خفقان القلب هو الإحساس بأن قلبك يزيد العدد المعتاد لخفقاته المعتادة في الدقيقة، فتشعر بأن ضرباته تتلاحق أو أنه يعاني من نبضة إضافية. قد تشعر بأن قلبك يتسارع أو يرفرف، وهي الحالة الصحية التي تُسمّى "خفقان القلب".
الشعور المزعج والمؤلم أحياناً بتسارع ضربات القلب قد يبدأ في الارتداد في أعضاء جسمك عند شدته، فقد تشعر به يتردد في صدرك أو رقبتك أو حلقك. وبالفعل قد يتغير إيقاع قلبك أثناء هذا الشعور بالخفقان.
في معظم الحالات يكون خفقان القلب غير ضار ويهدأ تدريجياً من تلقاء نفسه دون الحاجة للتدخل الطبي أو تلقي علاج. ولكن في حالات أخرى معينة، قد يكون خفقان القلب مؤشرًا على حالة كامنة أكثر خطورة تستلزم المراجعة وإلا هددت صحة الشخص المصاب.
أسباب خفقان القلب
يمكن أن يكون لحالة خفقان القلب السريع مجموعة واسعة من الأسباب التي تشمل المشاعر القوية والأدوية وعوامل نمط الحياة. لكن في بعض الحالات، يمكن أن تكون ناجمة عن حالة طبية تؤثر على قلبك أو جزء آخر من جسمك.
ومع ذلك فإن الإحساس بالخفقان في القلب أمر شائع. إذ تُقدر دراسة منشورة بموقع NCBI العلمي للأبحاث، في أغسطس/آب عام 2021، أن نحو 16% من زيارات الأطباء حول العالم تحدث بسبب شعور خفقان القلب.
ولفتت الدراسة أيضاً إلى أنها السبب الثاني الأكثر شيوعًا لزيارة الناس لطبيب القلب أو العيادات المتخصصة في صحة القلب.
حالات صحية تسبب خفقان القلب
وبحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، تشمل الأسباب الأخرى المحتملة لخفقان القلب ما يلي:
- عند المعاناة من المشاعر القوية مثل القلق أو الخوف أو التوتر. وتحدث الحالة غالباً أثناء نوبات الهلع وحالات الفزع الشديدة.
- عند بذل طاقة جسدية والقيام بنشاط بدني قوي.
- عند تناول الكافيين أو النيكوتين أو العقاقير المحظورة.
- عند المعاناة من الحالات الطبية المحددة، بما في ذلك أمراض الغدة الدرقية وانخفاض مستوى السكر في الدم وفقر الدم وانخفاض ضغط الدم والحمى والجفاف.
- التغيرات الهرمونية أثناء الحيض أو الحمل أو قبل انقطاع الطمث. وفي بعض الأحيان، يكون خفقان القلب أثناء الحمل علامات على فقر الدم.
- كأثر جانبي عند تناول بعض الأدوية، بما في ذلك حبوب التخسيس، ومزيلات الاحتقان، وأجهزة استنشاق الربو، وبعض الأدوية المستخدمة للوقاية من عدم انتظام ضربات القلب (مشكلة خطيرة في نظم القلب) أو علاج خمول الغدة الدرقية.
- بعض المكملات العشبية والغذائية التي تسبب خفقان القلب.
خفقان القلب نتيجة تناول أطعمة معينة
يعاني بعض الأشخاص من خفقان القلب بعد تناول وجبات دسمة غنية بالكربوهيدرات أو السكر أو الدهون. في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الجلوتامات أحادية الصوديوم (MSG) أو النترات أو الصوديوم إلى إحداثها أيضاً. وهي الأطعمة الحريفة والمالحة التي تحتوي على العديد من المواد الصناعية والمحسّنات.
في السياق نفسه، إذا كنت تعاني من خفقان القلب بعد تناول أطعمة معينة، فقد يكون ذلك بسبب حساسية الطعام. حينها يجب مراقبة نظامك الغذائي واستشارة الطبيب المتخصص لإجراء الفحوصات اللازمة.
عرضاً خطيراً للمعاناة من أمراض القلب
يمكن أن تكون حالات خفقان القلب مرتبطة أيضًا بأمراض عضوية تصيب صحة القلب وقدرته على العمل بكفاءة. عندما يكون هذا هو السبب، فمن المرجح أن تُصاب بخفقان القلب المزمن.
وتشمل أمراض القلب المرتبطة بالخفقان ما يلي وفقاً لموقع WebMD للصحة والمعلومات الطبية:
- المعاناة من نوبة قلبية سابقة.
- المعاناة من مرض القلب التاجي.
- فشل القلب.
- مشاكل صمام القلب.
- مشاكل عضلة القلب.
متى تقوم بزيارة الطبيب؟
الخفقان غير المتكرر والذي يستمر لبضع ثوانٍ فقط لا يحتاج عادةً إلى الحصول على رأي الطبيب أو التوجه لعيادات الطوارئ.
ولكن إذا كان لديك تاريخ من أمراض القلب وتعاني من خفقان القلب بشكل متكرر أو بصورة تزداد سوءاً مع الوقت، يجب التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
قد تحتاج إلى اختبارات مراقبة القلب لمعرفة ما إذا كان الخفقان ناتجاً عن مشكلة قلبية أكثر خطورة.
وبشكل عام، ينصح موقع Mayo Clinic للمعلومات الطبية، بطلب العناية الطبية الطارئة إذا تزامن خفقان القلب لديك مع ما يلي من الأعراض الجانبية الأخرى:
- الشعور بالانزعاج والضيق أو الألم في الصدر.
- التعرُّض للإغماء وفقدان الوعي.
- الشعور بضيق شديد في التنفس.
- المعاناة من الدوار الشديد.
- عدم القدرة على العيش بصورة طبيعية بسبب الخفقان.
علاج خفقان القلب
يعتمد العلاج في تلك الحالة على سبب الخفقان. وبالتالي سيحتاج طبيبك إلى معالجة أي حالات طبية أساسية بعد معرفة الأسباب الأساسية الكامنة.
ومع ذلك، أحياناً قد لا يتمكن الأطباء من معرفة السبب الطبي. حينها قد تتمكن من تقليل الأعراض عن طريق اتباع الخطوات التالية، وفقاً لموقع Cleveland Clinic الطبي:
1- إدارة التوتر والقلق في حياتك اليومية: قد يساعد تضمين تقنيات الاسترخاء في روتينك الأسبوعي في تقليل خفقان القلب الناتج عن التوتر أو القلق. وذلك من خلال بذل النشاط البدني وتمارين التنفس واليوجا وغيرها.
2- تجنب المحفّزات: حاول تجنب أو تقليل تناول الكافيين وبعض العقاقير المحظورة التي تعمل كمنبهات ومنشطات ويمكنها أن تسبب خفقان القلب. كذلك اسأل طبيبك عما إذا كانت أي من الأدوية الموصوفة لك تحتوي على منبهات يمكن أن تسبب خفقان القلب.
3- مراقبة نظامك الغذائي: يمكن أن يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى زيادة خطر إصابتك بخفقان القلب. لذلك قد يساعد استبدال السكر والكربوهيدرات البسيطة الأخرى بالكربوهيدرات المعقدة في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم. مثلاً، قم باستبدال المشروبات الغازية السكرية والمخبوزات بعصير الفاكهة الطبيعي والحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات الطازجة.
4- الإقلاع عن التدخين إذا كنت تدخن: في مراجعة لعدد من الدراسات نُشرت في عام 2018 بمجلة Sage العلمية، وجد الباحثون دليلاً على أن الأشخاص الذين يدخنون هم أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالرجفان الشرياني، وهو السبب الأكثر شيوعاً لعدم انتظام ضربات القلب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.