"ستاربكس"، أم "ليس ستاربكس"؟ يُشعل هذا السؤال صفحات شبكات التواصل الاجتماعي في فنزويلا منذ أيام، بعد انتشار صور وفيديوهات لأحد المقاهي يستخدم رسمة الحورية الخضراء الشهيرة في شعار شركة المقاهي الأمريكية المنتشرة في عشرات البلدان حول العالم.
يقع المقهى في العاصمة كراكاس، وما يحصل فيه يشبه ما يحصل في أي من مقاهي "ستاربكس" الأمريكية، حيث يجلس الزبائن ويشربون الأكواب التي دونت أسماؤها عليهم، وتساءل الناس هل بات في فنزويلاً أول فرع لسلسلة "ستاربكس"؟ لكن الجواب ليس بهذه البساطة.
هذا الجدل اشتعل لكون البلاد تجتاز أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ 2014، كما أن بعض الشركات الأجنبية غادرت البلاد أو تمتنع عن دخول السوق الفنزويلية خشية التعرض لعقوبات أمريكية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أبراهام دياز كتب عبر تويتر ساخراً "تعالوا إلى فنزويلا، الوضع اصطلح حتى بات لدينا ستاربكس"، ورد حساب يحمل اسم "لا ديفازا" على هذه التغريدة قائلاً "كل شيء اصطلح لأن مقهى ستاربكس الموجود لدينا مزيف، كما حال حكومة فنزويلا".
دفع الجدل المحتدم بشركة "ستاربكس" الأمريكية إلى الرد في بيان، قالت فيه: "يمكننا أن نؤكد أن برنامج +We proudly serve Starbucks®+ غير موجود في فنزويلا"، هذا البرنامج المذكور هو مشروع تسويقي مشترك بين "ستاربكس" ومجموعة "نستله" السويسرية العملاقة، التي علقت بدورها على الجدل.
"نستله" قالت إنه "نظرا إلى التداول أخيراً بأخبار عن علاقة مزعومة لنستله فنزويلا بافتتاح متجر للمشروبات يستخدم ماركة مقاهي STARBUCKS®، تُعلم الشركة الرأي العام بأن نستله فنزويلا لم تتلق أي اتصال، وليست منخرطة في الاتجار بهذه المنتجات".
مع ذلك تحمل الكافيتيريا المقامة داخل متجر سوبرماركت افتُتح قبل أيام في كراكاس كل العلامات التجارية المرتبطة بـ"ستاربكس" مع حوريتها الشهيرة.
تؤكد جيني تورو وهي وكيلة عقارية في سن 46 عاماً أن "الشبكات الاجتماعية اشتعلت" بهذا الجدل، وذلك خلال ارتشافها القهوة مع والدتها وابنتها، كما تقرّ أنها قصدت المكان بعد الجدل الدائر بشأنه وبدافع الرغبة في التعرف على "أول" مقهى من سلسلة ستاربكس في البلاد.
من جانبه، أقر خورخي نييفيس رئيس سوبرماركت YEET! حيث موقع المقهى، في حديث للوكالة الفرنسية، بأن المتجر "ليس تابعاً لسلسة ستاربكس"، متحدثاً عن سوء تفاهم في الموضوع، ومبدياً استغرابه بالجدل الدائر على الإنترنت.
نييفيس قال: "عندما قررنا فتح مقهى في داخل مؤسستنا، لم نكن نتوقع البتة تحقيق مثل هذا النجاح"، وأضاف نييفيس بنبرة غامضة بعض الشيء: "ما فعلناه هو الاستحواذ على التجهيزات (لتحضير القهوة) والمنتجات. وقد أعطتنا الجهة التي اشترينا منها المنتجات توجيهات (من ستاربكس) عما يمكن فعله أو لا يمكن فعله، ونحن نحترم هذه التوجيهات".
لكن لدى سؤاله عن الجهة التي زودت المتجر بالآلات والتوجيهات، أجاب نييفيس بنبرة حازمة "الأمر أشبه بإعطاء تركيبة مشروب كوكا كولا، هذه مسارات داخلية في الشركات".
يحمل جدار في المقهى شعار (حورية) ستاربكس من دون الاسم، وداخل الموقع عبارة "We Proudly Serve"، لكن أيضاً من دون اسم الموقع.
سواء كان مقهى "ستاربكس" في كراكاس أصلياً أم مزيفاً، الأمر سيّان لإيمانويل غرانجيو، الطالب البالغ عشرين عاماً، والذي قال للوكالة الفرنسية إنه قصد المكان بهدف "عيش تجربة جديدة".
قبل هذا المتجر الجديد كانت متاجر أخرى تضع علامة "ستاربكس" التجارية فتحت أبوابها في مناطق فنزويلية أخرى، بينها فالنسيا (وسط البلاد الشمالي)، وبويرتو لا كروث (شمال شرق).
كانت فنزويلا قد شهدت في السنوات الأخيرة محطات جدلية كثيرة طاولت الشركات المتعددة الجنسية، ففي 2018 أمّمت سلطات الرئيس نيكولاس مادورو، الذي تستهدفه واشنطن بالعقوبات، أصول شركة كلوغز في فنزويلا، بعد الإعلان عن وقف أنشطتها في البلاد بسبب "تدهور الوضع الاقتصادي".
كما بثت قنوات التلفزيون الوطنية أفلاماً منتجة في الولايات المتحدة، بينها "سول" لاستوديوهات بيكسار، من دون إذن الجهات المعنية.