الملاهي، لكن بعض الدول أضافت لمساتها الخاصة لطقوس الاحتفال بعيد الفطر، فهل كنتم تعلمون مثلاً أن مسلمي جزر القمر يلتقون في حلبات المصارعة في أول يوم من أيام العيد؟
تعالوا نعرفكم على طقوس طريفة ومختلفة للاحتفال بالعيد عند عدد من الشعوب الإسلامية:
طقوس عيد الفطر في الدول الإسلامية
حلبة المصارعة.. ساحة اللقاء في العيد في جزر القمر
اختار سكان جزر القمر أن يكون أول أيام العيد هو افتتاح لبطولة المصارعة الحرة التي يتنافس من خلالها مرشحون من الجزر الثلاث: أنجوان وموهيلي وجزيرة القمر الكبرى.
وتقام بطولة المصارعة الحرة في جزر القمر على امتداد أيام العيد الثلاثة، ليحصل الفائز في النهاية على كأس البطولة. وتجتذب هذه البطولة جمهوراً واسعاً من الرجال والنساء والأطفال الذين يتجمهرون في العيد لمشاهدة المصارعين.
وإلى جانب هذا الطقس الطريف، لدى سكان جزر القمر طقوس تقليدية شائعة في بلدان أخرى، مثل طقس "إعطاء اليد"، وهو مصطلح يشير إلى تهنئة الأقارب والأصدقاء بمناسبة العيد، فيقال: "هل أعطيت فلاناً يدك؟" بمعنى: "هل هنأته في العيد؟".
مواكب السلاطين والأمراء في نيجيريا
يعتبر عيد الفطر في نيجيريا فرصة لحضور "مواكب الأمراء والسلاطين"، ففي كل عيد يتجه الأمراء بموكب فخم إلى الجامع لأداء صلاة العيد، ويتجمهر النيجيريون حول الموكب لمشاهدة الأمير وحاشيته، وما يجعل الأمر مسلياً هو حضور فرقة من الفنانين مرافقة للموكب، بهدف تسلية الأمير على طول الطريق بالتواشيح والمواويل الشعبية النيجيرية.
ومن الطقوس البارزة في عيد الفطر في نيجيريا ارتداء المسلمين ملابس موحدة والذهاب لأداء صلاة العيد معاً.
موائد الوزراء في ماليزيا
لا تقتصر احتفالات عيد الفطر في ماليزيا على المسلمين فقط، إذ يشاركهم فرحتهم العديد من الماليزيين من أتباع الديانات الأخرى مثل المسيحية والبوذية والهندوسية.
وتقام صلاة العيد في الساحات العامة، ثم تبدأ الاحتفالات التي يحضرها جميع الماليزيين، ولعل "موائد الوزراء" أبرز ما يميز تلك الاحتفالات.
ففي كل عيد تخصص الحكومة الماليزية ميزانية خاصة لكل وزير -حتى لو لم يكن مسلماً- كي يقيم الولائم وموائد الطعام المفتوحة للشعب احتفالاً بالعيد. ويستقبل الوزراء الجماهير الماليزية سواء من المسلمين أو غير المسلمين في هذه المناسبة.
كسر البيض في أفغانستان
للأطفال في أفغانستان طقس مميز للاحتفال بعيد الفطر، يدعى "كسر البيض"، ففي أول أيام العيد تمتلئ الحدائق والساحات بباعة البيض المسلوق الذي يشتريه الأطفال الصغار ويحاولون كسره على رؤوس بعضهم البعض.
كذلك يقوم الأطفال بتلوين البيض والعودة إلى المنزل بكمية كبيرة منه.
الحناء في المغرب
تعتبر الحناء طقساً مرافقاً للعديد من المناسبات والأفراح في عدد من الدول العربية، لكنها ترتبط في المغرب ارتباطاً وثيقاً بعيد الفطر، فبعد صلاة العيد تبدأ النساء بنقش الحنة على أيديهن وأرجلهن استعداداً لبدء زيارات العيد العائلية.
كذلك هناك بعض المأكولات المرتبطة بعيد الفطر، فغالباً ما يتم تحضير "التقلية" على سبيل المثال، ويحضر أيضاً ما يعرف بـ"قضبان الشواء".
حرق الحطب في اليمن
للإخوة اليمنيين عادة غريبة يستقبلون بها عيد الفطر، فيقومون بجمع كومة من الحطب في أول أيام العيد وحرقها، وذلك حزناً على مفارقة شهر رمضان الكريم.
وكما في عيد الأضحى، يقوم اليمنيون أيضاً بنحر الذبائح في عيد الفطر وتوزيع لحومها على الأصدقاء والجيران.
إطلاق النار في الصومال
يستقبل الصوماليون أول أيام العيد تماماً كما يستقبلون أول أيام رمضان، وذلك بإطلاق النار بعد التأكد من رؤية الهلال.
بعد ذلك تبدأ طقوس العيد التقليدية، المتمثلة في زيارة الأقارب ونحر الذبائح عند بعض العائلات لتوزيع لحومها على الفقراء.
زيارة الموتى في سوريا
لا تقتصر طقوس أول أيام عيد الفطر في سوريا على زيارة الأقارب والأصدقاء من الأحياء فقط، إذ يقوم الرجال والنساء في العديد من المدن والقرى السورية بزيارة المقابر بعد صلاة العيد، لقراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم على أرواح موتاهم.
التهلولة في سلطنة عمان
يتلو المسلمون في سلطنة عمان "التهلولة" في أول أيام عيد الفطر. وهي نص روحاني ينطوي على تبجيل الله وتعظيمه وشكره على فضله ونعمته.
كذلك يمارس العمانيون الطقوس التقليدية الخاصة بعيد الفطر من زيارات عائلية لتبادل التهاني وتحضير الحلويات الخاصة بالعيد وارتداء الملابس الجديدة.