قالت مجلة Newsweek الأمريكية، الجمعة 11 فبراير/شباط 2022، إن آخر صيحات موقع "تيك توك" الشهير للفيديوهات شهدت اتخاذ صناع المحتوى لنهجٍ صحي؛ إذ ينطوي على مشاركة اللحظات التي أثلجت صدورهم في حياتهم ويمكن اعتبارها من "ذكرياتهم الأساسية".
حيث شارك المستخدمون لقطات فيديو للحظاتٍ عاطفية من حياتهم، مع أصواتٍ عذبة، تجعل اللقطات أقرب لمشاهد الأفلام. وقد كانت مقاطع الفيديو تفطر القلوب وتُثلج الصدور في الوقت ذاته على الإنترنت، بعد أن شارك المستخدمون مع العالم أثمن اللحظات وأكثرها أهميةً في حياتهم.
فقد مزج مستخدمو "تيك توك" بين مقاطعهم وبين أغنيةٍ شهيرة من فيلم Inside Out الذي أنتجته استديوهات بيكسار التابعة لشركة "والت ديزني"، وهو الفيلم الذي ظهر فيه مصطلح "الذكريات الأساسية" لأول مرة. كما أُضيف تأثير صدى الصوت إلى تلك المقاطع، وهو موجودٌ باسم "صدى" على تيك توك، ليمنحها جودةً تُشبه الأحلام الخيالية ويجعلها تبدو وكأنها مشهدٌ مقتبسٌ من فيلمٍ هوليوودي.
فيما نُشِرَ أكثر من 200 ألف فيديو على هذا المقطع الصوتي في التطبيق، لكن بعض الفيديوهات الشهيرة استخدمت معزوفات بيانو أخرى بخلاف المستخدمة في الفيلم. في حين حصد هاشتاغ #CoreMemories (أي ذكريات أساسية) أكثر من 650 مليون مشاهدة على تيك توك حتى وقت نشر التقرير.
ذكريات عشاق فيلم Inside Out
سيتعرف عشاق Inside Out، وهو فيلم كوميديا دراما مُحرك حاسوبياً ثلاثي الأبعاد، على مصطلح "الذكريات الأساسية" على الفور لأنه كان جزءاً مهماً من الفيلم. إذ صدر الفيلم عام 2015، ويروي قصة عواطف رايلي خلال تجربة انتقالها إلى سان فرانسيسكو والمشاعر المرتبطة بتلك التجربة.
كانت الذكريات الأساسية في هذا الفيلم تُمثّل نوعاً من الذكريات المهمة التي يخزنها كل شخص، وهي ذكريات تنشأ إبان التجارب المهمة التي تُحدّد شخصية المرء أو سماته السلوكية.
جدير بالذكر أن الفيلم عُرض لأول مرّة في الدورة الـ68 لمهرجان كان السينمائي ولم يدخُل ضِمنَ المُنافَسة. وعرض في 19 يونيو/حزيران 2015 في الولايات المُتّحدة، وبدأ عَرضُه في 6 أغسطس/آب 2015 في دورِ العرض في الشرق الأوسط مُدبلجاً ومُترجماً.
فيما تلقّى الفيلم مُراجعاتٍ إيجابيّة وحازَ إعجابِ النُقّاد والجمهور على حَدٍّ سواء. يُذكَر أنّه في العَرضِ الأوّل للفيلم في مهرجان كان وقف جميع الحاضرين تصفيقاً بعد نهايته.
كما أنه حاز 90 مليون دولار في أسبوعِ افتتاحِه، ليكون بذلك أعلى الأفلام الأصليّة إيراداً في أسبوعِها الأوّل. وقد وصلت أرباحُ الفيلم لأكثَر من 856 مليون دولار. وترشّح الفيلم وفازَ بعدّة جوائِز من أبرَزِها جائزة الأوسكار والبافتا والغولدن غلوب لأفضل فيلم أنيميشن.
ملايين المشاهدات
على إثر ذلك، حصد مستخدمو "تيك توك" ملايين المشاهدات خلال أيام بعد مشاركة مجموعةٍ من أجمل ذكرياتهم.
حيث حصلت طالبةٌ جامعية في العاصمة البريطانية لندن مثلاً على أكثر من أربعة ملايين مشاهدة للحظة التي اكتشفت خلالها أنه تم قبولها في الجامعة التي تحلم بها، بينما كانت تعمل في نوبةٍ بأحد مطاعم الوجبات السريعة.
هذه الطالبة كانت تسأل أمها بحشرجةٍ في صوتها وهي تقفز في الهواء: "أمي، أنا على وشك البكاء. هل تمَّ قبولي؟". وبعد أن تلقت الأنباء، هرولت عائدةً إلى قسم العاملين بالمطعم وسط صيحات الفرح من زملائها الموظفين.
من جهتها، نشرت مستخدمة تُدعى بريزلي براون مقطع فيديو لها وهي تلعب وسط أوراق الخريف مع جدها في طفولتها، ثم تمرر له الكاميرا قبل أن تركض لتقفز وسط كومةٍ من أوراق الأشجار.
فيما حصد هذا المقطع أكثر من 400 ألف مشاهدة، بينما سارع المستخدمون للتعبير عن مدى تأثرهم بهذا المقطع.
كما أظهر فيديو آخر على "تيك توك" إحدى الذكريات الأساسية لجروة، حيث كانت ترتدي زي الإشبينة (فتيان وفتيات صغيرات يتم اختيارهم للظهور مع العروسين خلال حفل الزفاف) وهي ترى صاحبتها ترتدي فستان الزفاف للمرة الأولى.
إذ جلست الجروة على ذيل الفستان وهي تحرك ذيلها. بينما كتبت المستخدمة @dabzndawgz في وصف الفيديو، الذي جمع زهاء الـ3.3 مليون مشاهدة: "لا أعلم إن كانت هذه من الذكريات الأساسية لها أم لي، لكننا رأينا فساتين بعضنا البعض للمرة الأولى، وهو أمرٌ جيدٌ بالتأكيد".
بدورها، شاركت المستخدمة @noemiliar إحدى اللحظات التي تريد الاحتفاظ بها للأبد. وقالت في الفيديو: "أصور هذا الفيديو لنشاهده بعد سنوات وأنت في طريقك إلى الجامعة، حتى نتذكرك وأنت نائم على كتف أبيك. وحجمك يكفي لنضعك في هذا الجيب هنا".
في حين يُظهر الفيديو الأب وهو يساعد ابنه الوليد على النوم، بينما تنبعث أنغام موسيقى الفيلم من الخلفية.
يشار إلى أن تطبيق "تيك توك" صدر في العام 2016، وهو شبكة اجتماعية لمشاركة الفيديو مملوكة لشركة بايت دانس الصينية.
وهناك أكثر من 732 مليون مستخدم نشط لـ"تيك توك" شهرياً.