تستند الكثير من أفلام الخيال العلمي على فكرة وجود كويكب ضخم متوجه نحو كوكبنا للفتك به، بينما تتحد جهود العلماء والأبطال الخارقين لتغيير مسار هذا الكويكب وإنقاذ الأرض، لكن هل فكرة اصطدام كويكب بالأرض هي محض خيال، أم أنها قد تصبح حقيقة على أرض الواقع؟
ماذا يحدث إذا اصطدم كويكب بالأرض؟
يتتبع أحد مختبرات وكالة ناسا حركة الكويكبات والمذنبات التي يعتقد العلماء أنها تقترب من الأرض.
وهناك ما لا يقل عن 5 كويكبات تقترب من الأرض في عام 2022، اثنان منها قد مرا وابتعدا عن الأرض بأمان دون حدوث أي اصطدامات، الأول يدعى 2021 YQ وقد مر على بعد 2.1 مليون كم عن الأرض، أما الثاني فهو 2021 YX وقد مر على بعد 3.7 مليون كم.
أي لا يزال هناك ثلاثة كويكبات تقترب من كوكبنا، أحدها تم رصده منذ عام 1994، ويقدر حجمه بما يزيد عن حجم مبنى إمباير ستيت في نيويورك بحولي 2.5 ضعف (مع العلم أن ارتفاع المبنى الشهير يبلغ 441 متراً).
هل اصطدم كويكب بالأرض مسبقاً؟
هناك حفر واضحة على الأرض (والقمر) تثبت أن الأجسام الضخمة القادمة من الفضاء لطالما ارتطمت بكوكبنا على مر العصور.
أما أكثر الكويكبات شهرة على الإطلاق فهو ذاك الذي ضرب الأرض قبل 66 مليون سنة.
حيث اصطدم هذا الكويكب بالأرض قبالة سواحل شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، مخلفاً حفرة كبيرة بعرض (146 كيلومتراً) وعمق (19 كيلومتراً).
ويعتقد العلماء أن هذا الكويكب خلق موجة تسونامي هائلة لدى ارتطامه قرب الساحل، ما أدى إلى انتشار الكثير من الغبار والماء في الغلاف الجوي، الأمر الذي أدى إلى حجب أشعة الشمس وانخفاض درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.
ويعتقد العلماء أيضاً أن هذا الكويكب هو المسؤول عن انقراض الديناصورات.
ماذا لو اصطدم كويكب بالأرض اليوم؟
بالرغم من أن فرصة اصطدام كوكيب بالأرض قائمة، فإنها ضئيلة للغاية، فقد تعقبت وكالة ناسا 90% من الكويكبات القريبة من الأرض والتي لا يقل عرضها عن (0.8 كيلومتر) وتعتقد أن أياً من هذه الكويكبات لا تمتلك فرصة كبيرة للاصطدام بالأرض.
مع ذلك من الممكن أن يتواجد في الفضاء بعض الكويكبات الكبيرة التي لم تتمكن ناسا من رصدها.
وفي حال اصطدم كويكب بعرض ميل واحد (1.6 كم) بالأرض، فإنه سيضرب سطح كوكبنا بسرعة (280 48 كيلومتر في الساعة). ومع هذه السرعة الكبيرة سيحدث هذا الكويكب تأثيراً مماثلاً لتأثير قنبلة بقوة 1 مليون ميغاطن.
ماذا يعني ذلك؟ من الصعب أن نتخيل تأثير كويكب بالحجم والسرعة السابق ذكرهما، لذا دعوني أبسطها لكم: إذا افترضنا أن كويكباً بحجم منزل صغير ضرب الأرض بسرعة 280 48 كيلومتر في الساعة، فسيكون له تأثير قنبلة بقوة 20 كيلوطناً، أي تأثيرها يعادل تأثير القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما.
بمعنى آخر أن كويكباً بهذه السرعة من الممكن أن يفني مدينة بأكملها إذا كان بحجم منزل صغير فقط، فما بالكم إذا كان بعرض 1.6 كم؟
وإذا كان الكويكب كبيراً بحجم مبنى مكون من 20 طابقاً فسيمتلك طاقة تعادل طاقة أكبر قنبلة نووية تم صنعها حتى يومنا هذا، الأمر الذي من شأنه تدمير عدة مدن في لحظات.
هل من الممكن أن تنتهي الحياة على وجه الأرض بسبب كويكب؟
لكي يقضي كويكب على الحياة في كوكب الأرض يجب أن يكون ضخماً للغاية، وفقاً لما ورد في موقع How Stuff Works.
ويقدر العلماء أن الكويكب الذي قد يدمر معظم أشكال الحياة على كوكبنا يجب أن يكون عرضه لا يقل عن 11 إلى 12 كم، وبمجرد أن يحدث الارتطام فإنه سيخلق غباراً هائلاً يلف الكوكب بأكمله، ويحجب الشمس ويرفع درجات الحرارة في مكان الارتطام.
وبالرغم من أن مثل هذا الكويكب قد يدمر معظم مظاهر الحياة على الأرض يعتقد العلماء أن البعض سينجون.
أما الكويكب الذي قد يدمر الأرض بشكل كامل فيجب أن يصل عرضه إلى حوالي 96 كم.
كم كويكب ارتطم بالأرض؟
نادراً ما تصطدم الكويكبات بالأرض، وقد بلغ عدد الاصطدامات 18 فقط في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
مع العلم أنه من المرجح أن يكون هناك العديد من الكويكبات المصطدمة الأخرى، التي كانت صغيرة جداً، أو ببساطة لم تتم ملاحظتها.
ما هو الكويكب القادم الذي يصطدم بالأرض؟
يعتقد أن الكويكب أبوفيس، الذي اكتشفه العلماء لأول مرة في عام 2004، لديه فرصة واحدة من كل 100,000 لضرب الأرض. إذا حدث ذلك سيكون في عام 2068.