عندما تعاني من الشعور بالتوتر والقلق قد تبدأ المعاناة فجأة من إحساس غريب في عنقك، يشبه التهاب اللوزتين، أو أن حلقك يؤلمك.
قد تشعر أيضاً بضيق في قدرتك على التنفُّس وصعوبة في البلغ أو تورم في حلقك، كما لو أنك مصاب بحالة من البرد أو الإنفلونزا الشديدة.
لكن وعلى الرغم من أننا قد نفكر في القلق على أنه مشكلة عاطفية أو عقلية ونفسية بحتة، فإنه يمكن أن يؤثر في الواقع على جسمك بعدة طرق. ويُعد التهاب الحلق مجرد واحد من العديد من الأعراض الجسدية المحتملة للتوتر.
في هذا التقرير نلقي نظرة فاحصة على كيفية تأثير القلق على الجسم وتسببه في ألم الحلق، وما هي النصائح لمنع حدوث هذا الشعور المزعج والمؤلم، ومتى قد ترغب في زيارة الطبيب؟
ما العلاقة بين القلق وأعراض التهاب الحلق؟
عندما تكون تحت الضغط أو تشعر بالقلق الشديد لفترات طويلة يتفاعل جسمك بإفراز الأدرينالين والكورتيزول في مجرى الدم بصورة كثيفة.
وبالإضافة إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، يمكن أن يؤدي إفراز هذه الهرمونات إلى مجموعة متنوعة من الاستجابات الجسدية والأعراض، وبحسب موقع WebMD الطبي تكون كالآتي:
- التنفس السريع السطحي وغير العميق.
- التنفس من خلال الفم لالتقاط جرعات أكبر.
- جفاف الحلق والسعال القلِق.
- المعاناة من الشد العضلي.
وهذه الأعراض بدورها يمكن أن تؤدي إلى:
- التهاب الحلق.
- جفاف وألم الحلق.
- ضيق التنفُّس والشعور بالاختناق.
- الحُرقة والضيق في الزور.
- خلل التوتر العضلي المسبب لبحة الصوت وصعوبة البلع.
ويُعد خلل توتر العضلات مشكلة تنسيق تشمل العضلات وأنماط التنفس المرتبطة بالصوت والقدرة على البلع بشكل طبيعي.
لذلك عندما تكون متوتراً وتشعر بالقلق الشديد يمكن أن تتوتر العضلات التي تتحكم في حنجرة صوتك، ما سيؤدي بالتبعية في حدوث بحة في الصوت أو تهدُّج الصوت أو الحاجة إلى إجهاد صوتك ورفع نبرتك حتى يتم سماعك بوضوح.
كما يحدث عسر البلع بسبب مشاعر القلق الحادة أيضاً، نظراً لما تسببه الهرمونات المتعلقة بالتوتر في الجسم. وقد وجدت دراسة علمية أن القلق هو أحد أقوى المؤشرات على صعوبات البلع.
غصة الحلق وإحساس الاختناق
إذا كانت لديك كتلة في حلقك، ولكن لا يوجد شيء في الواقع، فهذا يسمى إحساس غصة الحلق. وهي عادة ما تكون غير مؤلمة، ولكن يمكن أن تزداد سوءاً مع ارتفاع درجات القلق والتوتر لدى المصاب، وتؤدي للإزعاج الشديد.
وقد كشفت الأبحاث العلمية أن أحداث الحياة المجهدة غالباً ما تسبق ظهور تلك الأعراض.
وأن ما يصل إلى 96% من المرضى الذين يعانون من الإحساس بغصة الحلق عانوا من تفاقم الأعراض المؤلمة خلال الفترات العاطفية المُجهدة.
العوامل الأخرى لألم الحلق
إذا كنت تعاني من حالة تؤثر على حلقك بالفعل بشكل طبي جسماني، مثل الحساسية أو التهاب اللوزتين أو نزلات البرد أو ارتجاع الحمض أو ارتجاع المريء، فقد يؤدي القلق والضغط النفسي الشديد إلى تفاقم التهاب الحلق والأعراض الأخرى المرتبطة بالمنطقة.
كيف يمكنك التمييز بين أسباب التهاب الحلق المختلفة؟
يوضح موقع Calm Clinic، أنه إذا كان التهاب حلقك ناجماً عن الضغط النفسي والقلق الشديد، فمن المحتمل أن تزداد الأعراض عندما تشعر بضغط عاطفي إضافي أو التوتر.
ولكن مع دخولك في حالة من الهدوء والاسترخاء، فمن المرجح أن يبدأ شعورك بالتهاب الحلق أو ألم الحلق في التراجع، ويزول شعور الاختناق والغصة بشكل تدريجي مع الوقت.
ومع ذلك، قد لا يكون التهاب الحلق مرتبطاً لديك بالقلق فحسب، خاصة إذا استمر الألم بعد شعورك بالهدوء والاسترخاء وزوال مسببات التوتر لديك.
لذلك قد لا يكون ألم الحلق لديك بسبب القلق، خاصة إذا كانت لديك أعراض مثل:
- تورم اللوزتين.
- احتقان الأنف.
- سيلان الأنف والبلغم.
- السعال الرطب.
- الحمى.
- الغثيان والقيء.
- أوجاع وآلام في الجسم.
- صداع الرأس.
- الدوار والشعور بالإعياء.
كيف تهدئ من قلقك؟
في لحظات التوتر الشديد هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتهدئة قلقك، إما بشكل لحظي لتخفيف حدة الأعراض أو بصورة منتظمة لتقليل فرص التعرُّض لتلك الحالات في العموم، وهي كالآتي، وفقاً لموقع Healthline للصحة والطب:
1- التركيز على التنفس ببطء وعمق: تنفَّس من خلال أنفك واسمح لرئتيك بالامتلاء تماماً بالهواء، ازفر ببطء من فمك، والتقط شهيقاً عميقاً من أنفك وكرِّر العملية ببطء.
يمكنك القيام بذلك في أي مكان وفي أي وقت. إذا كان ذلك ممكناً، فقد يساعدك العثور على مكان هادئ ومريح للجلوس وإغلاق عينيك أثناء التنفس بعمق في تهدئة حالة التوتر الشديدة التي تعاني منها.
2- المشي في جولة قصيرة: اخرج وتمشى ببطء، وانتبه لخطواتك ومحيطك بدلاً من الأشياء التي تجعلك قلقاً، وركز انتباهك على حركة جسمك وما يدور في محيطك.
3- ركز على نشاط محبب: قم بتشتيت انتباهك بممارسة لعبة أو حل أحجية أو قراءة أو مشاهدة شيء يجعلك تضحك، أو من الأحب لقلبك، أو الانغماس في هوايتك المفضلة لتشيت الذهن عما يثير قلقه وارتباكه.
4- الحديث مع شخص مقرب وتسجيل أفكارك: خلال أوقات التوتر والقلق قد تساعدك الكتابة على فرز مشاعرك وتهدئة وتيرتها، كما يُعد التواصل مع شخص مقرّب أمراً مهدئاً ومساعداً على التفكير ببطء وموضوعية.
5- وعلى المدى الطويل يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لأنها تساعد في تهدئة أعصابك المتوترة. وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن والتقليل أو تجنب التدخين والكافيين كلياً.
6- كذلك تأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم، لأن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاعر القلق وعدم الاتزان العاطفي.
7- ولتعزيز ذلك الروتين الصحي يُنصح بتعلُّم التأمل وتمارين التنفس العميق. وعادة ما يكون الهدف من التأمل هو استبدال الأفكار الفوضوية في عقلك بإحساس بالهدوء من خلال التركيز على اللحظة الحالية.
متى تستشير الطبيب المتخصص؟
القلق العرضي بسبب الإجهاد والظروف الضاغطة بشكل عرضي ليس بالأمر غير المعتاد، ولا يتطلب زيارة الطبيب، خاصة إذا لم تكن لديك أعراض أخرى.
ومع ذلك، قم باستشارة طبيبك إذا عانيت مما يلي، بحسب موقع Medical News Today للصحة والمعلومات الطبية:
- عانيت بشكل متكرر من التوتر المفرط أو تعتقد أنك تعاني من نوبات القلق.
- يتدخل القلق في قدرتك على العمل أو ممارسة حياتك اليومية الطبيعية.
- لديك أعراض جسدية أخرى علاوة على التهاب الحلق وألم الحلق تثير قلقك.
تذكر أنه من الممكن أن تعاني من القلق والتهاب الحلق الناجم عن شيء آخر.
لكن إذا كنت قلقاً بشأن التهاب الحلق المتكرر لديك، وتعتقد أنه قد يكون بسبب حالة أخرى غير التوتر المزمن، فإن الأمر يستحق الحصول على تشخيص حتى تتمكن من بدء أي علاج ضروري في أقرب فرصة.