على مر السنين، كان العلماء يحلمون بكل أنواع الأفكار الغريبة والمثيرة للاهتمام لتطوير اختراعاتهم التي تهدف لخدمة البشرية وجعل الحياة أكثر سهولة. لكننا اليوم لن نتحدث في هذا التقرير، عن اختراعات عظيمة أغلبنا يعرفها لكننا سنتحدث عن اختراعات غريبة ربما تكون مفيدة حقاً وتفيدنا في حياتنا اليومية.
من الطلاء الأبيض الفائق الذي حطم الرقم القياسي في قائمة جينيس العالمية إلى البلاستيك الحيوي الذي يصلح نفسه بنفسه، تحتوي هذه القائمة على اختراعات مفاجئة.
وسائد هوائية للهواتف الذكية
يمكن أن تكون الهواتف الذكية من أكثر الأشياء الحساسة والعرضة للكسر والسقوط التي نحملها طوال الوقت. ورغم وجود طبقات تغطي الشاشات وقطع حماية للهواتف، فإنها قد لا تكون كافية في حال السقوط القاسي.
لكن في يوليو/تموز 2018، كشف الطالب الألماني فيليب فرينز الذي كان يبلغ من العمر 25 عاماً، عن اختراع سيحمي الشاشات من الكسر وقد وصفه بأنه "وسادة هوائية متنقلة" تحاكي تلك التي في السيارات.
اخترع فرينزل حافظة هاتف بثماني أقدام منحنية متصلة، اثنتان في كل زاوية. يتم تثبيت القدمين وإغلاقها للاستخدام العادي، لكنها تنفتح إذا تم إسقاط الهاتف؛ لتقليل التأثير على الأرض.
أحد الاختلافات الرئيسية بين اختراع فرينزل والوسائد الهوائية للسيارة هو أنه لا يمكن استخدام الوسائد الهوائية في السيارات إلا مرة واحدة، في حين يمكن استخدام القدم الواقية من التصادم مراراً وتكراراً.
وقد فاز فرينزل بجائزة من الجمعية الألمانية للميكاترونكس عن عمله المتميز. وفي عام 2018 أطلق فرينزل وفريقه حملة عبر الانترنت لتمويل مشروعه، لكن تم إيقاف الحملة بعد سنة، لأنها لم تحقق المبلغ المتوقع رغم تعليقات كثيرة على المنتج شجعته وطالبت بتوفيره في الأسواق على الموقع الخاص به، ومازال المشروع بانتظار التمويل لطرحه في الأسواق.
غراء يمكن نزعه
عادةً ما يكون من المستحيل تقشير الأشياء التي تم لصقها بالمواد اللاصقة القوية مثل superglue بمجرد أن يتم لصقها. ومن ناحية أخرى، غالباً ما تكون المواد اللاصقة القابلة للإزالة ضعيفة ومائية وليست الخيار الأفضل من حيث الثبات.
ولكن فريقاً من الباحثين بجامعة بنسلفانيا الأمريكية وجد الإلهام لصنع صمغ لاصق يمكن تقشيره في شيء غير متوقع: مخاط الحلزون!
نعم، بقدر ما يبدو ذلك غريباً، لكن ابتكر العلماء صمغاً يحاكي المادة المخاطية الجافة التي ينتجها الحلزون والتي تسمح للقواقع بالالتصاق بالأسطح الصعبة مثل الصخور.
يتميز المخاط الجاف بقدرته على حبس الرطوبة، ويعمل غراء العلماء بطريقة مماثلة. عندما تكون المادة رطبة، فإنها تكون ناعمة وتتكيف بسهولة مع خطوط السطح المستهدف. ولكن عندما تجف، فإنها تصبح ثابتة مثل الصمغ.
ولكن في حين أن الاختراع مثير للإعجاب حقاً، إلا أن فريق البحث يقر بأنه نظراً إلى أن قابليته للانعكاس تتأثر بالمياه، فإنه بحاجة للتطوير أكثر للوصول إلى أفضل النتائج.
الطلاء الأكثر بياضاً في العالم
في سبتمبر/أيلول 2021، دخل فريق من العلماء موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ لاختراعهم الطلاء الأكثر بياضاً في العالم.
يتم تصنيع اللون الطباشيري باستخدام كبريتات الباريوم، التي تستخدم أيضاً في إنتاج الورق ومستحضرات التجميل. وقد وصفه الخبراء بأنه عكس Vantablack، وهو طلاء شديد السواد يمتص 99.9% من الضوء.
ويعكس الطلاء 98% من الإشعاع الشمسي، هذا يعني أن أي شيء مطلي بهذا اللون سوف يمتص حرارة أقل بكثير من محيطه. ويقول العلماء إن استخدامه لطلاء سقف مبنى تبلغ مساحته 93 متراً مربعاً (1000 قدم مربعة) من شأنه أن يبرد هذا المبنى بمقدار 10 كيلووات. هذا الرقم يتفوق على تكييف الهواء في معظم المنازل!
وبذلك يساعد الطلاء في معالجة الاحتباس الحراري. ففي حين تستهلك مكيفات الهواء التقليدية الطاقة التي غالباً ما تكون ناتجة عن حرق الوقود وتنقل الحرارة من داخل المنزل إلى الهواء المحيط والأرض، مما يتسبب في زيادة تأثير جزيرة الحرارة وتسخين الكوكب، لا يستهلك الطلاء أي طاقة وبالتالي يساعد في تبريد الأرض.
الطلاء غير متوافر تجارياً بعد، لكن تركيبته متوافقة مع عمليات الطلاء التجارية ويعمل العلماء مع شركة تجارية لتوسيع نطاق إنتاج الطلاء وطرحه في السوق قريباً.
جهاز كاشف لرائحة الجسم
لا داعي لأن تقلق من أن رائحة عرق جسمك قد تزعج من حولك وتضعك في موقف محرج. فقد ابتكرت شركة يابانية جهازاً يكتشف رائحة الجسم ويحذّر مستخدميه عندما يحتاجون إلى مزيل العرق.
يعمل جهاز ES-100 Tanita، الذي تم الكشف عنه لأول مرة في عام 2018، مثل اختبار الكحول ويكتشف المواد الكيميائية التي تخلق روائح كريهة حول الإبط ومناطق أخرى من الجسم تسبب بالتعرق.
تحتوي الأداة اليابانية على ذراع مطوية يضعها المستخدم بالقرب من جزء الجسم الذي يحتمل أن تكون رائحته كريهة. بعد نحو عشر ثوانٍ، يستجيب الجهاز بنتيجة تتراوح بين واحد وعشرة. كلما زادت النتيجة، زادت الرائحة الكريهة.
وبين من وجدها مفيدة وسهلة الاستخدام، إلا أن البعض الآخر لا يعتقد أنها دقيقة بشكل كافٍ، كما تشير تقييمات الجهاز على موقع أمازون.
بلاستيك يصلح نفسه بنفسه
في عام 2021، كشف الباحثون عن مادة بلاستيكية يمكنها إصلاح نفسها في ثوانٍ، حتى تحت الماء تعرف باسم RUSSE، المطاط الصناعي القاسي السريع الشفاء الذاتي تحت الماء، والذي يمكنه ترميم نفسه حتى في ظل ظروف المياه القاسية محتفظاً بقوته.
أظهرت الاختبارات أن هذا النوع من البلاستيك يمكنه تحمل التمدد والأوزان الكبيرة والضربات الشديدة من المطرقة. عندما قطع الفريق البلاستيك إلى نصفين وضغط الأطراف معاً، استغرق الأمر عشر ثوان حتى تندمج مجدداً.
وفي أقل من خمس دقائق، عادت المادة بالكامل تقريباً إلى حالتها الأصلية. يعتقد العلماء أنه يمكن استخدام البلاستيك في المشاريع تحت الماء، مثل الأنابيب في الغواصات.
كاميرا بحجم الملح
توصل علماء من جامعة برينستون في نيوجيرسي في 2021 إلى صنع كاميرا بحجم حبة ملح. تم إنشاء أجهزتهم المجهرية باستخدام تقنية السطح الخارق تتكون من غشاء رقيق من نيتريد السيليكون مغطى بـ1.6 مليون اسطوانة صغيرة.
يتيح لها هذا التصميم التقاط صور كاملة الألوان بتفاصيل مذهلة. ومن أكثر الأشياء إثارة للإعجاب في الجهاز هو اعتمادها على برامج الذكاء الاصطناعي المعقدة، حيث تستخدم الكاميرا خوارزميات التعلم الآلي لتحسين وضوح صورها.
ويأمل العلماء أنه في يوم من الأيام يمكن تحسين هذه الخوارزميات لاكتشاف وتحديد الأشياء التي يصعب رؤيتها مثل علامات المرض داخل جسم الإنسان.
لا يزال يتعين القيام ببعض التعديلات قبل طرح هذه الكاميرات الصغيرة للبيع. لكن المخترعين واثقون بأنه بمجرد الانتهاء من التصميم، لن يكون من الصعب جدغا إنتاجها على نطاق واسع.