أعلنت لجنة التجارة الفدرالية الأمريكية (FTC)، وهي وكالة مستقلة تابعة للحكومة، أن محتالين سرقوا عبر تطبيقات المواعدة 547 مليون دولار من الأحباء في عام 2021، بزيادة صادمة بنسبة 78% عن الرقم القياسي السابق البالغ 307 ملايين دولار في عام 2020، طبقاً لما أوردته صحيفة The New York Post الأمريكية، الأحد 12 فبراير/شباط 2022.
حيث ارتفع عدد الحالات المُبلَّغ عنها من 33000 إلى 56000، أو 70%، خلال العام الماضي الذي شهد، وفقاً لتلك الأرقام، أعلى مستويات الاحتيال المالي عن طريق العلاقات الرومانسية.
بذلك، تعرض مئات الآلاف من الأمريكيين للاحتيال "الرومانسي" في مبالغ تجاوزت 1.3 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية.
استدراج الضحايا
يذكر أن المحتالين يستدرجون ضحاياهم في معظم الأحيان لإرسال الأموال من خلال العملات المشفرة.
إلا أن الاحتيال عن طريق الهدايا وبطاقات الائتمان كان الطريقة الأكثر شيوعاً خلال العام ذاته.
من جهتها، قالت ريبيكا دانتونيو، الضحية التي تحولت إلى ناشطة، في حديثها هذا الأسبوع في برنامج Banfield على قناة NewsNation، إنَّ حجم هذه الخدعة صار الآن أكبر من الاحتيال المصرفي.
كانت ريبيكا قد وقّعت ضحية احتيال من "رجل بغيض" يسمى "ماثيو"، الذي التقت به عبر OkCupid، والذي زعم أنه أب أرمل ومقاول لصناعة النفط من أستراليا، وسرق منها مبلغاً قيمته 100000 دولار.
ريبيكا التي دفعتها المحنة للإفلاس، أوضحت: "إنهم يعرفون ماذا يقولون لإضعافك. ويعرفون ما سيقولونه ليجعلوك تشعر بالتقدير. هذه طريقتهم لكسب المال؛ لذا فهم متمرسون في ذلك".
بينما أدركت ريبيكا أخيراً أنها كانت تتعرض للخداع، وواجهت "ماثيو" بذلك، وأخبرته أنَّ خدعته دفعتها إلى التفكير في الانتحار.
لكن جاءها الرد قاسياً؛ إذ قال: "حسناً، المرء يفعل ما يتوجب عليه فعله".
تحذيرات أمريكية
في حين أثار النمو الهائل للاحتيال تحذيرات من الوكالات الفيدرالية ومجموعات المراقبة الأمريكية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفدرالي ولجنة التجارة الفدرالية ومكتب الأعمال الأفضل، إضافة إلى إصدار فيلم وثائقي جديد على منصة Netflix يستكشف هذه الظاهرة باسم "The Tinder Swindler".
هذا الفيلم يسرد تفاصيل حياة الرجل المحتال عبر تطبيقات المواعدة، شيمون هايوت، المعروف باسم سيمون ليفيف، الذي أوقع ضحايا كُثراً.
ويُزعَم أنه احتال على ضحايا في جميع أنحاء العالم وسرق منهم 10 ملايين دولار من خلال الادعاء بأنه نجل رجل أعمال إسرائيلي في صناعة الألماس. وقد خدع امرأة من النرويج وسرق منها 500000 دولار، وفقاً لتقارير في الصحافة النرويجية، بعد أن عرَّفها على أسلوب حياة دولي فاخر، الذي شمل طائرة خاصة، لكن سرعان ما ثبت أنها عملية احتيال.
على إثر ذلك، يحذر الفدراليون أنَّ هؤلاء المُغرِّرين غالباً ما يُظهرون بعض السمات المميزة، خاصة أنهم عادةً ما يدّعون أنهم يعملون خارج البلاد لصالح الجيش، أو أطباء متفانون يخدمون منظمة دولية، أو كما ادعى "ماثيو"، في صناعة النفط.
في السياق ذاته، كشفت ريبيكا أنَّ "ماثيو" كان واجهة لعصابة إجرامية من نيجيريا.
كذلك حذرت لجنة التجارة الفدرالية، التي ترصد عمليات الاحتيال المبلغ عنها فقط، من أن المحتالين يؤسسون علاقات مع أهدافهم لكسب ثقتهم، وفي بعض الأحيان يتحدثون أو يدردشون عدة مرات في اليوم. وبعد ذلك، يختلقون قصة ثم يطلبون المال لاحقاً.