كثير من الناس يحزنون على خسارة حيواناتهم الأليفة المحببة، ويحزنهم الاعتقاد بأنهم لن يتمتعوا بصحبتها بعد الآن. ومع ذلك، بدأت صيحة جديدة في الأعوام الأخيرة بين المؤثرين والمشاهير والأثرياء الذين وجدوا أنفسهم غير مستعدين بعد لتوديع أنيسهم الأليف: الاستنساخ.
صيحة رائجة بين الأثرياء والمشاهير
أصبح استنساخ الحيوانات الأليفة أحدث اتجاه رائج بين الأثرياء والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
تقول كورتني أودفار-هازي، التي تمتلك حساباً شهيراً على انستجرام مخصص لكلبتها التي تُدعى "ويلو"، في تصريحات لموقع TODAY الأمريكي، إنها تمكنت من استنساخ كلابها بعد وفاة الحيوان الأليف الأصلي قبل أربع سنوات.
وقالت إنها استعانت في تلك العملية بشركة ViaGen Pets & Equine، وهي شركة تقوم بالاحتفاظ بخلايا الحيوان الأليف، ومن ثم تقوم باستنساخ تلك الخلايا لتوليد حيوان جديد من نفس نوعه وفصيلته.
وتوضح المصورة الأمريكية في مداخلتها الصحفية، أن كلبتها الأولى قُتلت عندما صدمتها سيارة عام 2018. فاتخذت كورتني قراراً باستنساخ حيوانها الأليف المحبوب، وقامت بالتواصل مع الشركة التي علمت عنها بعدما أعلنت المغنية الأمريكية المعروفة باربرا سترايسند قبل أعوام أنها استعانت بها لاستنساخ كلبتها الأليفة عند مرضها.
وتقوم الشركة التي تتخذ من تكساس مقراً لها باستنساخ الحيوانات مقابل ما يصل إلى 35.000 دولار أمريكي.
وتستخدم الشركة خلايا الحيوان الأصلي لتكوين جنين يتم نقله بعد ذلك إلى أم بديلة أو حاضنة تكون في العادة كلبة من نفس الفصيل، أو نفس طبيعة الحيوان أياً كان نوعه.
استنساخ وليس محاولة لإحياء الموتى!
تقدم شركات استنساخ الحيوانات المماثلة خدمات الاستنساخ للكلاب والقطط والخيول. ومع ذلك، هذا لا يعني أن العميل سيحصل على نسخة طبق الأصل من حيوانه الأصلي الذي شارف على الوفاة لأية أسباب.
ففي حين أن الاستنساخ قد يكون له نفس خصائص الحمض النووي والشخصية مثل الأصل ونوعية الحيوان، إلا أنه سيكون فريداً ومختلفاً وله طبيعة مستقلة فيما يتعلق بمزاجه وشخصيته وأسلوبه في التعامل مع مالكيه.
وبالتالي فإن تلك الخاصية التي توفرها الشركات لن تقوم باستعادة الحيوان الأليف الذي فقده صاحبه ويشعر بالمعاناة والأسى في التعامل مع تلك الخسارة، ولكنه على أكثر تقدير سيحصل على شبيه من نفس سلالته وجيناته.
في حين أن هذه الصيحة قد تبدو سيناريو مُقتبساً من أحد الأفلام المرعبة أو روايات الخيال العلمي، لكن اتضح أن العملية شائعة ورائجة بين طبقات معينة من المشاهير والمؤثرين في أمريكا وأوروبا والدول الغربية الغنية.
في الواقع، تم تطوير أول كلب مُستنسخ وكان يُدعى سنابي منذ عام 2005، وكانت تلك هي أول محاولة ناجحة على الإطلاق في هذا الإطار.
منذ ذلك الوقت تمكن الباحثون من استخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من "سنابي" لخلق 4 كلاب أخرى من نفس الحيوان في عام 2017 عن طريق استنساخه.
كلفة باهظة ونتائج غير مضمونة
يتكلف استنساخ كلب من شركة ViaGen في تكساس الأمريكية 5،000 دولار، بينما يتكلف استنساخ قطة نحو 35،000 دولار و 85،000 دولار للحصان.
وتتوقع الشركات المماثلة أن يصبح المزيد من المؤثرين والأثرياء حول العالم عملاء لها خلال الفترة المقبلة مع تنامي الصيحة وانتشارها المستمر.
مشاهير استعانوا بتلك الخدمة لاستعادة حيواناتهم
وقبل تداول تلك الفكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، كشفت المغنية الأمريكية باربرا سترايسند سابقاً في فبراير/شباط من العام 2018، أن لديها خلايا مأخوذة من كلبتها سامانثا، التي توفيت عام 2017، لاستخدام العينات في استنساخ الكلاب.
وبعد مرور عام، شاركت المغنية صورة لكلبيها المستنسخين فايوليت وسكارليت جالستين بجوار قبر كلبتها الراحلة سامانثا.
كذلك أعلنت مصممة الأزياء ديان فون فورستنبرج وزوجها باري ديلر جحر جاك راسل شانون أنهما دفعا مبلغ 100،000 دولار لاستنساخ كلبتهم الأليفة شانون في عام 2016.
وقامت شركة كورية تتخصص في ذات العمليات باستنساخ الحمض النووي لشانون، وأكد ممثل ديلر لصحيفة نيويورك بوست آنذاك أنه تم تطوير نسختين جديدتين من الجرو لمالكيها.
انتقادات بسبب "المشروعية الأخلاقية" للاستنساخ
وبعد أن كشفت المطربة المشهورة أن كلبتيها مستنسختان، أصدرت رئيسة مؤسسة حماية الحيوانات والدفاع عنها PETA إنغريد نيوكيرك بياناً عبر وسائل الإعلام المختلفة يُثني الناس عن استنساخ الحيوانات.
وقالت إن عملية تطوير واستنساخ الحيوانات تفاقم من تداعيات أزمة كثرة الحيوانات التي لا مأوى لها، ففي المقابل تظل هناك الكثير من الحيوانات الأخرى في الملاجئ دون بيوت ترعاها.
كما انتقدت الجمعية الأمريكية لمنع القسوة ضد الحيوانات (ASPCA) هذه الممارسة، مشيرة إلى أن هناك "مخاوف مهمة تتعلق بالرفاهية والصحة" المتعلقة بالحيوانات.
وأعربت المنظمة عن الحاجة إلى "تحليل علمي وأخلاقي لإجراءات وممارسات" الاستنساخ. معتبرةً أنه قد يكون خياراً غير أخلاقي في نهاية المطاف.
كما أن منظمات الرفق بالحيوان لديها مخاوف كبيرة بشأن هذه العمليات. على سبيل المثال، اقترح عدد من الدراسات العلمية أن الحيوانات المستنسخة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
كما يشير نقاد آخرون بحسب BBC، إلى معدل الفشل المرتفع للصناعة – العدد الكبير من الحيوانات المستنسخة التي لا تولد سليمة وقادرة على العيش.
وقد قدّر تقرير صادر عن جامعة كولومبيا في نيويورك عام 2018 أن متوسط معدل النجاح يبلغ 20% فقط.