قال علماء بريطانيون، الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، إن رماداً بركانياً ناجماً عن ثوران بركان قديم قد ساعدهم في استنتاج أن حفريات الإنسان البدائي التي عُثر عليها في إثيوبيا سنة 1967، هي في الواقع أقدم عمراً مما كان يُعتقد في السابق، مما يوسع الأفق أمام نظرة ثاقبة جديدة لفجر البشرية.
فقد استخدم هؤلاء العلماء بصمات الكيمياء الجيولوجية في دراسة طبقة سميكة من الرماد الذي عُثر عليه فوق رواسب بها حفريات؛ للتأكد من أنها نجمت عن ثوران بركان تسبب في انطلاق الحمم والرماد على مساحة شاسعة من إثيوبيا قبل نحو 233 ألف سنة.
يقول الباحثون إن وجود الحفريات تحت هذا الرماد يعني أن وجودها سابق لاندلاع البركان، لكن لم يتضح طول المدة بالسنين.
فيما كان يُعتقد في السابق أنَّ عمر الحفريات لا يتجاوز 200 ألف سنة على وجه التقريب.
اكتُشفت الحفريات التي يُطلق عليها "أومو 1″، في جنوب غربي إثيوبيا بمنطقة تُسمى تكوين أومو كيبش الجيولوجي خلال رحلة استكشافية بقيادة ريتشارد ليكي، العالم المتخصص في علم دراسة الإنسان القديم (الأنثروبولوجيا).
كذلك، تشتمل الحفريات على جمجمة وفك سفلي شبه كامل، وبعض سُلاميات العمود الفقري وأجزاء من الذراعين والساقين.
فيما يسعى العلماء لكشف المزيد حول توقيت وجود أصل الجنس البشري في إفريقيا.
في السياق نفسه، تقول سيلين فيدال، عالمة البراكين بجامعة كمبريدج، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة في مجلة نيتشر، إن النتائج الجديدة تتوافق مع أحدث النماذج العلمية التي تضع ظهور الإنسان العاقل في وقت ما، بين 350 ألفاً و200 ألف سنة ماضية.
فقد أظهر بحث منشور في 2017، أن العظام والأسنان المُكتشفة في موقع جبل إرهود بالمغرب يزيد عمرها على 300 ألف سنة، وهي تمثل أقدم حفريات يتم نسبها إلى الإنسان العاقل.
لكن بعض العلماء يثيرون الشكوك حول ما إذا كانت حفريات جبل إرهود تنتمي حقاً إلى جنسنا البشري.