ألغت سريلانكا الامتحانات لملايين الطلاب في البلاد، بعد أن نفد ورق الطباعة، وتزامن ذلك مع تعرض البلاد لأسوأ أزمة مالية تمر بها منذ استقلالها عام 1948، إذ تواجه كولومبو شُحاً في العملات الصعبة لتمويل الواردات.
الهيئات التعليمية في سريلانكا قالت، السبت 19 مارس/آذار 2022، إن امتحانات الفصل الدراسي التي كان مُقرراً عقدها بداية من الأسبوع التالي، تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب النقص الحاد في الورق.
كذلك أوضحت إدارة التعليم في المقاطعة الغربية أنه "لا يستطيع مديرو المدارس عقد الامتحانات بسبب عجز دور الطباعة عن تأمين نقد أجنبي لاستيراد الأوراق والحبر اللازمين"، بحسب ما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 20 مارس/آذار 2022.
الصحيفة نقلت عن مصادر رسمية – لم تسمها – قولها إن المشكلة قد تضطرهم إلى إيقاف امتحانات ما يقرب من ثلثي الطلاب في البلاد، ويبلغ عددهم 4.5 مليون طالب، وتُعد امتحانات الفصول الدراسية جزءاً من عملية تقييم مستمرة لتقرير انتقال الطالب إلى المرحلة الدراسية التالية في العالم التالي.
جاءت الأزمة الاقتصادية المنهِكة إثر نقصٍ في احتياطي النقد الأجنبي اللازم لتمويل الواردات الضرورية، وأدى إلى تعرُّض البلد لنقص في الموارد الغذائية والوقود والمستحضرات الدوائية.
بسبب ذلك، أعلنت الدولة التي تقع في جنوب آسيا ويبلغ تعدادها السكاني 22 مليون نسمة، نهاية الأسبوع الماضي، أنها ستسعى للحصول على مساعدة صندوق النقد الدولي لحل أزمة الدين الخارجي المتفاقمة ودعم الاحتياطيات الخارجية.
من جانبه أكد صندوق النقد الدولي يوم الجمعة 18 مارس/آذار 2022 أنه ينظر في طلب الرئيس غوتابايا راجاباكسا المفاجئ الذي تقدم به.
وسط هذه الأزمة الاقتصادية، ينبغي أن ترد سريلانكا هذا العام ما يقرب من 6.9 مليار دولار من ديونها، في وقت بلغ فيه احتياطي النقد الأجنبي بالبلاد 2.3 مليار دولار فقط في نهاية فبراير/شباط 2022.
كانت سريلانكا قد طالبت مطلع هذا العام من الصين -واحدة من أهم مموليها- مساعدتها في تأجيل سداد الديون لكن بكين لم تعط بعد رداً رسمياً.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه على وقع الأزمة الاقتصادية، اصطفت الطوابير الطويلة في أنحاء البلاد للحصول على أغراض البقالة والنفط، في حين فرضت الحكومة انقطاعات كهربائية بالتناوب ورشدت توزيع الحليب المجفف والسكر والعدس والأرز.