عندما تصبحين حاملاً ستحصلين على الأغلب على الكثير من الآراء ممن حولك فيما يتعلق بجسمك وصحتك، أو صحة وجنس الجنين.
وتُعد طرق ومقاييس معرفة نوع الجنين قبل الاستعانة بالتكنولوجيا الطبية المتخصصة من أكثر الموضوعات شيوعاً للمناقشة، ويبدأ الجميع في التكهُّن ما إذا كان طفلك صبياً أم فتاة وفقاً لنوعية الطعام التي تميلين لتناولها.
ونظراً لشيوع هذه الفكرة فقد انتشرت الكثير من حكايات الفولكلور حول هذا الموضوع، وأصبحت هناك الكثير من الخرافات التي يعتقد البعض أنها تحدد فعلاً نوع الجنين دون الحاجة لإجراء سونار.
في هذا التقرير نستعرض أبرز الروايات والخرافات المتداولة عن تحديد جنس الطفل، وما إن كانت هناك طريقة علمية فعلاً يمكن أن تشير بشكل مبكر لنوع الجنين دون الحاجة لإجراء كشف طبي متخصص.
متى يتم تحديد نوع الجنين؟
يتحدد جنس طفلك منذ اللحظة الأولى من تكوينه عندما تلتقي الحيوانات المنوية بالبويضة. وهي نقطة الحمل التي يحصل عندها الطفل على 23 كروموسوماً من كلا الوالدين.
وإلى جانب الجنس الذي يتحدد منذ لحظات الحمل الأولى، يحدد أيضاً أشياء مثل لون العين ولون الشعر وحتى الذكاء المتوقع للطفل.
ومع أنه عادة ما تبدأ الأعضاء التناسلية لطفلك في النمو في الأسبوع الحادي عشر من الحمل تقريباً، إلا أنه من غير الممكن معرفة جنس المولود لعدة أسابيع أخرى عن طريق الموجات فوق الصوتية.
ولكن بالطبع كل تلك التفاصيل لن تمنع الأمهات والعمّات والجدّات من التنبؤ بجنس الجنين منذ اليوم الأول، وفقاً لبعض الخرافات الشائعة والمتداولة في الثقافات المختلفة من حول العالم.
خرافات وأساطير تحديد نوع الجنين
تنتشر العديد من الخرافات في مختلف الثقافات من حول العالم حول كيفية تحديد جنس الطفل من علامات وإشارات معينة، وبطبيعة الحال لا تُعد تلك العلامات دقيقة فعلاً في تحديد نوع الطفل، ولم يتم إثبات أي منها بشكل علمي طبي.
لذلك حتى وإن صادف أنكِ اختبرتِ صدق أي من تلك الخرافات في تحديد جنس طفلك، تذكري أن أي خرافة منها لها نسبة نجاح 50%، وما الأمر إلا محض مصادفة لا أكثر.
1- تحديد جنس الجنين بحسب درجة غثيان الصباح
ربما سمعت أن شدة غثيان الصباح دليل على جنس طفلك.
بالنسبة للحمل في فتاة يُعتقد أن مستويات أعلى من الهرمونات عند المرأة الحامل، لهذا السبب قد تعانين أكثر من غثيان الصباح.
أما مع الأولاد فيُشاع أن الغثيان الصباحي لا يكون شديداً بنفس القدر.
ولكن في الحقيقة لا يُعد هذا الأمر سوى خرافة لا أساس لها من الصحة، وذلك لأن غثيان الصباح يمكن أن يختلف من امرأة إلى أخرى ومن حمل إلى حمل.
إذ كشفت دراسة نشرت في مجلة The Lancet العلمية، أن النساء اللواتي يعانين من غثيان الصباح الحاد أثناء الحمل كنّ أكثر عرضة لإنجاب الفتيات. ولكن بخلاف ذلك لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية لدعم هذه الفكرة.
2- شكل الجلد ومدى نضارة بشرتك
يُعتقد في بعض الثقافات أن الحمل في فتاة غالباً ما يؤدي لسرقتها بعض من جمال والدتها، لذلك قد تعاني الحامل في طفلة من مشاكل البشرة والانتفاخ، بينما يُعتقد أن الحمل في الأولاد لا يسبب لكِ نفس القدر من حب الشباب.
هناك أيضاً خرافة مماثلة تدور حول معدلات نمو الشعر عند المرأة الحامل، باعتبار أنه عند الحمل في الولد يصبح شعرك أطول وأكثر لمعاناً، ويزداد معدل نمو شعر الجسم. بينما مع الحمل في فتاة سيكون شعرك باهتاً وضعيفاً.
وكلتا الخرافتين لا أساس لهما من الصحة على الإطلاق، بحسب موقع Parents للطفولة والأمومة.
كل ما في الأمر أن هرمونات المرأة الحامل غالباً ما تكون مجنونة ومضطربة ومتذبذبة، وهي تختلف في تأثيرها على جميع النساء، ولا يتعلق الأمر بأي حال بنوعية الجنين.
3- تحديد جنس الجنين وفقاً لنوع الوحم
يُشاع عند البعض أنه إذا انتابت المرأة الحامل رغبة ملحة ووحم شديد في تناول الأطعمة المالحة مثل المخللات ورقائق الشيبسي، فإن الأمر يشير للحمل في الذكور، بينما يشير الحمل في الفتيات إلى الوحم للحلوى والشوكولاتة والفواكه.
لكن في الحقيقة، لم يتم إثبات الأمر علمياً في أي دراسات قاطعة تقول إن الوحم والرغبة الشديدة في تناول طعام معين خلال أشهر الحمل يُعد مؤشراً دقيقاً لجنس الجنين.
إلا أنه قد يكون لتلك الرغبة الشديدة علاقة أكبر باحتياجاتك الغذائية المتغيرة خلال فترات الحمل المختلفة، بحسب موقع Healthline للصحة والطب.
4- شكل جسمك واستدارة بطنك
هناك رواية تُعد هي الأشهر والأكثر تداولاً بين الناس فيما يتعلق بتحديد جنس الجنين، وهي أنه إذا كانت استدارة بطنك خلال الحمل بارزة ومنخفضة للأسفل فهذا يعني أنكِ حامل في الولد، وإذا كان البروز مرتفعاً وقريباً أكثر من منطقة الصدر فهي إشارة على الحمل في الفتاة.
كما تقول أسطورة أخرى إذا لاحظتِ تكوُّن خط داكن أسفل منتصف بطنك، وامتد من منطقة الصرة فهي إشارة أخرى لاحتمالية إنجاب الفتاة، بينما إذا امتد لديكِ خط داكن في جلدك من منطقة الحوض إلى القفص الصدري فهذا يعني أنك سترزقين بصبي.
وبطبيعة الحال تُعد تلك الرواية خرافية تماماً ولا أساس لها من الصحة، إذ لا يوجد أي مؤشر في علامات الجسم الذي يرتبط باكتشاف جنس الجنين بشكل مبكر.
5- انتفاخ وجفاف اليدين
تقول هذه الأسطورة إن جفاف اليدين أثناء الحمل وانتفاخهما يعني أنكِ حامل في ولد، لكن الأيدي الناعمة تعني أنكِ ستُرزقين بفتاة.
لكن حقيقة الأمر أن انتفاخ الأطراف، والجلد الجاف والمثير للحكة أمر شائع وطبيعي تماماً أثناء الحمل وتختلف درجته من امرأة لأخرى، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة.
فكري في الأمر بهذه الطريقة: إذا كانت بشرتك جافة بشكل طبيعي خلال الحمل، ثم قررتِ أن تراعي نسبة استهلاكك للأملاح والمياه بكميات مناسبة واستخدمتِ مرطبات اليد الفعالة، هل سيعني ذلك أنكِ قد قمتِ بتغيير جنس طفلك المُنتظر؟
طرق طبية مثبتة علمياً لتحديد نوع الجنين أثناء الحمل
نظراً إلى عدم إمكانية تحديد الجنس منذ الأسابيع الأولى للحمل، من المحتمل أن تحتاجي إلى الانتظار بعض الوقت قبل أن تقرري طلاء عرفة الأطفال باللون الوردي أو الأزرق.
بعد ذلك، هناك عدة طرق يمكنك من خلالها معرفة جنس طفلك في وقت مبكر، بما في ذلك ما يلي، بحسب موقع Medical News Today للصحة والطب:
1- اختبارات الدم لخلايا DNA
يمكنك الآن إجراء فحص دم في وقت مبكر يصل حتى تسعة أسابيع من الحمل. ويمكن أن يكشف هذا الاختبار عن جنس الجنين ببساطة.
وتعمل اختبارات الحمض النووي الخلوي مثل بانوراما لتوضيح الحمل بالكامل، لأن دمك يحمل آثاراً من الحمض النووي لطفلك. فأنتِ تعطين عينة دم، وترسلينها إلى معمل طبي، وتحصلين على نتائجك في غضون أيام.
وعادة ما لا يكون الكشف عن نوع الجنين هو الهدف الرئيسي من هذه الاختبارات، بل في الواقع تُعد هي أول اختبار لمتلازمة داون والحالات الوراثية الأخرى.
2- الاختبارات الجينية الأخرى
قد تخضعين لبزل السائل الأمنيوسي أو أخذ عينة من الزغابات المشيمية (CVS) أثناء الحمل، وتشبه هذه الاختبارات اختبار دم DNA الخلوية، لكنها أكثر دقة.
وعادة ما يتم إجراء فحص CVS بين الأسبوعين 10 و 12. ويتم إجراء بزل السلى بين الأسبوعين 15 و18.
ولكن إذا كان كل ما تريدين معرفته هو جنس طفلك فقد لا ترغبين في اللجوء لهذا الاختبار، لما لديه من بعض مخاطر الإجهاض.
ومع ذلك يُنصح بها عموماً للنساء الحوامل الأكبر سناً، أو الأزواج الذين لديهم تاريخ عائلي لبعض الحالات الوراثية.
3- الموجات فوق الصوتية – Ultra Sound
يمكنك عادة معرفة نوع الجنين عن طريق الموجات فوق الصوتية. ويتم تنفيذ ذلك بين 18 و20 أسبوعاً.
في الاختبار سينظر أخصائي الموجات فوق الصوتية إلى صورة طفلك على الشاشة، ويفحص الأعضاء التناسلية بشكل عملي بحثاً عن علامات تشير إلى كونه صبياً أو فتاة.
ومع ذلك، حتى في حالة إجراء الموجات فوق الصوتية قد لا يتمكن الفني من تحديد جنس طفلك بسبب عدد من الظروف.
إذا لم يكن طفلك متعاوناً وكان في وضع مثالي فقد تحتاجين إلى تكرار الفحص أو قد تضطرين إلى الانتظار ببساطة لمعرفة ذلك عند الولادة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.