هناك العديد من النساء اللواتي يركضن نحو الرجال الذين تحذِّرهن أمهاتهن منهم دائماً. يبدو أن الطبيعة تسيطر على هؤلاء الفتيات وتدفعهن لبدء الإعجاب بالشخصيات التي تبدو وكأنها لا تستطيع الحياة دون إثارة المتاعب.
حتى أن في بعض الدول الغربية، هناك ظاهرة معروفة تقوم فيها الفتيات بمراسلة المجرمين في السجون، والانجذاب للرجل السيئ وحتى الوقوع في حبه، رغم قيام بعض هؤلاء الرجال بجرائم تقشعر لها الأبدان.
لكن اليوم وبفضل البحث العلمي المتقدم في مجال علم النفس، أصبحنا نعرف سبب حدوث ذلك، ولماذا تختار الفتيات الإعجاب وحتى الوقوع في حب الرجل السيئ والخارج عن القانون الذين يمكنه بسهولة إيقاع الفتاة في المشاكل.
الانجذاب للرجل السيئ بسبب شخصيته القوية والمهيمنة
أظهرت دراسة علمية منشورة بموقع Springer للأبحاث، على سبيل المثال، أن النساء يصبحن أكثر اهتماماً بنوع معين من الرجال، وهم الذين يتم تسميتهم بشخصيات ألفا.
ويحدث ذلك بشكل خاص أثناء أيام الإباضة، بحيث يكون الانجذاب للرجل السيئ في هذا الوقت عن المرأة أكثر وضوحاً وإلحاحاً عن أي فترات أخرى من دورتها الشهرية.
ويعود ذلك إلى أن هناك مجموعة من الصفات الجنسية التي تعزز الانجذاب للرجل السيئ، مثل الوجوه المتناسقة والسلوكيات المهيمنة البارزة، وفقاً للباحثة في علم النفس مارتي هاسيلتون.
وهذا يدعم نظرية البحث عن "الجينات الجيدة" الخاصة باختيار شريك الحياة لإتمام عملية التكاثر والإنجاب وفقاً للدراسة، والتي تشير إلى أن النساء (والحيوانات الأنثوية) تنجذب إلى "الذكور الذين يمتلكون سمات مرتبطة بجينات مناسبة وقوية كفاية يمكنها الانتقال إلى ذريتهم".
ونظراً للطلب المتزايد على الذكور الألفا الذين يتمتعون بالجانب اللطيف والمسؤولية والقدرة على العناية بأسرهم، فإن النساء يبدو وأنهن طوّرن ميل الانجذاب للرجل السيئ، إلى الانجذاب للاستقرار والأمان، وفقاً لتصريحات هاسيلتون لموقع Well and Good.
المرأة تحكم على الآخرين في الـ3 أسابيع الأخرى بوعي أكبر
بخلاف أسبوع التبويض كما سبق وأسلفنا، تصبح السيدات أكثر قدرة على تقييم وتصنيف شخصيات الآخرين والحُكم عليهم بوعي أكبر.
وبالتالي أصبحت النساء يعتبرن الرجل الأكثر ملاءمة لهن هم الشخصيات المسؤولة والمهتمة والحنونة والقدرة على رعاية أسرتها.
واليوم، عادةً ما تفوز هذه الرغبة في العثور على شريك حياة هو أقرب لأن يكون أباً صالحاً، على الرغم من ذلك الانجذاب الدفين للرجل الخطير والخارج عن القانون لما يوفره هذا الانجذاب من متعة وتشويق، في أيام التبويض بحسب دراسة نشرتها مجلة Research Collection School للأبحاث في علم الاجتماع.
ومع ذلك، يظل هذا الانجذاب للرجل السيئ قوياً عند بعض السيدات ببساطة لأن هؤلاء الرجال لا يهتمون بأي شيء تقريباً، وهو ما يثير لدى النساء غموضاً وشعوراً بالتشويق والحيوية والاهتمام.
وبالنسبة لهم، لا يوجد كتاب قواعد أو قواعد محددة يتبعونها. فهم يضعون قواعدهم الخاصة ويبدو أنهم يعيشون دائماً على الحافة من كل شيء، وهو ما يبدد رتابة العلاقات الآمنة والمستقرة.
رغبة في الشعور بالإثارة وإحساس الحماية
ومن السمات المميزة لـ"الولد الشرير" حب المغامرة والإثارة. وبالتالي بالنسبة للنساء، يبدو أنه إذا كان الرجل لا يعيش حياة برية، فهذا يعني أنه غير مناسب لهن. هم فقط لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من روح المغامرة تلك.
ولفت موقع Scientific American للأبحاث العلمية إلى أن ميل الفتيات إلى الانجذاب للرجل السيئ يحدث لأنهن يردن شخصية ذكورية يمكنها حمايتهن.
لذلك تبحث معظم النساء اللواتي يشعرن بالضعف والخوف من الجريمة عن رجل يمكنه حمايتهن، حتى وإن كان هو شخصياً خارج عن القانون بشكل ما.
وبحسب دراسة بمجلة Semantic Scholar للأبحاث، كانت عوامل سطحية مثل المظهر الجسدي المفتول للرجل السيئ أو ملامحه الجامدة وغير ذلك من السمات، كلها عوامل تسبب شعوراً للنساء بالأمان والحماية، خاصة عن الضعيفات منهن أو اللاتي يشعرن بالتهديد وعدم الثقة.
العوامل النفسية المسؤولة عن هذه الميول لدى النساء
تشرح عالمة النفس الأمريكية روبين مكاي أن الفتيات اللواتي لديهن جانب متمرِّد وغاضب بداخلهن دون التعبير الواضح عنه، ينجذبن بسهولة إلى الرجال الذين يمكنهم إطلاق ذلك العنان لديهن.
وتقول الباحثة وفقاً لمجلة Good Housekeeping النسائية، إن الفتيات اللاتي عادة ما يقمن بقمع هذه السمة لديهن أثناء الطفولة، تكون إحدى أسهل الطرق بالنسبة لهن لإخراج كل شيء هو الانجذاب للرجل السيئ المتمرد الذي يمكنه أن يساعدها في إطلاق العنان لتلك الرغبات في التمرد.
في الجهة المقابلة أيضاً، تمثيل الفتيات اللاتي يعاني من الشعور بانعدام الثقة بذواتهن بشكل أو بآخر، أن يضعن تحديات لأنفسهن بـ"إصلاح الآخرين".
لذلك يكون الانجذاب للرجل السيئ بالنسبة لهن هو فرصة لإثبات قدرتهن على تحقيق إنجاز كبير وتحدٍّ غير سهل. إما ذلك وإما بسبب تدني صورتهن الذاتية بشكل يوهمهن بأنهن يستحققن أن يرتبط بالشخص المثير للمتاعب.
صحيح أن الفكرة مثيرة للاستغراب، إلا أنها واقعية وثابتة بشكل ملحوظ جعلها مثار اهتمام الدراسات العلمية المتخصصة. فقد استطاعوا بالفعل تحديد الكثير من الأسباب التي تبدو منطقية تماماً؛ ومع ذلك، ربما في المستقبل يتوصل العلم إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير فيما يتعلق بأهوائنا ورغباتنا الدفينة، والأسباب الكامنة وراءها.