زعمت دراسة أجريت على 1.3 مليون مريض في كندا أن النساء أكثر عُرضة بنسبة 15% لنتائج سلبية، وأكثر عرضة للوفاة بنسبة 32%، حين يخضعن لجراحة يجريها رجل وليس امرأة، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية الثلاثاء 4 يناير/كانون الثاني 2022.
الصحيفة قالت إن هذه النتائج أثارت جدلاً حول حقيقة أن الجراحة في المملكة المتحدة لا تزال من المجالات التي يهيمن عليها الذكور بشكل كبير، ومزاعم بأن "التحيزات الجنسية المبطنة" بين الجراحين الذكور ربما تكون أحد العوامل وراء تعرض النساء لمثل هذا الخطر الكبير عند إجراء عملية جراحية.
نتائج مقلقة للدراسة
قالت الدكتورة أنجيلا جيراث، الأستاذة المساعدة وخبيرة الأوبئة السريرية في مستشفى جامعة تورنتو الكندية وإحدى المشاركات في الدراسة: "في عينة الـ1.3 مليون مريض التي عمل عليها ما يقرب من 3000 جراح، وجدنا أن المرضى الإناث اللائي يخضعن لعمليات يجريها جراحون ذكور أكثر عرضة بنسبة 15% لنتائج سلبية من النساء اللائي يخضعن لعمليات تجريها جرّاحات إناث".
كما أضافت: "هذه النتيجة لها عواقب طبية وخيمة على المريضات، وتتجلى في زيادة المضاعفات، والعودة إلى المستشفى والوفاة لدى الإناث مقارنة بالذكور. وهي مثيرة للقلق؛ لأنه لا ينبغي أن تحدث اختلافات في نتائج المرضى بغض النظر عن جنس الجراح". وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة الطبية JAMA Surgery.
كما قالت أنجيلا: "نتائج المريض تكون أفضل بشكل عام، خاصة للنساء، إذا كان من يقوم بالجراحة أنثى حتى بعد تعديل الاختلافات في الحالة الصحية المزمنة والعمر وعوامل أخرى، عند الخضوع للعمليات نفسها".
النساء أكثر عُرضة للوفاة
حللت أنجيلا وزملاؤها ملفات 1,320,108 مرضى في أونتاريو في كندا خضعوا لـ21 عملية جراحية شائعة أجراها 2937 جراحاً بين عامَي 2007 و2019.
تراوحت هذه العمليات بين استبدال مفصل الورك والركبة وجراحة إنقاص الوزن وإزالة الزائدة الدودية أو المرارة وعمليات أخرى أكثر تعقيداً مثل جراحة المجازة التاجية وإصلاح تمدد الأوعية الدموية وجراحة الدماغ.
في كل عملية من العمليات الـ1.3 مليون، حللوا جنس كل مريض وتفاصيل سير العملية وكذلك جنس الجرَّاح الذي أجرى العملية.
وجدوا أن العمليات الجراحية التي خضع لها الرجال كانت لها نفس النتائج سواء كان الجراح ذكراً أم أنثى. على أن نتائج النساء كانت أفضل في حال خضوعهن لجراحة تجريها أنثى وليس ذكراً. ولم تُلاحظ فروق بين الرجال أو النساء الذين خضعوا لجراحات أجرتها إناث.
"تحيزات جنسية مبطنة"
يستعبد أن تكون الاختلافات الفنية بين الجراحين الذكور والإناث هي السبب وراء هذه النتائج "لأنَّ كلا الجنسين يخضعان لنفس التدريب الطبي الفني"، وفقاً لما قالته أنجيلا.
قالت إن "التحيزات الجنسية المبطنة بين الجراحين تؤثر على اللاوعي، والتمييز القائم على الجنس والقوالب النمطية وطرق التفكير راسخة الجذور" ربما من ضمن التفسيرات المحتملة لهذه النتائج.
كما أضافت أن الاختلافات في التواصل بين الرجال والنساء ومهارات التعامل مع الآخرين التي تتجلى في مناقشات الجراحين مع المرضى قبل إجراء العملية قد تكون من ضمن العوامل أيضاً. وكذلك "الفروق بين أسلوب عمل الطبيب والطبيبة واتخاذ القرار والحكم".