اختبار جديد للكشف عن المصابين بالسرطان.. سينهي آلام الفحوص المتخصصة ونتائجه تظهر سريعاً

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/06 الساعة 21:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/06 الساعة 21:51 بتوقيت غرينتش
istock الكشف المبكر عن السرطان

قالت صحيفة The Times البريطانية، الأحد 6 فبراير/شباط 2022، إن اختباراً جديداً لفحص الدم بين الأشخاص المحتمل إصابتهم بالسرطان قد يكون وسيلة فعالة لن يضطر معها نحو 500 ألف شخص سنوياً للخضوع لفحوص السرطان المتخصصة، ويتمتع الاختبار الجديد أيضاً بميزةِ ظهور نتائجه سريعاً؛ فهي تصبح متاحة في غضون يومين أو ثلاثة أيام فحسب.

جاء الاختبار الجديد، الذي يسمى PinPoint، من ابتكار الدكتور ريتشارد سافاج، وهو متخصص سابق في تحليل البيانات وباحث في علم الفيزياء الفلكية، كانت إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية (هودجكين) سبباً في تغييره مساره المهني وتوجيه مهاراته إلى أبحاث السرطان.

فيما يعتمد اختبار  PinPoint، الذي شاركت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطويره، على تقييم عينات الدم والعمل الدقيق على تحديد مدى احتمالية إصابة الشخص المختَبر بالسرطان.

iStock/ وجود ورم في الرقبة قد يشير إلى الإصابة بالسرطان
iStock/ وجود ورم في الرقبة قد يشير إلى الإصابة بالسرطان

في حين يفصل الاختبار بين نوعين من العينات، الأولى هي العينات بالأشخاص الذين تشير النتائج إلى ارتفاع احتمالات إصابتهم بالسرطان وهؤلاء يستمرون في إجراء الاختبارات التفصيلية أو عمليات المسح لتأكيد التشخيص، أما الثانية، فهي الخاصة بالأشخاص الذين تشير نتائج الاختبار إلى انخفاض احتمالات إصابتهم بالسرطان، وبذلك لا يضطرون إلى الاستمرار في الفحوص المؤلمة والانتظار الموجع للنتائج.

يشار إلى أن بريطانيا، على سبيل المثال، تشهد إحالة ما يقرب من 2.5 مليون مريض سنوياً لإجراء فحوص عاجلة للكشف عن الإصابة بالسرطان بعد الشكوى من أعراض مقلقة أو تشير إلى احتمالية الإصابة به، ومن هنا تكمن أهمية الاختبار حال نجاحه.

اختبارات "مؤلمة"

فيما تُجرى هذه الاختبارات "المؤلمة" على مدار أسبوعين، وتشمل مختلف أنواع الخزعات، والفحص المنظاري للقولون، والفحص المنظاري للقصبات، أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي. والأهم أن نحو 170 ألف شخص فقط ممن يخضعون لهذه الاختبارات كل عام هم من يثبُت تشخيصهم بالسرطان بالفعل، ما يعني أن نحو 93% ممن يمرُّون بهذه الخبرة الموجعة يتبين بعد ذلك أنهم غير مصابين بالسرطان.

على إثر ذلك، يسعى اختبار PinPoint إلى تقليل عدد الأشخاص الذين يخضعون لهذه الاختبارات المتخصصة دون داعٍ، ويستند في ذلك إلى تقديرات بأن نحو خمس الأشخاص المُحالين للاختبارات المتخصصة- يبلغ هذا الخمس نحو 500 ألف شخص سنوياً- يمكن اختبارهم وإثبات خلوِّ أجسادهم من السرطان دون حتى أن يذهبوا إلى المستشفى أو يخضعوا لفحوص السرطان المؤلمة.

أما عن الكيفية التي سيعمل بها هذا الاختبار، فإن الطبيب العام يطلب تلقائياً إجراء فحص الدم للأشخاص عند إحالتهم للاشتباه في إصابتهم بحالات مرضية معينة، وتُرسل هذه الفحوص إلى مختبر هيئة الخدمات الصحية البريطانية لفحص مجموعة من "المؤشرات الحيوية": مثل البروتينات ومواد كيميائية معينة في الدم.

عقب ذلك، تُعرض هذه النتائج للفحص على نموذج خوارزمي معين، وفي غضون يومين أو 3 أيام تخرج النتائج لتحديد الأشخاص الذين أثبت الاختبار استبعاد إصابتهم بالسرطان، ومن ثم لا يحتاجون إلى مزيد من الفحوص، أما الأشخاص الذين حصلوا على درجات مرتفعة تشير إلى احتمالية كبيرة لإصابتهم بالسرطان، فيُحالون عاجلاً لإجراء مزيد من الفحوص والاختبارات التفصيلية.

هذا النظام الجديد استُخدم بالفعل مع 1300 مريض في بلدتي بونتفراكت وديوسبري في مقاطعة ويست يوركشاير البريطانية. وقررت هيئة الخدمات الصحية البريطانية تقديم منحة قدرها مليون جنيه إسترليني (1.35 مليون دولار أمريكي) لإجراء مزيد من الاختبارات في مناطق يوركشاير وهامبر ولانكشير وميرسيسايد وساري، وغيرها من المقاطعات البريطانية.

فاعلية الاختبار الجديد

بحسب صحيفة The Times البريطانية، إذا أثبتت التجربة فاعلية الاختبار الجديد، فيُمكن نشره في جميع أنحاء البلاد، وفي هذه الحالة يُتوقع أن توفر هيئة الخدمات الصحية البريطانية 43 مليون جنيه إسترليني (نحو 58 مليون دولار أمريكي) من المبالغ التي تُنفق سنوياً على اختبارات السرطان المتخصصة.

كذلك يُتوقع أن يساعد النظام الجديد، حال نجاحه، في تخفيف الضغط الهائل على مرافق الهيئة البريطانية، التي تعاني حالياً في ظل التراكم الهائل في الحالات المُحالة للاشتباه في إصابتها بالسرطان خلال فترة وباء كورونا.

جدير بالذكر أن اختبار PinPoint هو واحد من 8 برامج من المقرر أن تتلقى تمويلاً إجمالياً يبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني (نحو 13.5 مليون دولار أمريكي) من هيئة الخدمات الصحية البريطانية لتحسين الاختبارات والأنظمة الخاصة بتشخيص السرطان.

كما تشمل البرامج الأخرى اختباراً يفحص أجزاء الحمض النووي لتحديد إصابته بنوع معين من أنواع سرطان الأمعاء، وفحصاً يعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم، وثالثاً لتطوير فحوصات الأشعة السينية عالية التقنية للصدر.

تحميل المزيد