قال علماء إن البشر يمكن أن يعيشوا لـ130 عاماً بحلول نهاية القرن، وإنه قد لا يكون هناك حد أقصى لعمر الإنسان، ولم يستبعدوا أن يتم تحطيم الأرقام القياسية لأكثر الأشخاص المعمرين على قيد الحياة حالياً والآخرين المتوفين الذين عرفهم العالم.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022، إن الكاتب البريطاني وليام تومس كان قد ذكر في عام 1973 في كتابه "طول العمر البشري، حقائقه وأساطيره"، أن الـ 100 عام هو تقريباً الحد الأقصى للعمر، لكن الواقع أثبت خطأه.
تُشير الصحيفة إلى أنه يعيش اليوم أكثر من 12 شخصاً يمكن التحقق من بلوغ أعمارهم 110 أعوام أو أكثر، بما في ذلك أكبر شخص مُعمِّر على قيد الحياة، كاني تاناكا من اليابان، والتي احتفلت بعيد ميلادها الـ119 يوم 2 يناير 2022.
كان أكبر شخص مُعمِّر على الإطلاق في البشرية هي جين كالمون، وهي امرأة فرنسية توفيت في عام 1997 عن عمر 122 عاماً، لكن إذا صدق العلماء، قد يُكسَر هذا الرقم القياسي بحلول عام 2100.
يقول ليو بيلزيل، وهو إحصائيّ بجامعة HCE مونتريال للأعمال في كندا، إنَّ تحليله للبيانات حول الأعمار القصوى، يشير إلى أنَّ حدود العمر يمكن أن تصبح 130 عاماً على الأقل، وربما أعلى حتى من 180 عاماً.
بيلزيل أوضح أن بعض مجموعات البيانات "لا تضع حداً لعمر الإنسان"، وقال في ورقة بحثية أُعِدَّت للنشر في مجلة "المراجعة السنوية للإحصاءات وتطبيقاتها"، إنَّ هذا يشير إلى أنَّ "العمر البشري يتجاوز بكثير أي عمر فردي رُصِدَ حتى الآن، أو يمكن أن يُرصَد في غياب التطورات الطبية الكبرى".
من جانبها، قالت إيلين كريمينز، الخبيرة في معدل الوفيات ومتوسط العمر بجامعة جنوب كاليفورنيا، إنَّ نتيجة كهذه سيكون لها تداعيات مجتمعية عميقة، إذ سيؤدي عيش جزء كبير من السكان لفترة أطول كثيراً إلى تكاليف طبية ضخمة، في حين سيتعين إعادة تقييم خطط التقاعد ومنظومات الأمان الاجتماعي الأخرى.
شبّهت كريمينز الاعتناء بكبار السن بـ"الإبقاء على سيارة قديمة قيد التشغيل. لكنَّها في النهاية ستتوقف"، وفق تعبيرها.
تُظهِر الإحصائيات أنَّ خطر الموت يتزايد سنوياً بدءاً من سن 50، لكنَّ معدل الوفيات يبدأ في التباطؤ بعد سن 80، وقد يصل حتى إلى ما بين 105 و110 أعوام.
تقول صحيفة The Times "يُقَال إنه بحلول سن 110، تكون فرص الموت خلال الـ12 شهراً التالية نحو 50%، وهو ما يعني، بناءً على تفاصيل مجموعة البيانات، أنَّ حداً أقصى للعمر ما بين 130 إلى 180 هو أمر ممكن".
كذلك تشير بعض التفسيرات للإحصائيات، إلى عدم وجود حد أقصى، لكنَّ بليزيل وزملاءه يحذرون من أنَّ المنطق السليم يجب أن يتغلب على الفرضيات الرياضية، وقال: "كل عمر مرصود كان وسيظل محدوداً، لذا من المطلوب إجراء ترجمة حذرة للحقائق الرياضية إلى اللغة اليومية".
كريمينز قالت إنها لن تتفاجأ إذا ما وصل البشر إلى سن 130 عاماً بحلول عام 2100، لكنَّها شكَّكت في أهمية مثل هذا الحدث الرئيسي، وقالت: "لم يعش أحد ما يتجاوز سن 122 عاماً. وبالنسبة لحقيقة أنَّ أحدهم قد يعيش إلى 130 عاماً، حسناً، ما هي الأهمية الكبيرة لذلك؟ إذا رميت النرد ما يكفي من المرات فإن احتمالية أن يعيش أحدهم عمراً أطول بعض الشيء ستكون دوماً أعلى قليلاً".
بالنسبة إلى كريمينز فإن مبعث القلق الأكثر إلحاحاً هو التراجع بمقدار بعامين تقريباً الذي شهدته الولايات المتحدة في متوسط العمر المتوقع خلال جائحة كورونا، وقالت: "أنا أكثر قلقاً من أنَّ الناس لن تعيش وصولاً لسن التسعين حالياً".