“إنجاز مثير” للمساهمة بمواجهة “السرطان”.. علماء يطوّرون أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بعودة الأورام للمرضى

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/23 الساعة 11:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/23 الساعة 11:45 بتوقيت غرينتش
علاج جديد للسرطان للمرضى الذين استنفدوا كل الوسائل

طوّر أطباء وعلماء أداة ذكاء اصطناعي، يمكنها التنبؤ بدقة بمدى احتمالية نمو الأورام مرة أخرى لدى مرضى السرطان، بعد خضوعهم للعلاج، الأمر الذي قد يسهم بشكل إيجابي في تحسين الرعاية بالمصابين ومواجهة المرض.

صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 23 أبريل/نيسان 2022، إنه يمكن لهذا الإنجاز، الذي وصفه أطباء الأورام الإكلينيكيون بأنه "مثير"، أن يُحدِث ثورة في مراقبة المرضى، ففي حين أنَّ التقدم في العلاج في السنوات الأخيرة قد عزّز فرص البقاء على قيد الحياة، لا يزال هناك خطر من عودة المرض.

تعتبر مراقبة المرضى بعد العلاج أمراً حيوياً لضمان التعامل مع أي تكرار للسرطان تعاملاً فورياً، ومع ذلك، يميل الأطباء حالياً إلى الاعتماد على الأساليب التقليدية، بما في ذلك تلك التي تركز على الحجم الأصلي للسرطان وانتشاره، للتنبؤ بمدى نجاح المريض في المستقبل.

حددت الآن دراسة، هي الأولى عالمياً، أجرتها مؤسسة Royal Marsden NHS Foundation Trust ومعهد أبحاث السرطان في لندن وإمبريال كوليدج لندن، نموذجاً يستخدم التعلم الآلي -وهو نوع من الذكاء الاصطناعي- يمكنه التنبؤ بخطر عودة السرطان، وبأداء أفضل من الأساليب الحالية.

الدكتور ريتشارد لي، الطبيب الاستشاري في طب الجهاز التنفسي والتشخيص المبكر في Royal Marsden قال إن "هذه خطوة مهمة للأمام في القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم أي المرضى هم الأكثر تعرضاً لخطر تكرار الإصابة بالسرطان، واكتشاف هذا الانتكاس في وقت أقرب حتى تكون إعادة العلاج أكثر فاعلية".

أضاف لي، كبير الباحثين في الدراسة في تصريح لصحيفة The Guardian، إنَّ هذه النتائج قد تكون حيوية ليس فقط في تحسين النتائج لمرضى السرطان، لكن أيضاً في التخفيف من مخاوفهم، إذ يمثل الانتكاس "مصدر قلق رئيسي" للكثيرين منهم. 

كذلك أعرب الطبيب عن أمله في "تخطي حدود تحسين رعاية مرضى السرطان، ومساعدتهم على العيش لفترة أطول، وتقليل تأثير المرض على حياتهم".

إلى جانب أن أداة الذكاء الاصطناعي تؤدي لاكتشاف عودة المرض مبكراً، ما يضمن تلقيهم العلاج بشكل أكثر إلحاحاً، فإنها قد تؤدي أيضاً إلى عدد أقل من فحوصات المتابعة وزيارات المستشفى غير الضرورية لأولئك الذين يعتبرون منخفضي المخاطر.

في هذا السياق، قال الدكتور لي: "إنَّ تقليل عدد عمليات الفحص المطلوبة في هذا الإعداد يمكن أن يكون مفيداً، ويقلل أيضاً من التعرض للإشعاع، وزيارات المستشفى، والاستفادة بشكل أكثر كفاءة من موارد هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

من جانبه، قال رئيس الدراسة الدكتور سوميت هندوتشا، مختص الأورام الإكلينيكي المسجل في Royal Marsden، إنه "في الوقت الحالي، لا يوجد إطار محدد لمراقبة مرضى سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، بعد العلاج الإشعاعي في المملكة المتحدة".

أضاف هندوتشا: "هذا يعني أنَّ هناك تبايناً في نوع وتكرار المتابعة التي يتلقاها المرضى، قد يكون استخدام الذكاء الاصطناعي مع بيانات الرعاية الصحية هو الحل"، ولفت إلى أن الدراسة تُعد "خطوة أولى مثيرة" نحو طرح أداة على المستويين الوطني والدولي، لتوجيه مراقبة ما بعد العلاج لمرضى السرطان.

تحميل المزيد