أعربت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة إنجلترا، عن مخاوفها للأمير وليام، دوق كامبريدج، بشأن قراره السفر مع زوجته وأطفاله في طائرة هليكوبتر، وفقاً لمصدر ملكي.
ويُقال إن الملكة إليزابيث كانت قد أمضت "ليالي بلا نوم" وهي "مرعوبة" من احتمال وقوع مأساة لحفيدها وأطفاله وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وأوردت الصحيفة أنه قد سُمح بنوع من التجاوز للقاعدة غير المكتوبة التي كانت تمنع كبار أفراد العائلة من السفر معاً، وذلك لكي يسافر الأمير وليام مع أسرته في رحلة بالطائرة الهليكوبتر بين لندن ونورفولك. ومع ذلك، يُقال إن الملكة أجرت عدة محادثات مع الدوق لإبداء مخاوفها بشأن الخطة. وكان تحقيق قد فُتح بعد حادثين وشيكين خلال رحلة ملكية سابقة بالطائرات المروحية.
وقال مصدر مقرب من الملكة للصحيفة: "أخبرت جلالة الملكة الأصدقاء المقربين ورجال البلاط أنها تود لو توقف وليام عن قيادة الطائرات بنفسه، خاصة في الظروف الجوية السيئة، لأن طائرات الهليكوبتر ليست وسيلة النقل المثالية من جهة الأمان" وأضاف المصدر: "هذه الرحلات تحرم الملكة نومهَا في الليل وهي قلقة للغاية لأسباب مفهومة. إنها تعرف أن وليام طيَّار متمكن، لكنها لا تعتقد أن الأمر يستحق المخاطرة بسفر الخمسة جميعاً لكي يخوضوا رحلة طيران معاً، ولا يمكنها استيعاب ما قد يحدث لو ساءت الأمور. قد يؤدي ذلك إلى أزمة دستورية".
وأشار المصدر إلى أن "الملكة أبلغت وليام أنها قلقة، وأنه مهما كان يحسن الطيران، فإن سوء الأحوال الجوية والحوادث يمكن أن تحل بأي أحد في أي وقت" ومن جهة أخرى، فإن "الملكة سعيدة بالكفاءة التي أبداها الأمير وليام وزوجته كيت في مواجهة التحديات في السنوات الأخيرة، وتعلم أن النظام الملكي في أمان بأيديهما. وهي تعتقد أن المستقبل مشرق وهما على رأس القيادة بعد تشارلز، ومن ثم فهي لا تتحمل فكرة وقوع شيء له ولعائلته".
يُذكر أن وليام (39 سنة) هو الثاني في ترتيب تولي العرش بعد والده تشارلز (73 سنة).
يأتي ذلك على الرغم من أن الدوق وليام هو قائد طائرات مروحية بارع خدم لخمس سنوات في فرقة طيران البحث والإنقاذ التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ومع فرقة الإسعاف الجوي، وسبق أن طار بأسرته في رحلة طولها 185 كيلومتراً من قصر كنسينغتون إلى منزلهم في أنمير هول، بلدة نورفولك. ومع ذلك، يقتضي بروتوكول غير رسمي ألا يكون وليام على متن الرحلة نفسها مع والده وأطفاله. غير أن الدوق والدوقة طلبا من الملكة في عام 2014 الإذن لهما بالسفر معاً في جولتهما في أستراليا.
فيما قال مسؤول بالقصر الملكي في ذلك الوقت: "لا توجد قاعدة رسمية في هذا الشأن، وقد سبق أن سافر الورثة الملكيون معاً في الماضي، فهذا أمر تخضع كلمة الحسم الأخيرة فيه للملكة".
على صعيد آخر، فإن تدخل الملِكة يأتي بعد سلسلة من حوادث الطائرات الهليكوبتر التي تعرض لها أفراد من العائلة المالكة، فقد تعرضت مروحية الملكة من طراز "سيكورسكي إس 76" لعطل في سبتمبر/أيلول. كما تعرضت كونتيسة ويسيكس لحادث وشيك في عام 2017، وفي عام 2019 تعرضت دوقة كورنوال لحادثين خطيرين خلال رحلة واحدة على متن طائرة هليكوبتر تابعة للملكة.
في أعقاب ذلك، أطلقت هيئة الطيران المدني البريطانية تقييماً لمراجعة قواعد السلامة التي تحكم السفر الجوي الملكي وخلص تقرير مجلس السلامة الجوية في المملكة المتحدة (Airprox) إلى أن اللوائح التي تحكم التعامل المنفصل مع الرحلات الملكية "يزيد الغموض والتعقيد فيها على الوضوح".
يُذكر أن العائلة المالكة البريطانية أنفقت 2.77 مليون دولار على رحلات الطيران بالهليكوبتر العام الماضي. وقال متحدث باسم العائلة المالكة إنها لن تعلق على الأخبار المتعلقة بـ"محادثات خاصة".