البشر ليسوا الوحيدين الذين يُهدون إلى شركائهم أحجاراً كريمة من باطن الأرض، فهناك حيوانات تقدم هدايا مثل طيور البطريق، التي تبذل مجهوداً كبيراً في التنقيب والبحث عن الحصاة المثالية، ثم تحملها في فمها طوال الطريق؛ لجذب الشريك.
الحصول على رضا الشريك ممارسة لا تنحصر على جنس البشر، بل منتشرة في عالم الحيوانات.
نتعرف في هذا التقرير على حيوانات أبهرت العلماء بسلوك إهداء الشريك أو إغوائه وكل ذلك باسم الحب.
بطريقُ غنتو يلجأ للسرقة لتقديم أفضل هدية
يصعب على البطريق أن يتميز عن سائر البطاريق، عكس الطيور الأخرى التي تتفاخر بريشها وألوانها وحركاتها. لذا يلجأ ذكر بطريق غنتو إلى تقديم الهدايا.
الهدية هي حجر أو حصاة، ولاحظ العلماء أن بطريق غنتو يبحث جاهداً عن الحصاة المثالية، واضعاً في حساباته حجمها وملمسها بينما يفتش بلا كلل في الحصى المتناثر على شواطئ قارة أنتاركتيكا، حسب ما نشره موقع Willy Wilderness.
وهذا الحجر هدية هامة بالنسبة لوليفته أو شريكته وأم صيصانه مستقبلاً، وهو ليس للزينة، بل ستستخدمه شريكته لبناء العش الذي سيشهد خروج الصيصان الجديدة للعالم من البيضة.
ومن أجل كل هذا، لاحظ العلماء أن بعض البطاريق قد تلجأ لسرقة الحجارة المميزة من البطاريق الأخرى، وكله في سبيل إرضاء الحبيب.
العنكبوت يقدم هديته ملفوفة
لعل أجمل ما في الهدية طريقة تغليفها وألوانها التي تخطف الأنظار، وهذا ما يراهن عليه ذكور العناكب.
تقدم العديد من أنواع العناكب الهدايا إلى الإناث، وذلك بعد تغليفها بالحرير.
يحاول ذكور عنكبوت Paratrechalea المزخرف، الذي يستوطن أمريكا الجنوبية، زيادة فرصه في التزاوج، من خلال تقديم لقمة طعام لذيذة ملفوفة بحرير العنكبوت.
واتضح لدى دارسي هذه الحشرات القاتلة، أنه كلما كانت العبوة أكبر- أي كلما زاد حجم الطعام بالداخل- كانت فرص نجاح الذكر أفضل، حسب ما نشره موقع Discover Magazine.
الطريق لقلب أنثى الصرد الرمادي معدتها
قد لا تكون المطاعم الفاخرة على قائمة خيار هذا الطير، لكن الصرد الرمادي لا يعجز عن العثور على الهدية المناسبة ضمن قائمة طعام طبيعية و"عضوية".
يعيش هذا الطير في معظم أنحاء أوروبا وشمال إفريقيا وأجزاء من آسيا، وهو طير مُحب للحوم.
لذا، يجذب الذكر شريكته بهدايا من السحالي والصراصير والحيوانات الصغيرة، وإذ يدرك أن أقصر طريق لقلب الأنثى هو معدتها، فهذه الهدية المُغذية تساعد الإناث على وضع بيض قوي، حسب ما اكتشفه العلماء.
قرد بونوبو وعطاء بلا مقابل
لا يتوقع قرد بونوبو أو ما كان يُعرف بـ"الشمبانزي القزم" أيَّ مقابل من هداياه. بل يقدم طعاماً مثل التفاح والموز إلى قرود البونوبو الأخرى التي ليست جزءاً من مجموعته.
تقدّم هذه الرئيسات هدايا للغرباء، لأنها تستمتع بالتفاعلات الجديدة وتوسيع شبكتها الاجتماعية.
القطط والكرم الغريب
يشهد العديد من مُحبي القطط على الروح الكريمة لهذه الحيوانات الأليفة.
إذ جرت العادة بأن يجد أصحاب القطط حيوانات صغيرة وحشرات اصطادتها القطط في مكان معين من المنزل أو في الحديقة.
تشكل هذه الطيور النافقة والفئران التي تتركها القطط لأصحابها تجسيداً لاهتمام هذه القطط بأصحابها.
فأمهات القطط تصطاد الحيوانات وتعيدها ميتة؛ لتعليم صغارها من الهررة كيفية الصيد.
تفعل القطط المنزلية الشيء نفسها، حيث تجلب فريستها إلى المنزل؛ حتى يتمكن أصحابها من تعلُّم كيفية قتل طعامهم بدلاً من شرائه من السوبرماركت ربما!
الدلافين تهدي البشر
في عام 2020 عندما أجبرت أزمة كورونا الناس على الانكفاء داخل منازلهم، لاحظ العاملون في مركز إطعام الدلافين السياحي بأستراليا أن الدلفين ميستيك الأحدب البالغ من العمر 29 عاماً، بدأ في تقديم هدايا من ثمار البحر من عمق المحيط للعاملين بمقهى المركز.
وقدَّم الدلفين ميستيك الشعاب المرجانية والأصداف والزجاجات والخشب مقابل قطع لذيذة من الأسماك.
ووفقاً لـABC الأسترالي، قال الموظفون إن ميستيك لم يتم تدريبه على القيام بذلك، ولكن نظراً إلى أنه لاحظ تراجُع عدد الزوار في أثناء الجائحة، كان حريصاً على الاتصال البشري الذي تراجع فجأة.