كان يبلغ من العمر 26 عاماً، ويعمل موظفاً لدى الحكومة السويسرية، عندما أحدث أينشتاين ثورةً في المفاهيم الفيزيائية الفلكية، وخرج بالنظرية النسبية بعدما كان علماء الفيزياء يعتقدون أنه لم يعد هناك مجال لمزيد من الاكتشافات في هذا المضمار.
لم يكن أينشتاين عالماً عادياً، فقد أسهم كما لم يُسهم عالِم قبلَه أو بعده في الكشف عن أسرار الكون، مع ذلك لم يكن الرجل محقاً في كل شيء، فهناك بعض الأمور التي لم يقتنع أينشتاين بصحتها، لكن الزمن أثبت العكس.
ألبرت آينشتاين لم يؤمن بهذه النظريات التي أثبت العلم صحتها
1- الموجات الثقالية
في ورقته البحثية المنشورة عام 1936، تنبّأ أينشتاين بأن الأحداث العنيفة، مثل تصادم ثقبين أسودين، تخلق تموجات في الزمكان تُعرف بالموجات الثقالية.
مع ذلك فإن أينشتاين لم يكن مقتنعاً في فترة من الفترات بوجود هذه الموجات الثقالية، رغم أن النظريات التي وضعها بنفسه تتنبأ بها، وفقاً لما قاله كولين ستيوارت، الكاتب في مجال علوم الفلك.
وأضاف ستيوارت: "كتب كذلك ورقة بحثية مؤثرة حول العدسة الثقالية، لكنه قال إنها شيء لن نستطيع رؤيته أبداً".
وأوضح ستيورات: "والآن نستخدمها بشكل روتيني لجميع أنواع الأعمال المتعلقة بالفلك، بدءاً من أدلة المادة المظلمة، ووصولاً إلى العثور على الكواكب الغريبة".
بالرغم من شكوك أينشتاين حول وجود الموجات الثقالية فإنه كان سابقاً لعصره، بمجرد تنبُّئه بها، ففي 2016 أعلن مرصد الليزر المتطور لقياس تداخل الموجات الثقالية (LIGO) أنه اكتشف إشارات لهذه الموجات للمرة الأولى.
2- النظرية الموحدة
نظراً للمسار المهني الحافل الذي حظي به أينشتاين يمكن في واقع الأمر التماس الأعذار له في إخفاقه بين الحين والآخر في مواكبة التفكير المعاصر أو التطورات المعاصرة في هذا المجال المعقد، الذي يشهد تطورات متسارعة.
كانت واحدة من أخطائه أنه لم يكن يقبل نظرية ميكانيكا الكم الغريبة حقاً، وإن كانت نظرية متماسكة على نحو محير رغم ذلك.
فهذه النظرية الأساسية في مجال الفيزياء تقدم وصفاً للخصائص الفيزيائية للكون على المستوى دون الذري.
تتضمن ميكانيكا الكم قواعد محيرة للغاية، وفيها يمكن وصف الجسيمات بأنها أيضاً موجاتٌ، لكن أينشتاين رفض بعناد تصديق إمكانية وجود هذه الحقيقة التي تبدو غير منطقية.
وبدلاً من ذلك عمل على مدى عقود على وضع نظرية موحدة لوصف جميع قوى الطبيعة وإزالة الغموض الذي يكتنف عالم الكم.
في وصفه لـ"الصعوبات" التي واجهها أينشتاين مع القوى الموحدة، قال ستيورات: "كان معانداً للغاية بشأنها، ورفض مواكبة الزمان".
3- التشابك الكمّي
قال البروفيسور جي تي جانسن، العالم الرئيسي في المختبر الفيزيائي الوطني بالمملكة المتحدة، إن ألبرت أينشتاين "واجه صعوبات" مع نظرية الكمّ، مضيفاً: "إن إحدى أغرب ظواهر نظرية الكم هي فكرة التشابك".
يحدث التشابك عندما يتولد جسيمان أو أكثر في حالة كمية مشتركة.
وقال العالم الرئيسي لدى المختبر الفيزيائي الوطني: "بغض النظر عن المسافة بين هذين الجزيئين، فإنها تبقى متصلة بطريقة ما، وأي قياس لخصائص جسيم واحد منهما يحدد على الفور خصائص الآخر".
وأضاف: "يخالف هذا الميكانيكا الكلاسيكية، ولم يقبل أينشتاين بذلك. وخلُص إلى أننا لم نفهم ميكانيكا الكم كلياً، وأنه لا بد أن هناك تفسيراً لهذا".
وتابع: "ومع ذلك ليست هناك تجربة أُجريت ودحضت فكرة التشابك، واليوم تشكل أساس كثير من تقنيات الكمّ الجديدة، مثل الحوسبة الكمية والاتصالات الكمية".
وأوضح جانسن: "ومع ذلك، أدى تشكيك أينشتاين إلى المزيد والمزيد من النظريات المفصلة والتجارب لإثبات فكرة التشابك أو دحضها، وهكذا أسهم إسهاماً كبيراً في فهم هذه الفكرة".
4- تمدد الكون
في عام 1917، أضاف ألبرت أينشتاين ثباتاً كونياً موجباً إلى معادلات نظريته النسبية العامة لموازنة آثار الجاذبية على المادة العادية.
يعتقد كولين ستيوارت أن التعرض لفكرة كون ثابت ومحدود مكانياً ينهار أو يتمدد للأبد، كانت تعني أن أينشتاين كان "محقاً لأسباب خاطئة".
قال ستيورات: "باعتقاده أن كوننا كان ثابتاً من حيث الحجم، وضع شيئاً إلى معادلاته النسبية لموازنة الجاذبية وإيقاف تمدد الكون، وكان يسمى الثابت الكوني. عندما اكتشف علماء الفلك لاحقاً أن الكون يتمدد في النهاية، وصف أينشتاين الثابت الكوني الذي أضافه إلى معادلاته بأنه "خطؤه الفادح الأكبر".
5- الطاقة النووية
رفض أينشتاين فكرة أن الطاقة النووية يمكن في نهاية المطاف أن تؤدي دوراً رئيسياً -وإن كان دوراً لا يزال مثار جدل- في توليد الطاقة، وأعلن في عام 1934 أنه "ليست هناك أدنى إشارة" إلى أن الطاقة الذرية يمكن أن تصبح ممكنة في أي وقت. وكما نعلم جميعاً الآن فإن أينشتاين كان مخطئاً.