كتب خبير الفيروسات البلجيكي جيدو فانهام خطاباً مفتوحاً إلى عائلته للمساعدة في حمايتهم من متحور أوميكرون، وتتضمن قائمة النصائح نفس الإجراءات الاحترازية التي عرفها العالم منذ ظهور الجائحة مع حثهم على أخذ جرعات اللقاح، حتى المعززة منها، بمن فيهم الأطفال، لكنه أشار إلى أن المتحور الجديد قد لن يكون خطيراً بقدر سابقه، متحور "دلتا".
حسب تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، فإن فانهام، كتب في الرسالة نفسها قائلاً: "نعلم أنكم قلقون كذلك على الأطفال، الذين يواجهون موقفاً صعباً في المدرسة، يجب عليهم الآن ارتداء الأقنعة ويُطلب منهم الحصول على التطعيم حتى عندما ينخفض خطر إصابتهم هم أنفسهم بالمرض. وقد أبلغتموني حتى كيف أن بعضاً من أصدقائكم كانت ردة فعلهم بالغة على هذه الأنباء".
في الوقت ذاته، طمأن خبير الفيروسات عائلته بأن أحفاده، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و12 عاماً، من الآمن عليهم الآن أن يحصلوا على اللقاحات.
كما أوضح في خطابه: "ربما يفضلون حتى ارتداء الأقنعة إذا وضعتموها بطريقة صحيحة. يجب عليهم أن يفعلوا ما يفعله البالغون وأن يؤدوا دورهم في مساعدة الناس كي لا يمرضوا. من واقع تجاربي، إذا نظرتم إلى الجانب الإيجابي من الأمر وسألتموهم عن رأيهم، فسوف يُظهرون على الأرجح رغبة في أن يكونوا "شجعاناً" أكثر مما قد تتخيلون.
الخبير البلجيكي أكد كذلك أن هناك أنباء جيدة، وهي أن فاليريا، أم حفيده الرضيع، حصلت على اللقاح، مما يعني أنها سوف تمرر الأجسام المضادة إلى الرضيع عندما يحصل على غذائه من حليب الأم.
ثم تابع قائلاً: "من المؤسف أن متحور أوميكرون من فيروس كوفيد-19 ينتشر الآن في جميع أنحاء العالم. وأعلم أنكم تسألون: ما الذي ينبغي لنا أن نتوقعه؟ هل سوف تكون هذه الموجة الأولى مجدداً، أو أننا سوف نصير أفضل حالاً؟".
الدكتور فانهام أشار إلى الطريقة التي يستطيع أوميكرون أن يصيب بها الناس الذين أُصيبوا بمتحورات أخرى من الفيروس، أو حتى الذين حصلوا على اللقاح قبل أشهر عديدة.
جاء في رسالته أيضاً: "كما تعرفون، أنظمتنا الصحية محملة الآن بأكثر من طاقتها بسبب مرضى كوفيد-19 في المستشفيات ووحدات الرعاية المركزة. إنني أسمع أن ذلك هو الحال في مستشفانا المحلي وللمستشفى في جنيف كذلك. ونتيجة لهذا، فإن الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة، ليست كوفيد-19 بل المصابين بالسرطان أو الأمراض الأخرى التي تهدد الحياة، يضطرون عادة للانتظار من أجل الحصول على العلاج".
فضلاً عن أنه أشار إلى أن أوميكرون يتأثر باللقاح لكنه أقل تأثراً من متحور دلتا، وهو السبب الذي يجعل الحصول على جرعة ثالثة تعزيزية أمراً ضرورياً.
وأضاف: "لسوء الحظ حتى الجرعات الثلاث لا تحمي من العدوى نفسها. إذا حصلت على اللقاح ثلاث مرات وأُصبت بالعدوى مع ذلك، فسوف يصعب عليك ملاحظة ذلك.. ربما سيكون لديك (نزلة برد اعتيادية) أو احتقان في الحلق، أو أحياناً حمّى. ولذا فإنني أعرف أنكم تصطفون للحصول على الجرعات التعزيزية وإنكم تفعلون الشيء الصائب".
بخصوص أفضل الطرق بالنسبة للأشخاص من أجل حماية أنفسهم، يحث المتحدث ذاته على الحفاظ على مسافة بينهم وبين الآخرين، وأن يرتدوا أقنعة، ويغسلوا أيديهم، ويتأكدوا من تهوية غرفهم باستمرار، وألا يسعلوا أو يعطسوا أمام الآخرين، وأن "يتأكدوا من ارتداء الأقنعة عند التحدث".
كذلك طمأن خبير الفيروسات عائلته قائلاً إن شركات تصنيع وتطوير اللقاحات تعمل على تطوير تحصين جديد ضد أوميكرون، وأن الوضع سوف يتحسن في الصيف، وأن حصول مزيد من الأشخاص على اللقاح يعني الاقتراب خطوة من الوصول إلى مناعة القطيع، وأن الفيروس لا يستطيع الاستمرار في استحداث متحورات قوية جديدة.
في ختام الرسالة، قال الدكتور: "سوف تمر هذه الجائحة، مثل الإنفلونزا الإسبانية قبل مئة عام، ولكن لا أحد يستطيع التنبؤ بموعد ذلك، أتمنى معكم جميعاً أن يكون هذا آخر شتاء لنا مع كوفيد-19، لكنني مجرد طبيب وعالم- وأب وجد- ولست نبياً".