سلَّط مفتاح غامض يُفترض أنه كان يُستخدم لإغلاق باب زنزانة نيلسون مانديلا في جزيرة روبن، الضوء على التجارة الزهيدة في التذكارات التي تخصّ أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا وكَشَف عن الخلافات العميقة في عائلته الكبيرة والاتهامات بالسرقة بين أفرادها.
صحيفة The Times البريطانية قالت إن المفتاح سُحب هو ومجموعة من التذكارات الأخرى التي تخص مانديلا فجأة من مزاد في نيويورك هذا الشهر، بعد أن أثار عرضها للبيع هجوماً عنيفاً في جنوب إفريقيا، حيث قالت وكالة موارد التراث إنها لم تأذن بمغادرتها البلاد.
صراع في عائلة مانديلا
فيما يتهم ندابا مانديلا (39 عاماً)، أحد أحفاد مانديلا الـ 11، عمّته الدكتورة ماكازوي مانديلا (67 عاماً)، والابنة الوحيدة الباقية من أول زيجة من زيجاته الثلاث، بسرقة معظم المقتنيات من منزله الأخير في جوهانسبرغ، الذي يعيش به الآن بعض من أفراد عائلته المتفككة، إذ وصفها بأنها "عضو مارق" في الأسرة، وقال لشبكة Newzroom Afrika: "لقد استولت على كل شيء حرفياً، الأثاث، والسجاد، والأسرِّة، واللوحات، وكل شيء من منزل هوتون". ووجّه اتهامات إلى عمته التي رفضت التعليق علناً على هذه المزاعم.
وهوتون واحدة من ضواحي جوهانسبرغ الراقية التي عاش بها مانديلا، الذي توفي عام 2013 عن عمر ناهز 95 عاماً، بعد أن ترك السياسة.
ومن المقتنيات الأخرى التي كانت مدرجة في المزاد المُلغى بعض قمصان "ماديبا" التي كان يرتديها مانديلا والهدايا التي قدمتها له جامعة هارفارد وباراك وميشيل أوباما ودراجة التمرين ومضرب التنس اللذين سُمح له باستخدامهما في سجنه المفتوح الأخير كانا ضمن "المجموعة" أيضاً.
فيما قال كريستو براند، أحد حراس سجن مانديلا السابقين الذي أقام معه صداقة حميمة، لصحيفة The Times إنه تبرع بمفتاح السجن للمزاد لجمع أموال لإقامة حديقة تذكارية في قرية كونو الصغيرة في مقاطعة كيب الشرقية التي وُلد ودُفن بها مانديلا، وقال إنه كان مفتاحاً قديماً مكسوراً وأعاد تجميعه بعد سنوات عديدة.
كما نفى ندابا وأفراد آخرون من العائلة أي معرفة بخطط إقامة حديقة تذكارية، ويُقال إن مقبرة مانديلا لا تحظى بالعناية الواجبة، وإن منزله القديم هناك أصبح في حالة سيئة، وكان من المتوقع أن يجمع المزاد، الذي كان مقرراً فتحه يوم الجمعة 28 يناير/كانون الثاني، نحو 250 ألف دولار.
من جانبها نفت مؤسسة نيلسون مانديلا ومُتحف جزيرة روبن أي معرفة بأمر المفتاح، وقالوا إنهم لم يروه ولم يتمكنوا من تأكيد حقيقته، وقد أثار عرضه للبيع غضب رفاقه السابقين في السجن الذين قالوا إنه لو كان حقيقياً، فمكانه مُتحف الجزيرة، الذي أصبح الآن وجهة سياحية شهيرة.