اضطراب جنون العظمة أو ما يُعرف باضطراب بارانويا (PPD) هو واحد من الحالات التي تُسمى اضطرابات الشخصية "مجموعة أ" الأساسية الأكثر شيوعاً، والتي تتضمن طرق تفكير مضطربة أو سلوكيات غريبة الأطوار.
ويعاني الأشخاص المصابون بجنون الارتياب أو جنون العظمة من مشاعر حادة وسلبية مثل انعدام الثقة والشك في الآخرين، حتى عندما لا يكون هناك سبب واضح للشك والارتياب.
وتبدأ أعراض المصاب بالاضطراب في الظهور عادة مع بداية مرحلة البلوغ، وغالباً ما تكون البارانويا أكثر شيوعاً بين الرجال منها بين النساء.
ما هي أعراض اضطراب بارانويا؟
دائماً ما يعتقد الأشخاص المصابون بجنون العظمة أو البارانويا أن الآخرين يحاولون باستمرار تحقيرهم أو إيذائهم أو تهديد أمنهم وسلامتهم ومصلحتهم.
وقد تتداخل هذه المعتقدات التي عادة ما لا يكون لها أساس من الصحة، بالإضافة إلى عادات اللوم وعدم الثقة والتشاؤم، مع قدرة الشخص على تكوين علاقات وثيقة والعيش بصورة طبيعية.
وعادة ما يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب مما يلي بحسب موقع WebMD للصحة والمعلومات الطبية:
- الشك في التزام الآخرين أو ولائهم أو مصداقيتهم، والاعتقاد أن الآخرين استغلاليين أو مخادعين.
- الإحجام عن الوثوق في الآخرين، والامتناع عن الكشف عن معلومات شخصية خوفاً من استخدام هذه المعلومات ضدهم.
- عدم التسامح وحمل الضغائن وتذكُّر الصدمات.
- شدة الحساسية للنقد والتعليقات.
- محاولة استبطان معانٍ خفية في أقوال ونظرات وأفعال الآخرين.
- الشعور بالتهديد وسرعة الغضب والرغبة في الانتقام.
- الشكل الدائم في ولاء وإخلاص شريك/شريكة الحياة.
- البرود العاطفي والسيطرة المفرطة والغيرة في العلاقات.
- الاعتقاد الدائم أنهم على حق في أي اختلافات أو نقاشات.
- الشعور الدائم بصعوبة الاسترخاء.
- المعاناة من اضطرابات القلق والتوتر المزمن والاكتئاب.
- التغيرات المزاجية الحادة.
- العدوانية والعناد وإثارة الجدل والمشكلات.
أسباب الإصابة بـ "البارانويا" أو جنون العظمة
رغم تقدم البحث العلمي الكبير في مجال طب النفس، لكن حتى اليوم لم يتم التعرُّ على أسباب أساسية في إصابة الشخص باضطراب جنون العصبي بارانويا.
ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية يمكن أن تؤدي إلى ذلك الاضطراب بشكل تدريجي.
على سبيل المثال، ينتشر الاضطراب في كثير من الأحيان في العائلات التي لديها تاريخ من أمراض الفصام والاضطراب الوهمي والذهان. كما قد تكون صدمة الطفولة المبكرة عاملاً مساهماً أيضاً.
وتشمل العوامل المساهمة الأخرى ما يلي بحسب موقع Heathline للصحة:
- الأشخاص الذين تعرضوا لضيق العيش والظروف المادية القاسية.
- الذين عانوا من الانفصال أو الطلاق بين والديهم أو أنفسهم.
- الذين لم يتمكنوا من الزواج أبداً أو توفي عنهم شريك حياتهم.
خيارات علاج البارانويا
بالرغم من قابلية الاضطراب للعلاج كباقي الحالات التي تؤثر على الصحة النفسية والعقلية للشخص، فإن معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة غالباً ما يعتقدون أن أعراضهم مبررة ولا يُخطئون أنفسهم إلا نادراً لكي يتلقوا العلاج من الأساس.
ولكن في حال اتخاذ القرار بالعلاج فعلاً وملاحظة المصاب لما يعانيه من مشكلات، يمكن للعلاج بالكلام أو العلاج النفسي السلوكي أن يفيد الأشخاص الراغبين في قبول العلاج.
وفي العادة يساعد العلاج النفسي في:
- تعلُّم كيفية التعامل مع الاضطراب.
- تعلُّم كيفية التواصل الصحيح مع الآخرين في المواقف الاجتماعية.
- التقليل من حدة مشاعر البارانويا والشك والخوف من الآخرين.
كذلك يمكن أن تكون الأدوية مفيدة أيضاً في إدارة الحالة، خاصةً إذا كانت مصحوبة باضطرابات نفسية أخرى ذات صلة، مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق.
وتشمل الأدوية التي يمكن وصفها: مضادات الاكتئاب، والبنزوديازيبينات، ومثبتات المزاج.
كما يساعد الحصول على الخيارين في تعافي المصاب بجنون العظمة. وبشكل رئيسي، تعتمد فرص المصاب في التعافي على استعداده النفسي وقبوله لمشكلته وعزمه على علاجها.
ضرورة الالتزام بالعلاج
في حال لم يستمر الشخص في العلاج أو وجد أنها بلا جدوى وشعر بالإحباط أو حتى عدم الحاجة للعلاج النفسي، فقد تتفاقم الحالة وتصل لمراحل تعيقه عن العيش بصورة سليمة.
وقد يصبح مهدداً بخسارة الأشخاص والفرص وعدم القدرة على الأداء الوظيفي والأكاديمي.
وبالمقارنة، فإن الأفراد الذين يقبلون العلاج قد يواجهون صعوبة أقل في الحفاظ على الوظيفة والحفاظ على علاقات صحية. ومع ذلك، جدير بالذكر هنا أنه يجب أن يستمر المصاب باتباع العلاج طوال حياته.
لأنه لا يوجد علاج جذري للبارانويا؛ فهي تستمر على مدار الحياة، ويمكن السيطرة عليها فقط بالرعاية والدعم والعلاج النفسي الدائم.